تونس: فيلم سينمائي يروي ملفا غامضا من ملفات الثورة

مخرج «القناص»: المعارك حقيقية واللكمات واقعية

TT

أعاد شريط «القناص» إلى أذهان التونسيين الكثير من تفاصيل أيام الثورة التونسية بتطرقه لموضوع «القناصة» الذي سيطر على مخيلة الكثير من المناهضين للنظام السابق. وقد اعتمد الشريط على طرق البحث البوليسية في لقطات قتال ومطاردة فرضتها حقيقة البحث في ملف لا يزال يؤرق التونسيين، وخاصة العائلات التي تعرض أحد أبنائها إما للموت وإما للإصابة بجروح.

الشريط يعد باكورة إنتاج المخرج التونسي يسري بوعصيدة وقد قدمه في مشاهدة أولى للإعلاميين، وهو يروي قصة مغترب تونسي عاش في المهجر مدة فاقت الـ16 سنة قبل أن يقرر العودة إلى تونس بعد اندلاع الثورة نهاية 2010 ونجاحها بداية 2011 ولكنه عوض الاحتفال بالحدث التاريخي الذي فتح أبواب ربيع الثورات العربية، حيث اضطر للانخراط في رحلة بحث مضنية عن أسباب وملابسات مقتل شقيقه وعن هوية القناص الذي صوب له رصاصة قاتلة في مدينة سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية.

الشريط يستمد أهميته من محاولة الكشف عن إحدى أحلك الفترات خلال الثورة وأحد الملفات التي بقيت لغزا محيرا للعديد من العائلات.. فـ«القناصة» في تونس أو «الشبيحة» في سوريا بقي ملفا مفتوحا ولم يجد إجابة شافية في مختلف الثورات العربية وإن تناول الشريط الكثير مما تداوله الشارع التونسي بدءا بالعملاء الأميركيين والمندسين في صفوف المحتجين مرورا بالدور الذي لعبته وثائق «ويكيليكس».

حول هذا العرض الأول قال المخرج يسري بوعصيدة لـ«الشرق الأوسط»، إن تقنيات التصوير اعتمدت الطرق العصرية وقد تناولت صورا سريعة مساحاتها الجمالية شاسعة وجميلة. واعتبر أن التدريبات الأمنية وتصاميم المعارك كانت حقيقية واللكمات واقعية ولم تعتمد على خداع السينمائيين، وعزا ذاك الأمر إلى غياب مصممين محترفين في عالم المعارك.

الشريط مختلف وقد يخرج عن تصنيف المدارس السينمائية التقليدية، وهو من بطولة مجموعة من الفنانين التونسيين من بينهم منير العرقي والأسعد بن يونس وأحمد الأندلسي ومحمد الغزواني ومحمد علي بن جمعة. وقد مثل فرصة جميلة أمام اكتشاف صوت الفنانة «رحمة» التي أدت أغاني الشريط.