أبو مرزوق لا يستبعد انتقال احتجاجات الضفة إلى غزة

«معا» تؤكد رغم نفي حماس

موسى أبو مرزوق
TT

رغم نفي حركة حماس ما نسبته وكالة «معا» الفلسطينية الخاصة إلى موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، من قول حول احتمال انتقال الاحتجاجات التي تشهدها الضفة الغربية ردا على رفع الأسعار، إلى قطاع غزة ووصفها بـ«تصريحات محرفة وعارية عن الصحة تماما»، أكدت الوكالة أن المقابلة التي تمت الليلة قبل الماضية بين غرفة تحرير الوكالة وأبو مرزوق المقيم في القاهرة، مسجلة وموجودة لديها. وقالت حماس في بيان نشرته «معا» إن ما نشرته الوكالة بهذا الخصوص هو «عار عن الصحة تماما وتم تحريفه وبشكل متعمد ومقصود، مما يضع علامات استفهام كثيرة على هذه الوكالة ومهنيتها ومصداقيتها، التي دأبت على تحريف كثير من تصريحات الحركة».

وفي هذه المقابلة، حسبما ورد في «معا»، لم يستبعد أبو مرزوق أن تمتد احتجاجات الضفة إلى غزة على الرغم من اختلاف الواقع المعيش. فما يعانيه المواطن في غزة فيما يتعلق بمشاكل الكهرباء والمجاري والبطالة والأسعار والمحروقات والضريبة وأسعار الخبز وأقساط الجامعات وغيرها، تختلف عما يعانيه أهل الضفة، وقال: «لا أستبعد أن تصل الاحتجاجات إلى غزة على الرغم من أنها تحت حصار».

ويرى أبو مرزوق أن احتجاجات الضفة بدايات انتقامية بواعثها اقتصادية، وأنها بداية انتفاضة جديدة ضد الاحتلال؛ «لأن هناك انسداد الأفق السياسي ولا وجود للسلطة؛ لذلك لا بد من قرار شجاع يتخذه الرئيس محمود عباس (أبو مازن) قبل فوات الأوان؛ لأن الهدف من وجود السلطة كان أن تصبح كيانا مستقلا وحصل العكس»، معربا عن أنه يخشى «أن يستهدف شخص الرئيس كما حصل مع الرئيس الراحل أبو عمار؛ لأن إسرائيل تتحدث عن عدم جدوى وجوده».

وعلى الرغم من ذلك يرى أبو مرزوق أن إسرائيل «لن تسمح بإسقاط السلطة وستتدخل لإنقاذها؛ لأن من مصلحتها أن تبقى ولن تسقط إلا إذا أرادت إسرائيل أو أراد الشعب الفلسطيني تغيير الأوضاع».

واقترح أبو مرزوق على فياض أن يحول جزءا كبيرا من الأموال التي ينفقها على الأجهزة الأمنية لإنقاذ حياة الناس في الضفة، متسائلا: «لماذا ينفق أموالا باهظة على الأجهزة الأمنية من دون فائدة منها سوى حماية الاستيطان وسجن شبابنا؟!». وشرح أسباب تدهور الأمور في الضفة بالقول: «وحينما تحدث الإسرائيليون عن السلام اختصروه في السلام الاقتصادي، بالمقابل تحدث سلام فياض عن النمو الاقتصادي، وما نشاهده اليوم في الضفة الغربية والوضع الاقتصادي السيئ بلا شك هو شيء متفرع عن أصل، حيث انحرفت البوصلة، وعلى السلطة أن تعيد الشعب إلى الطريق الأساسي؛ لأن الشعب ليست مشكلته اقتصادية؛ فهو شعب محتل وهو يعيش فاقدا للسيادة وللإرادة وللحرية، فهو لا يستطيع أن يكون حرا حتى في خياراته الاقتصادية... لا فياض ولا أي شخص غيره يستطيع أن يحدد خيارات مستقلة عن الاحتلال، والعلاج الأساسي هو كيفية التخلص من الاحتلال».

وتابع قائلا: «رجائي للرئيس عباس أن يواجه المشكلة بكليتها، فنحن منذ 20 عاما نعالج أشياء هنا وهناك ولا نعالج الخط السياسي الذي خطوناه سابقا واليوم نحصد نتائجه.. المشكلة في خط أبو مازن السياسي.. يحتاج إلى مراجعة في ظل رفض إسرائيل لكل الحلول، ونسمع كل يوم عن مشروع استيطاني جديد، بالإضافة إلى مصادرة السياحة من بيت لحم والقدس والزراعة، فماذا تبقى من مقومات اقتصادية لشعبنا عوضا عن الأرض؟ فيما يصر أبو مازن على مغازلة إسرائيل... إسرائيل لا وجود لها في أي مكان ولا في مستقبل».

وحول ملف المصالحة قال أبو مرزوق: «إنها مجمدة ولا يوجد أي شيء جديد متعلق بها». وأضاف: «المشكلة بسيطة للغاية، وهي الابتعاد عن التدخلات الخارجية وتنفيذ من اتفقنا عليه؛ لأننا اتفقنا على رزمة ولم ينفذ منها شيء». لكنه قال: «إن الجميع يبحث عن أفكار من أجل الخروج من مأزق المصالحة».

ورفض أبو مرزوق اعتبار إقدام رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية على تدريب سلك دبلوماسي خارجي، خطوة نحو إقامة دولة في غزة، وقال: «ليس لذلك علاقة بتكريس الانقسام والمصالحة؛ لأنه بمجرد الاتفاق كل ذلك ينتهي.. لكن بالمقابل حماس تريد أن تعمل في كل الميادين». وأضاف: «كما أن إقامة منطقة حرة لا تعني الانفصال عن الضفة؛ لأن الهدف من ذلك حل مشاكل أهل غزة، ولا يجوز تحت شعارات عوجاء أن نصف كل شيء بأنه يؤثر على المصالحة أو يعني الفصل التام عن الضفة... الناس في غزة يبحثون عن متنفس لهم ونحن نسعى لحلها».

وردا على سؤال حول انقطاع العلاقة بين حماس وإيران، نظرا للموقف من سوريا قال: «ليس من مصلحة الطرفين أن يقطعا العلاقة، ولا نريد أن يكون هناك قطع في العلاقات حتى لا تكون قاعدة الخلاف مذهبية». وختم حديثه قائلا: «نريد أن نتعاون وأن تكون علاقة فلسطين ككل وليس حماس وحدها، بإيران جيدة على الرغم من أن الوضع في سوريا يعكر الأجواء».