وزير الخارجية الألماني يزور مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالأردن

منظمة الصحة العالمية تؤكد دعمها للأردن لتوفير الخدمات الصحية

وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي يسارا ونظيره الأردني ناصر جودة لدى زيارتهما أمس لمخيم الزعتري للاجئين السوريين بمدينة المفرق الأردنية المتاخمة للحدود السورية (رويترز)
TT

اصطحب وزير الخارجية الأردني ناصر جودة نظيره الألماني غيدو فسترفيلي أمس في زيارة إلى مخيم الزعتري، اطلعا خلالها على الخدمات المقدمة للاجئين السوريين في المخيم والجهود الأردنية المتواصلة مع مختلف المنظمات والدول للاستمرار في تقديم الخدمة لهم وتحسين أوضاعهم.

وشملت الزيارة مرافق المخيم الرئيسية, وكان أبرزها أنموذجا لمطبخ من سلسلة المطابخ التي يتم التجهيز لها حاليا بدعم من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين؛ بهدف تقديم خدمات الطهي للسوريين في المخيم والبالغ عددها نحو 110 مطابخ يتشارك بكل مطبخ 12 عائلة.

كما تم توقيع اتفاقية بحضور جودة وفسترفيلي بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وشركة «سي إتش دبليو» الألمانية بمبلغ مليوني دولار لتحسين البنى التحتية في المخيم والارتقاء بها بما يتناسب مع متطلبات العيش للاجئين السوريين في المخيم، لإنشاء المطابخ ومد أرض المخيم بمادة «الباسكورس».

وقال وزير الخارجية الأردني في مؤتمر صحافي مشترك عقب اللقاء إن زيارة وزير الخارجية الألماني إلى الأردن تأتي في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين الجانبين.

وقال جودة: «كان لنا اليوم زيارة إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في منطقة المفرق، حيث أطلعت الوزير الألماني على الجهود الأردنية والخدمات التي يقدمها الأردن للأشقاء السوريين، سواء خدمات تعليمية أو صحية أو بنية تحتية، على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأردن بعد دخول أكثر من 185 ألف سوري منذ نحو عام ونصف العام تقدم لهم الخدمات»، معربا عن أمله أن يعود الاستقرار إلى سوريا ويعودوا إلى بلادهم قريبا.

وقال فسترفيلي إن على المجتمع الدولي أن يعي مدى الالتزامات والضغوط التي يشكلها وجود اللاجئين السوريين بهذه الأعداد في الأراضي الأردنية، لا سيما على البنى التحتية، وبالتالي على موازنة الأردن, داعيا الجميع إلى الوقوف إلى جانب الأردن وتقديم الدعم الذي يمكنه من الاستمرار في تقديم الخدمات للاجئين السوريين على أراضيه.

وأشار إلى دعم ألمانيا ومساعدتها للأردن لتمكينه من إيواء اللاجئين السوريين وتقديم الخدمات والملاذ الآمن لهم، مؤكدا أن الأردن وبتوجيهات من الملك عبد الله الثاني مستمر في تقديم هذه الخدمات على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأردن والتحديات التي تجابهه.

وفي غضون ذلك أكدت منظمة الصحة العالمية، أمس السبت، دعمها للأردن لتوفير الخدمات الصحية للاجئين السوريين فوق أراضيه.

وقال ممثل المنظمة في عمان، أكرم التوم، خلال لقائه وزير الصحة الأردني، عبد اللطيف وريكات، إن المنظمة ستدعم الجهود الأردنية وتعززها بما يتيح الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية للاجئين السوريين، بسبب العبء الكبير الذي يتحمله الأردن تجاههم، من الجوانب الاقتصادية والصحية والاجتماعية.

وحسب بيان صحافي أضاف التوم أن الأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن تتطلب وقوف دول العالم وهيئاته ومنظماته إلى جانبه ومساندته فنيا وماديا، معربا عن تقدير المنظمة لدور الأردن في دعم الخدمات الصحية وتوفيرها للسوريين المهجرين.

وأشار إلى وقوف المنظمة إلى جانب الأردن في ندائه للعالم لدعم الخدمات الصحية داخل المخيمات الخاصة بالمهجرين السوريين، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني والمادي لتمكين السلطات الصحية الأردنية من القيام بدورها خارج هذه المخيمات.

من جهته، قال وريكات إن الأردن يتحمل أعباء اقتصادية وصحية واجتماعية جراء وجود أعداد كبيرة من السوريين، الذين وفدوا إلى المملكة بسبب الظروف السائدة في بلادهم، مضيفا أن بلاده على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها ومحدودية الموارد، تنهض بدور إنساني كبير تجاه اللاجئين السوريين.

وأوضح أن الوزارة تقدم لهؤلاء اللاجئين الخدمات الصحية الوقائية والعلاجية، ما شكل ضغطا شديدا على المستشفيات والمراكز الصحية في شمال الأردن، وكذلك على الأدوية والعلاجات وخدمات الرعاية الصحية الأولية، وبخاصة التلقيحات التي تقدم لجميع الأطفال المقيمين على أرض المملكة، معبرا عن تقديره للدول والهيئات والمنظمات التي تساند بلاده في جهودها لتقديم الرعاية للأشقاء السوريين.

وأشار إلى أن الأردن يحتاج إلى دعم لوجيستي وتزويده بالأجهزة والمعدات الطبية والأدوية والتلقيحات، مبينا التكلفة المالية الباهظة التي يتحملها الأردن لتقديم الرعاية للاجئين السوريين، لا سيما في المجال الصحي مع تزايد أعدادهم يوميا والأعباء الناتجة عن ذلك.

وتابع أن غالبية المهجرين هم من المصابين والجرحى وكبار السن المصابين بأمراض مزمنة، فضلا عن الأطفال وصغار السن والمواليد الجدد، وهؤلاء جميعا بحاجة إلى رعاية طبية خاصة وهي باهظة التكلفة، مشيرا إلى اكتشاف بعض الأمراض السارية كالسل والتيفويد والتهاب الكبد (أ) والإسهالات والأمراض التي يتلقون علاجها بالمجان.