تشافي والرد

مسلي آل معمر

TT

كانت فرصة سانحة لنا كي نقول للنجم الإسباني تشافي هيرنانديز إن منتخبنا الكروي ليس ضعيفا إلى الدرجة التي يتصورها عندما أطلق تصريحه الشهير، كانت فرصة لنا أن نقول له إذا كنت لا ترانا أقوياء فإننا من الممكن أن نصبح كذلك في يوم ما. لكن هبت رياح الإسبان بما لم تشته السفن وخسرنا بخماسية مساء أول من أمس. شخصيا لست مع من يحملون اللاعبين أو الإدارة أو الأجهزة الفنية بقيادة ريكارد ما حدث. لأنني أظن أن منتخبنا قدم ما في وسعه، ولا يستطيع تقديم أكثر من ذلك. لكن ماذا عن تشافي وتصريحه؟ ولماذا اختار المنتخب السعودي ليضرب به المثل بين المنتخبات؟

في الحقيقة أن النجم الإسباني لا يلام لأننا من وضعنا أنفسنا في هذا التصنيف، ونحن من رسم تلك الصورة الذهنية لدى المتلقي في مشارق الأرض ومغاربها. وهذه الصورة تنامت بطريقة تراكمية منذ عام 2002 حتى يومنا هذا. ومن وجهة نظري أن السبب الثاني لهذا الانطباع الذي ساد عن المنتخب السعودي، طبعا غير السبب الأول وهو التدهور الذي تعانيه الرياضة منذ 15 عاما، أقول إن السبب الثاني هو مكابرة صناع القرار والإعلام تجاه مواجهة الواقع، وهو أن الرياضة السعودية كانت تتراجع منذ عام 1998، وفي الوقت الذي كان فيه بعض الإعلاميين يشيدون بالمنتخبات والقائمين عليها، كان هناك نقاد مخلصون يتمنون عدم تأهل المنتخب لنهائيات كأس العالم، لكي لا نتعرض للفضائح على رؤوس الأشهاد، وليتنبه المسؤولون للخلل الذي تعانيه الرياضة ويصلحونه. فلو أننا لم نتأهل لمونديال 2002 لما تعرضنا لفضيحة الثمانية، ولو لم نتأهل لمونديال 2006 لما خسرنا بالأربعة، ولعمل المسؤولون على التصحيح منذ وقت مبكر. أقول لولا مسكنات التأهل لمونديالي 2002 و2006 لما قال عنا تشافي ما قال، وإلا لماذا لم يستشهد بمنتخبات عمان أو قطر أو الكويت؟

إن الانطباع الذي يخلفه المنتخب الكروي بنتائجه يعكس صورة ذهنية عن البلد لدى البعض، فقد كنت أثناء مرحلة الطفولة والدراسة أعتقد أن الهند وسنغافورة من بلاد العالم العاشر لأن منتخبنا كان يهزمها بالستات والأربعات قبل عقدين من الزمان، في الوقت الذي أرى فيه الأرجنتين والبرازيل (سابقا) مثالين للقوة والتقدم. فلا جدال أن كرة القدم أفضل وسيلة دعائية لأي بلد أو ثقافة. أعود لخسارة أول من أمس من إسبانيا فأقول: أن تخسر في مباراة ودية فذلك لا يعني نهاية المطاف إذا كنت تخطط ولديك أهداف واضحة، وتعرف عيوبك وتعمل على معالجتها، أما عدا ذلك فيمكننا أن نعتبر ما حدث هو دعم مالي لخزينة الاتحاد الإسباني الصديق بـ12 مليون ريال.