الجماعة الإسلامية في مصر تتجه لإنهاء تحالفها مع حزب الإخوان

بعد تجاهلها في تعيينات «المستشارين» و«المحافظين» و«مجلس حقوق الإنسان»

TT

قالت الجماعة الإسلامية في مصر أمس إنها قد تفض تحالفها مع حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، على خلفية ما قالت إنه تجاهل حزب الإخوان لقيادييها في تعيينات المستشارين للرئيس محمد مرسي وحركة المحافظين.

وقال الدكتور صفوت عبد الغني رئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية، التابع للجماعة الإسلامية، لـ«الشرق الأوسط»، إن حزبه سيضطر إلى خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة منفردا. ويأتي ذلك بعد يوم من تصعيد عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية من انتقاداته لجماعة الإخوان، إلا أن الجماعة قللت من أهمية الخلاف مع الجماعة الإسلامية، وفقا لما أفاد به الدكتور فريد إسماعيل عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة.

وكان الرئيس المصري قد صدق خلال الأيام الماضية على اختيارات مجلس الشورى (الغرفة الثانية من البرلمان) لتشكيل عدد من المجالس القومية، بالإضافة لتغيير جزئي في المحافظين، كما سبق ذلك اختياره لمجموعة من المستشارين خلت من قيادات الجماعة الإسلامية أيضا.

واتهمت الجماعة الإسلامية التي تعد تجمعا لقيادات إسلامية تبنت العنف خلال حقبة التسعينات، جماعة الإخوان وحزبها بانتهاج سياسة الإقصاء. وقال الدكتور عبد الغني إن حزبه سيضطر إلى خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة والتي من المتوقع أن تجري نهاية العام الحالي، منفردا بعد سياسة التجاهل التي تعرضوا لها في الفترة الأخيرة من قبل حزب الحرية والعدالة.

وأضاف عبد الغني في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الإسلامية لمست في الفترة الماضية إهمالا من حزب الإخوان لقياديي الجماعة الإسلامية، مدللا على ذلك بـ«عدم ضم عناصر منها في الهيئة الاستشارية للرئيس مرسي، وحركة المحافظين رغم تقديم الجماعة الإسلامية مرشحين عنها للرئيس فيها». وأسست الجماعة الإسلامية حزبا سياسيا (البناء والتنمية) بعد ثورة 25 يناير، وتبنت مواقف أكثر ثورية من جماعة الإخوان المسلمين خاصة في ما يتعلق بعلاقتها مع المجلس العسكري الذي أدار شؤون البلاد خلال العام ونصف العام الماضي، بحسب مراقبين، لكنها دعمت محمد مرسي مرشح الإخوان في الانتخابات الرئاسية في جولة الإعادة أمام الفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد مبارك.

وأشار عبد الغني إلى أن الموقف الذي أثار غضب الجماعة الإسلامية هو تجاهل الجماعة في تشكيل المجلس القومي لحقوق الإنسان، مؤكدا أنهم طلبوا أن يمثلوا في هذا المجلس باعتبارهم «أكثر فصيل تعرض للانتهاك من قبل النظام السابق، حيث اعتقل 30 ألفا من أعضائها، توفي 200 منهم داخل السجون بسبب التعذيب والأمراض». وقال عبد الغني إنهم «لا يريدون التعامل بازدواجية ويرفضون سيطرة أي فصيل أو هيمنته على السلطة في الدولة، وبالتالي يجب أن تكون هناك مشاركة حقيقية لهم باعتبار أن ذلك أحد الأهداف الرئيسية التي قامت عليها ثورة 25 يناير».

وكان دربالة قد صعد من انتقاداته في الفترة الأخيرة ضد جماعة الإخوان، وقال في مؤتمر جماهيري بمحافظة أسيوط (جنوب البلاد) مساء أول من أمس إنهم سيقفون ضد أخونة الدولة ولن يسمح بسيطرة الإخوان على السلطة.

في المقابل، حاولت قيادات من جماعة الإخوان المسلمين التقليل من أهمية الخلافات مع الجماعة الإسلامية، وأشار الدكتور إسماعيل إلى أن القضية «أبسط بكثير مما تثار»، وأنه لا يجب التوقف عند هذه الأزمة.