الرئيس سليمان: لا تراجع في قضية المتفجرات المضبوطة وأتمنى عدم تورط أي جهة رسمية سورية فيها

مرجع أمني: موقفه يرفع معنويات الأجهزة الأمنية

TT

يبدو أن علاقة الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع النظام السوري ذاهبة إلى مزيد من التأزيم، بسبب اعتراضه على الاعتداءات السورية على السيادة اللبنانية، وعدم تسلمه حتى الآن أي أجوبة على التوضيحات التي طلبها من الجانب السوري منذ نحو شهر عندما قال: «أنتظر أن يتصل بي الرئيس بشار الأسد ويوضح لي حقيقة ما جرى في ضبط (مستشار الأسد) النائب والوزير السابق ميشال سماحة وبحوزته متفجرات أدخلها من سوريا إلى لبنان».

وقال سليمان في تصريح له أمس: «لن أتراجع عن أي موقف في قضية المتفجرات المضبوطة، وأدعو القضاء إلى عدم الرضوخ لأي تهديد». وأضاف: «ما قلته عن ضبط المتفجرات في قضية ميشال سماحة أبلغته إلى الجانب السوري في طهران»، متمنيا أن «لا تكون لأي جهة رسمية سورية مسؤولية في قضية المتفجرات المضبوطة». وفي ما يشبه الرد على امتعاض النظام السوري وحلفائه في لبنان على استقباله في القصر الجمهوري للمدير العام لقوى الأمن الداخلي ورئيس شعبة المعلومات العميد وسام الحسن وتهنئتهم على توقيف سماحة، قال سليمان: «أهنئ قوى الأمن الداخلي بقضية توقيف سماحة ولن أتراجع عن التهنئة لأنهم ضبطوا متفجرات كانت ستودي بحياة المئات». ويأتي هذا الكلام عشية استئناف القضاء العسكري تحقيقاته مع سماحة الذي سيمثل مجددا يوم الثلاثاء المقبل أمام قاضي التحقيق العسكري رياض أبو غيدا الذي يضع يده على الملف.

وقوبل موقف سليمان بترحيب كبير من الأوساط السياسية والأمنية اللبنانية، فأكد مرجع أمني لـ«الشرق الأوسط» أن «كلام رئيس الجمهورية ترك ارتياحا كبيرا لدى كل الأجهزة الأمنية»، وقال: «هذا الموقف مشجع جدا يرفع من معنويات الأجهزة الأمنية ويجعلها أكثر ثقة واندفاعا للقيام بواجبها ودورها في حماية أمن البلد واستقراره، طالما أنها تحظى بغطاء ومباركة رئيس الجمهورية الذي هو رأس الدولة وكل السلطات الدستورية فيها».

وتعليقا على الموقف وجه عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري تحية تقدير للرئيس سليمان، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال هذا الموقف المميز أكد فخامة الرئيس أنه المرجعية الأولى في البلد وأنه حامي الدستور، وعلى الجيش أن يقوم بواجباته كاملة، كما على القضاء أن يقوم بواجباته وأن لا يرضخ لأي تهديدات أو ضغوطات، لأن لبنان بلد سيد حر مستقل لا يقبل من الآخرين أن يتدخلوا في شؤونه»، مؤكدا أن «هذا الموقف الوطني المميز يجب أن يكون محل تقدير جميع اللبنانيين». وردا على سؤال عما إذا كان هذا الموقف يجيب على بعض بنود المذكرة التي رفعتها قوى 14 آذار إلى الرئيس سليمان، أجاب حوري: «في مكان ما هو تجاوب مع بعض ما ورد في المذكرة، وهذا أمر يشكر عليه». ورأى أن «رئيس الجمهورية يقول اليوم في السياسة الأمر لي، وأنا مصر على حماية الدستور والاستقرار في لبنان».

ومن جهته اعتبر رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون أول من أمس أن «تغيير النظام في سوريا قد يقضي على لبنان لأن الأنظمة التي ستأتي، يعود تفكيرها إلى القرن الرابع عشر». مشددا على أن «المطلوب منا أن نحافظ على وحدتنا الوطنية»، لافتا إلى أن «من يدعو إلى الحرب هو العاجز عن صنع السلام». وخاطب عون جمهوره قائلا «إن هدوءنا وعملنا الدؤوب يجعلنا نتخطى الأيام الصعبة، والمطلوب أن لا تخافوا من تطور الأحداث بشكل سلبي في لبنان، لأن هناك ميزان قوى سياسيا يفرض هذا الهدوء في لبنان».