الأحزاب الكردستانية تحذر من مخاطر «اللعبة الأمنية والعسكرية» في المناطق المتنازع عليها

دعت المالكي في اجتماع ترأسه بارزاني إلى العدول عن تشكيل «قيادة عمليات دجلة»

مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان يترأس اجتماعا لقادة الأحزاب الكردستانية في صلاح الدين قرب أربيل أمس («الشرق الأوسط»)
TT

حذرت القوى والأحزاب الكردستانية التي اجتمعت أمس بإشراف رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني من مغبة التلاعب بالوضع العسكري والأمني في المناطق المتنازع عليها في العراق، ودعت إلى إلغاء تشكيل قيادة عمليات دجلة التي أمر بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وكان بارزاني قد دعا قادة الأحزاب والقوى الكردستانية إلى اجتماع عاجل للبحث في تداعيات الوضع المتأزم في المناطق المتنازع عليها على خلفية صدور أوامر من المالكي بتشكيل قوة عسكرية تحت عنوان «قيادة عمليات دجلة» لنشرها في المناطق المتنازع عليها خصوصا محافظة كركوك، على أن ترتبط جميع القوات الأمنية (الجيش العراقي والشرطة والآسايش الكردية) بقيادة تلك القوات، وهذا ما رفضته القيادة الكردية في اجتماع سابق لرئيس الإقليم مع قادة البيشمركة.

وأكد المشاركون في الاجتماع الذي عقد أمس في مصيف صلاح الدين قرب أربيل دعمهم الكامل لقرار مجلس إدارة محافظة كركوك الذي رفض بشكل قاطع قبول تشكيل تلك القيادة العسكرية أو نشرها في حدود المحافظة، وجاء في البلاغ الختامي للاجتماع أن «الرئيس بارزاني أطلع قادة الأحزاب الكردستانية على نتائج مباحثاته مع وفدي الكونغرس الأميركي خلال اليومين الماضيين والتي تركزت على موقف قيادة الإقليم من الأزمة السورية، ومن الوضع السياسي في العراق، وكانت مسألة تشكيل قيادة قوات دجلة في صدارة المباحثات التي أجراها بارزاني مع الوفدين الأميركيين»، وأشار بلاغ رئاسة كردستان إلى إن اللعبة السياسية والأمنية والعسكرية التي يمارسها دولة رئيس الوزراء العراقي انطلاقا من مشكلة خانقين مرورا بمنطقة زمار وقرتبه، وصولا إلى تشكيل قيادة عمليات دجلة، تشكل مخاطر كبيرة على العراق وتوجه الأحداث نحو منحى أكثر خطورة، ولذلك فإن جميع القوى الكردستانية بإقليم كردستان يدعون إلى إلغاء قرار تشكيل تلك القوة إلى حين تنفيذ آخر فقرة من المادة 140 من الدستور العراقي المتعلقة بتطبيع أوضاع كركوك، ولا يسمحون لمثل هذه السيناريوهات الأمنية والعسكرية الخارجة عن نطاق الاتفاقات السياسية والعسكرية أن تستمر، ودعت الأحزاب الكردستانية إلى التعجيل بإلغاء هذا القرار وتهيئة الأجواء لعقد اجتماع القوى والأحزاب العراقية للبحث عن حلول للأزمة السياسية التي تعصف بالعراق، فلا يجوز أن تنسى الأطراف الأخرى أن العراق يقوم على أساس التوازن الوطني والالتزام بالدستور والتوافق، ولذلك لا يجوز لأي طرف أن يستخدم الجيش لحسم الخلافات السياسية الداخلية.

وعلى الرغم من أن حركة التغيير الكردية المعارضة قد أعلنت عدم مشاركتها في الاجتماع ووصف المتحدث الرسمي باسمها في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن مثل هذه الاجتماعات لا تعدو سوى استعراضات إعلامية لا طائل من ورائها، فإن رئيس كتلتها البرلمانية كاردو محمد شارك في الاجتماع على الرغم من مقاطعة الحركة. وقال المتحدث باسم الحركة إن «كاردو محمد تشاور مع قيادة الحركة بشأن مشاركته في الاجتماع على اعتبار تلقيه دعوة رسمية من رئاسة الإقليم على حدة، وقد وافقت قيادة الحركة على مشاركته لسببين أساسيين، الأول هو أن جدول أعمال الاجتماع كان يركز على بحث أوضاع كركوك والتطورات الميدانية في المناطق المتنازع عليها وهذا أمر نحرص عليه في الحركة بالدرجة الأولى، وثانيا أردنا من خلال مشاركته في الاجتماع إيصال وجهة نظرنا تجاه مثل هذه الاجتماعات إلى الأطراف الأخرى وإبلاغهم بأن مثل هذه الاجتماعات التشريفاتية لا جدوى منها». وأشار إلى أنه من الطبيعي أن تكون داخل حركة التغيير وجهات نظر مختلفة حول جدوى مثل هذه الاجتماعات من عدمها، ولكن في المحصلة فإن الجميع داخل الحركة متفقون على ضرورة أن يكون هناك إجماع وطني كامل حول القرار السياسي في إقليم كردستان.

وفي المقابل ترى المصادر القيادية في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه بارزاني أن مواقف حركة التغيير بمقاطعة جميع الاجتماعات التي تعقد بين الأطراف الكردستانية غير مبررة، ولا تخدم الموقف الكردي الموحد، وأن الحركة بمقاطعتها لمثل هذه المشاورات والاجتماعات المهمة تحدث شرخا كبيرا في الصف الكردي.

وكان أمين عام الاتحاد الإسلامي محمد فرج قد دعا الأسبوع الماضي إلى عقد اجتماع خماسي لقادة أحزاب السلطة والمعارضة للتدارس في شأن تأسيس الهيئة التفاوضية مع بغداد، والتباحث حول حل المشكلات الداخلية بكردستان. وكان الاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية وهما طرفان في المعارضة الكردية الداخلية قد شاركا في اجتماع صلاح الدين أمس على مستويات قياداتهما العليا.