لنتعلم «أولا» كيف نصبر؟!

مساعد العصيمي

TT

يقول المثل الشعبي الخليجي «لا تحارش الجمال وأنت حويشي».. فكثيرون يرون أن ما أقدم عليه السعوديون من خلال مواجهتهم لإسبانيا يتطابق مع المثل وعبرت عنه المباراة ونتيجتها.

قلنا ونعيد ما قلنا إننا لم نكن ضد اللعب أمام منتخبات قوية.. ولم نكن ضد أن تعود كرة السعودية إلى الواجهة.. لكن ضد أن تقفز إلى الأعلى وأنت معطوب القدمين.. لأنك ستزيد من ألمك.. بل ستضيف إلى معاناتك السابقة معاناة جديدة.

الكرة السعودية تفتقد للتخطيط والإدارة الجيدة.. سواء من قبل الأندية وحتى المنتخبات.. الأمر أو العمل الإداري لا يتعدى أن يكون خبط عشواء.. ولنثبت ذلك تأملوا أفعال رؤساء الأندية مع فرقهم لاعبين ومدربين.. حتى بلغنا درجة الأكثر تغييرا للمدربين في العالم.. لن نخجل بأن نقول إن ذلك من فرط جهل قاتم تئن كرتنا تحت وطأته.. والأمر لا يقف عند الأندية بل المنتخب كذلك.. والرقم القياسي في المدربين يصب لمصلحته أيضا.. بل إنه يتجاوز بقياسيات أكبر من حيث عدد الداخلين والخارجين من قائمته.

إذن ما نعاني منه هو الفكر والتنظيم.. ولا أخال إلا أننا بجزء بسيط منهما قد عرفنا الألق خلال الثمانينات وحتى منتصف التسعينات وحينما عدنا إلى القرار الفرد.. ومحسوبية الاختيار والصديق الإداري.. عدنا إلى الانتكاسات حتى بلغ الألم فينا.. إننا حسبنا إخفاقنا المدوي قد حضر لسبب وحيد فحواه أننا لا نلاعب المميزين أوروبيا خلال أيام الفيفا.. فركضنا حتى حفينا لنصل إلى الرقم واحد في العالم.. وبعدها لن أزيد على ما حدث.

الفكر.. الفكر هو ما نحتاجه أندية ومنتخبات.. وعلى رأي جدي «من يقدم السبت يلقى الأحد» وأحسب أن أولئك ممن تغلغلت الدهشة فيهم بعد خسارة إسبانيا القاسية لم يدركوا أن ألم مونديال 2002 وخسارته الثقيلة كان سبيلا لأجل التحول المنطقي في آلية التجارب والتعاملات لدى كرة السعودية، إلا أنها استمرت لأن الحلول الوقتية استمرت ورأي الإداري هو من يكسب لتتواصل المواجهات التجريبية الضعيفة والتغيرات الفجائية والقوائم المتغيرة.

الفكر الرزين المدرك المطلع العارف باحتياجات كرة القدم هو من نريده.. ومع هذا الطلب ليكون الحل بالتمهل والهدوء مع استشارة أصحاب الفكر والرؤية الصحيحة من المتخصصين الفنيين العارفين عربيا وعالميا لأن منتخب السعودية يحتاج إلى من يعيد تثبيته وتقويته لا القفز به من مكان لآخر حتى يعيا ويستمر في دوامته، ولا أحسب أن تجارب قويه كما هو الحال ضمن المشهد التجريبي الحالي للمنتخب هي ضمن الحلول.. لكن ليس الحل كله؟!.

نعم.. التطلع الكروي السعودي طاله القلق، فليس من بيننا من يرغب بالخسارة، كما كان إلى زمن قريب، لكن بات الأكثرية يؤمنون بما سينال منتخبهم من فائدة مقابل الخسارة وكأن الأمر بات يرتبط بالصبر وترويض النفس لأجل انتظار النتائج،.. لكن تتبقى لنا ملاحظة مهمة، وهي أن المصاعب الكبيرة كما عرفناها خلال عقد منصرم، تفرز الدروس التي تقود إلى القوة والنضج ومن ثم العمل السليم، وأثق أن السعي لا بد أن يرتكز على إعادة البناء داخل الأندية.. وداخل الاتحاد.. ومن هو ذو طموح عليه أن يتعلم كيف يصبر.

[email protected]