استبعد المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني جوزيه مورينهو رحيل مواطنه كريستيانو رونالدو من النادي الملكي إلى أندية ثرية مثل مانشستر سيتي الإنجليزي أو باريس سان جيرمان الفرنسي، مشيرا إلى أن أفضل لاعب في العالم لن يلعب سوى في أندية «تاريخية».
وكان نجم مانشستر يونايتد السابق قد فتح الباب على مصراعيه أمام الشائعات والتكهنات بشأن مستقبله في سانتياغو بيرنابيو عقب تصريحاته الأسبوع الماضي بأنه «حزين» و«غير سعيد» مع الريال. وبينما يعتقد البعض أن تكون تصريحات رونالدو بمثابة تحذير غير مباشر لإدارة النادي الملكي بسبب عدم إحراز تقدم في المفاوضات بشأن توقيع عقد جديد مع اللاعب، فإن هذه التصريحات قد دفعت البعض للربط بين رونالدو وعدد من الأندية الثرية مثل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان وإنجي ماخاتشكالا الروسي، وهي الأندية القادرة على التعاقد مع لاعب بحجم رونالدو الذي يصل سعره إلى 80 مليون جنيه إسترليني.
وإذا كان من المفهوم عدم اهتمام مانشستر سيتي، الذي سيلتقي ريال مدريد في وقت لاحق من الشهر الحالي في دوري أبطال أوروبا، بالتعاقد مع النجم البرتغالي، فإن باريس سان جيرمان وإنجي ماخاتشكالا لم يقررا بعد ما إذا كانا سيدخلان في مفاوضات مع النجم البرتغالي البالغ من العمر 27 عاما أم لا، لا سيما أن الصفقة ستكون قياسية بكل تأكيد، في حال إتمامها.
وعلى الرغم من ذلك، استبعد «الاستثنائي» جوزيه مورينهو، الذي نجح في نقل تشيلسي الإنجليزي إلى مستوى آخر بفضل الإنفاق السخي من مالك النادي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، انتقال رونالدو لأي من هذه الأندية، مشيرا إلى أن اللاعبين الكبار دائما ما يفضلون اللعب في صفوة الأندية العالمية التي تحظى بتاريخ عريق.
وأضاف المدير الفني السابق لتشيلسي: «ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ، هذه هي الأندية التي تتمتع بتاريخ عريق وفريد، حيث حصلت على كثير من البطولات والألقاب والكؤوس الأوروبية، ولديها تاريخ حافل وعشاق في كل مكان، وهذه هي الأشياء التي لا يمكن شراؤها بالمال». واستطرد المدير الفني البرتغالي في حديثه قائلا: «يفضل اللاعبون البارزون اللعب في الـ3 أندية التي ذكرتها سابقا، وهذا ما ينطبق على كريستيانو رونالدو وإيكر كاسياس وكريم بنزيمة وغونزالو هيغوين، وأي لاعب في ريال مدريد، وكذلك أي لاعب في برشلونة، ولكن الأمور لن تكون سهلة بالنسبة للأندية التي تعتمد بشكل حصري على استثمارات مالكيها الأثرياء، لأنها لا تملك هياكل الأندية التاريخية».
واختتم مورينهو حديثه قائلا: «وعلى هذا الأساس، ستكون قواعد اللعب المالي النظيف مفيدة لكرة القدم، وستجعل الأندية غير المنظمة جيدا تواجه كثيرا من المشكلات، على الرغم من خزائنها المملوءة بالأموال، أما بالنسبة لريال مدريد فهو ناد عريق ومستعد جيدا لذلك، ويمكنه تحقيق النجاح في هذه الحقبة الجديدة».
من جهته أكد رئيس ريال مدريد، فيورنتينو بيريز، أن النجم البرتغالي رونالدو الذي أعلن مؤخرا أنه غير سعيد، لا يريد ترك النادي الملكي. وكان رونالدو تسبب في كثير من التكهنات حول مستقبله عندما لم يحتفل الأحد الماضي بالهدفين اللذين سجلهما في مرمى غرناطة (3-0) في الدوري المحلي، ثم بإعلانه لاحقا أنه حزين بسبب «مسألة احترافية»، مما دفع وسائل الإعلام إلى التكهن بالسبب الذي يقف خلف حزنه، وقد اتهمته بعض الصحف بأنه يحاول «ابتزاز» ريال للحصول على المزيد من الأموال، بينما توقعت صحف أخرى بأن يرحل عن النادي الملكي، لكن بيريز أكد أن النجم البرتغالي لا يفكر في ترك بطل «لا ليغا».
وتابع بيريز في حديث لصحيفة «ماركا»: «إذا أراد الرحيل لقال ذلك حين كان باب الانتقالات مفتوحا. هناك أسباب أخرى خلف ذلك (شعوره بالاستياء)».
وكان رونالدو نفى صحة الأخبار التي تقول إن المال هو السبب الذي دفعه للإعلان أنه حزين في ريال مدريد الإسباني، مشيرا إلى أن «العالم سيعلم السبب الحقيقي في يوم من الأيام»، مضيفا أن «شعوري بالحزن والكآبة تسبب في ضجة كبيرة. اتهموني بأني أريد المزيد من الأموال، لكن في يوم من الأيام سيعلمون أنه ليس السبب».
وأكد رونالدو لجماهير ريال مدريد أن «اندفاعه، وتفانيه، والتزامه ورغبته في الفوز بجميع البطولات لن تتأثر»، مضيفا: «أنا أحترم نفسي وريال مدريد لدرجة لا تسمح لي إطلاقا بأن أقدم أداء يقل عما أنا قادر عليه»، موجها تحياته ومحبته لجماهير النادي الملكي.
من جهة أخرى، أمل قائد ريال وحارسه الدولي إيكر كاسياس أن تتعاطف الجماهير مع النجم البرتغالي «رغم أنه لم يكشف عن كثير في ما يتعلق بأسباب تعاسته»، مضيفا: «بإمكاني التفهم إذا كان البعض يجد صعوبة في فهم ما يمر به لاعب كرة القدم. لكننا بشر أيضا وهناك أمور تشغل بالنا كأي شخص آخر. لدينا أصدقاء وعائلة مثل أي شخص آخر».