كرة القدم أيضا من ضحايا الأزمة الاقتصادية الحادة في إسبانيا

حتى صفقات ريال مدريد وبرشلونة كانت محدودة

TT

كان متوقعا إلى حد بعيد ألا تترك الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها إسبانيا قطاعا واحدا بمنأى عن تداعياتها. وحقا، بينت حصيلة صفقات نهاية الصيف لانتقالات نجوم رياضة كرة القدم المحترفين، أن الأزمة الاقتصادية طالت حتى أغنى أندية كرة القدم الإسبانية، مثل ريال مدريد وبرشلونة، التي كانت تعد تقليديا من أغنى الأندية الرياضية في العالم.. فقد أوردت دراسة أعدها ستيف كالثادا، أحد العاملين السابقين في نادي برشلونة الشهير، أنه حتى أبرز أندية دوري الدرجة الأولى (الأعلى في البلاد) تأثرت سلبيا بصورة مباشرة بحدة الأزمة.

وذهبت الدراسة لتوضح أن ميزانيتي ناديي برشلونة وريال مدريد اللذين يعدان الأكثر ثراء وشعبية في إسبانيا، انخفضتا خلال السنوات الثلاث الأخيرة بنسبة 45 في المائة، وأن 11 ناديا إسبانيا تمارس كرة القدم في أعلى المستويات لم تستطع استثمار أكثر من مليوني يورو هذا الموسم، بل إن خمسة من هذه الأندية لم تتمكن من شراء أي لاعب جديد.

الجدير بالإشارة أن نادي برشلونة دفع خلال الأسابيع الأخيرة قبل إغلاق الانتقالات الصيفية مبلغ 33 مليون يورو من أجل الحصول على اللاعبين جوردي آلبا وأليكس سونغ، أما غريمه ريال مدريد فقد دفع 30 مليونا من أجل الحصول على اللاعب لوكا مودريتش، وهذان المبلغان أدنى بكثير مما كان ينفقه الناديان في الماضي في سوق الانتقالات للظفر بأفضل لاعبي العالم.

من ناحية ثانية، يذكر أن المعاناة المالية للأندية الإسبانية، أدت على غير العادة إلى هجرة معاكسة من إسبانيا إلى الخارج، حيث شهدت انتقال بعض لاعبي إسبانيا البارزين إلى أندية خارج البلاد، كما هو الحال مع خابي مارتينيث لاعب نادي أتلتيك بلباو الذي اشتراه نادي بايرن ميونيخ الألماني بمقابل 40 مليون يورو، ونجم نادي مالقة سانتي كازورلا الذي انتقل إلى نادي الآرسنال الإنجليزي مقابل نحو 16.5 مليون جنيه إسترليني.

وأدى تراجع ميزانيات أندية الدرجة الأولى الإسبانية هذا الموسم، عموما، إلى درجة أنها لم تستثمر في استقدام لاعبين جدد غير 128 مليون يورو، أي أقل بنسبة 65 في المائة عن العام الماضي.