حماس: عباس يهاجمنا لكي يصرف الأنظار عن مظاهرات الضفة

البردويل لـ «الشرق الأوسط»: أبو مازن عاد للغة القديمة المتحجرة لا سيما حديثه عن الانقلاب

TT

اتهمت حركة حماس الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بمحاولة تحويل الأنظار عن «الهبة الجماهيرية» التي تشهدها الضفة الغربية ضد منطلقات حكومته السياسية والاقتصادية. وقال صلاح البردويل، أحد أبرز قادة الحركة في قطاع غزة، إن خطاب الرئيس عباس ظهر أمس جاء «متوترا وانفعاليا في محاولة يائسة منه لإيجاد عدو جديد اسمه حركة حماس لكي يقلص من حدة مستوى الغضب الشعبي الفلسطيني على سياسات حكومته».

وتشهد الضفة الغربية منذ أيام سلسلة من الأعمال الاحتجاجية ضد سياسة حكومة سلام فياض الاقتصادية وغلاء المعيشة بعد رفع الأسعار لا سيما الوقود. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال البردويل إن أبو مازن قد «عاد للغة القديمة المتحجرة، لا سيما حديثه عن الانقلاب، بشكل يشي بمدى الأزمة الداخلية التي يعيشها بعدما خرجت الكثير من القطاعات دخل حركة فتح ضد سياسات فياض». واعتبر البردويل الهجوم الذي شنه أبو مازن على حماس خلال الخطاب بأنه محاولة «لإخراج حركة فتح من دائرة الاحتجاجات التي نظمت مؤخرا ضد سياسات حكومة فياض، بعد أن شاركت فيها بقوة».

وقال البردويل إن عباس أعطى «دلائل واضحة وجلية عن توجهاته الرافضة للمصالحة، مثل رفضه الاعتراف بوجود معتقلين سياسيين، وادعائه أن هؤلاء مجرد مهربي سلاح ومبيضي أموال، وتهديداته للمقاومة، وغيرها من المواقف التي تعكس حقيقة مواقفه من الحوار والمصالحة». وحول ربط عباس بين إنجاز المصالحة وإجراء الانتخابات، قال البردويل إن رهن إنجاز المصالحة بإجراء الانتخابات يمثل تجاوزا لكل ما التوافق عليه في «إعلان الدوحة» واتفاق القاهرة، مشيرا إلى أنه «تم الاتفاق على رزمة من الإجراءات، ولا يجوز الاجتزاء، كما يفعل عباس». وأشار البردويل إلى أنه قد تم الاتفاق على أن يتم تشكيل حكومة وفاق وطني تكون إحدى مهامها الإعداد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، بالإضافة إلى مهام أخرى «أي أن الانتخابات شرط وليست نتيجة».

واتهم البردويل أبو مازن بأنه يسعى لإجراء الانتخابات لأنه يضمن تزويرها بالتعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل. وأضاف «عندما ينكر عباس وجود معتقلين سياسيين، ويتهم هؤلاء بأنهم مجرد مهربي سلاح، فهذا يعني أن كل قيادي أو عنصر من حركة حماس يمكن أن يزج في السجن، ومثل هذه الظروف أبعد ما تكون عن الأوضاع الصحية للانتخابات». واستهجن البردويل الانتقادات المبطنة التي أطلقها عباس ضد مصر وتعريضه بالموقف المصري الذي يشدد على أن القاهرة تقف على مسافة واحدة من الفريقين. وأشار إلى تلميحات عباس بأنه قد يرفض في المستقبل الوساطة المصرية، معتبرا أن هذا الموقف مثير للدهشة.

وسخر البردويل من «محاولات عباس الظهور بمظهر الوطني عبر مهاجمته إسرائيل، وذلك للتغطية على تواطئه وتآمره على الشعب الفلسطيني وقضيته». وشدد على أن «الفلسطينيين في الضفة الغربية لم يتظاهروا ضد سياسات فياض الاقتصادية فقط، بل أيضا ضد البرنامج السياسي لعباس الذي قاد الفلسطينيين إلى كارثة وطنية».

من ناحيته، قال رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية إن أهم متطلبات إنجاح الحوار والمصالحة هو الاتفاق على نظام سياسي فلسطيني واحد. وفي تصريحات صحافية قال هنية «نريد سلطة واحدة وقيادة واحدة وبرنامجا وطنيا واحدا وموحدا.. ونريد لغة نتعامل بها مع العالم كلغة فلسطينية مشتركة بغض النظر عن التباينات الموجودة داخل الساحة الفلسطينية». وقال هنية إن قمة المرونة التي أبدتها حماس تجاه صدق نواياها بالمصالحة الموافقة على تولي الرئيس عباس رئاسة الحكومة في اتفاق الدوحة الذي وقع بين أبو مازن ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل.