«الصحة» تقر لجنة رسمية للتعامل مع حالات العنف والإيذاء في مستشفى الأمل بجدة

مطالبات بضرورة توحيد السياسات بين المستشفيات الثلاثة

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور محمد الجندي، الاستشاري النفسي ومدير عام مستشفى الأمل بجدة، عن وجود لجنة مقررة من وزارة الصحة بشكل رسمي في المستشفى للتعامل مع حالات العنف والإيذاء التي قد تحدث إما في حق النزلاء أو العاملين أيضا. وذكر الدكتور الجندي أن هذه اللجنة ذات سياسة محددة موضوعة من قبل وزارة الصحة، حيث تعقد اجتماعاتها بصفة دورية لمراجعة الحالات والإجراءات المتخذة في حقها، غير أنه لم يفصح عن عدد الشكاوى التي تمت إحالتها لهذه اللجنة.

وقال الدكتور محمد الجندي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «في بعض الأحيان تكون هناك ادعاءات من النزلاء متعلقة بتعرضهم للعنف أو الإيذاء من قبل العاملين في المستشفى، والتي من الممكن إدراجها ضمن الممارسات الطبية المقبولة، إلا أن اللجنة تحقق في هذه الشكاوى وفق آليات ثابتة ومحددة للتأكد من وضعها».

وأشار الاستشاري النفسي ومدير عام مستشفى الأمل بجدة، إلى أن إدارة حقوق المرضى تقوم برفع الشكاوى أو حتى الاشتباه في وجود حالة عنف إلى اللجنة، والتي بدورها تعمل على إثباتها أو نفيها بناء على إجراءات التحقيق فيها وإصدار تقارير بها حسب النظام الموجود.

يأتي ذلك في وقت اختتم فيه مستشفى الأمل بجدة مؤتمر «الجديد في معالجة مشكلة التبغ.. رؤى متكاملة»، الذي انطلق أول من أمس، حيث تضمن العديد من المحاضرات وورش العمل.

إلى ذلك، أكد الدكتور محمد الزهراني، مدير عام مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام، على أن سمية مادة التبغ تفوق السموم الموجودة في أنواع المخدرات الأخرى، لافتا إلى أنها لا تكون موجودة في السيجارة وإنما في مادة التبغ النقية. وقال الدكتور محمد الزهراني في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إن نحو 99 في المائة من المدمنين مدخنون، في حين أن النسبة المتبقية منهم جاء إدمانهم بطريقة غريبة على أنواع المخدرات الأخرى».

وهنا، علّق الاستشاري النفسي ومدير عام مستشفى الأمل بجدة قائلا «تتراوح نسب المدمنين المعتمدين على مادة النيكوتين بين 80 و90 في المائة، بينما تصل نسبة الوفيات منهم نتيجة أمراض مرتبطة بالتبغ إلى 80 في المائة»، مبينا أن نحو 50 في المائة من المتعافين يموتون بسبب الأمراض المتعلقة بالتدخين.

من جهته، شدد الدكتور رياض النملة، مدير عام مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، على «ضرورة توحيد سياسات مستشفيات الأمل في المملكة، وتفعيلها بالشكل الصحيح». وأوصى الدكتور رياض النملة خلال حلقة نقاش تضمنت عرض تجارب مستشفيات الأمل الثلاثة، بأهمية إدراج بند علاج النيكوتين ضمن قائمة المشكلات للمريض، إلى جانب توفير البدائل التي تساعده على التوقف عن التدخين.

وأضاف مدير عام مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض «إن قرار منع التدخين في المستشفى يعد أمرا سهلا، غير أن المهم التفكير في المريض بعد خروجه إلى المحيط الخارجي، خصوصا أن معالجة النيكوتين ليست صعبة وإنما لا بد من معالجة السلوك الإدماني عليه». وأفاد النملة بضرورة استحداث عيادات متنقلة تابعة لمستشفيات الأمل من أجل الإقلاع عن التدخين كونه يعد بوابة الدخول إلى عالم إدمان المخدرات، الأمر الذي يحتم إغلاق تلك البوابة من قبل مجمعات الأمل باعتبارها المسؤول الأول عن علاج المدمنين.

واستطرد الدكتور رياض النملة بالقول «ينبغي العمل على تحقيق هدف الإدمان بلا دخان، لا سيما أن ذلك الهدف ليس أمرا عسكريا وإنما يعد علاجا، إضافة إلى توفير البدائل للمريض أسوة بما يحدث في معالجة مدمني الكحول وغيره من المواد المخدرة».