السعودية تقترب من إقرار مشروع لـ«تفريغ المؤلفين»

وزراء الثقافة الخليجيون يكرمون 18 مبدعا ومبدعة

TT

تترقب الأوساط الثقافية في السعودية بزوغ مشروع جديد ينتظر أن يثري الإنتاج الفكري والإبداعي في البلاد، عبر تفريغ المبدعين للكتابة والتأليف. وقالت وزارة الثقافة والإعلام لـ«الشرق الأوسط» إن المشروع «قطع خطوات إيجابية، وسيتم الرفع به إلى الجهات المختصة لإصدار تنظيم في هذا الموضوع»، وذلك على لسان الدكتور ناصر الحجيلان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية، على هامش حفل تكريم المبدعين الخليجيين من لدن وزراء الثقافة في دول المجلس، يوم أول من أمس.

وقالت الدكتورة أشجان هندي الشاعرة والناقدة السعودية إن تفرغ المبدعين مهم، لكنها تفضل التفرغ الجزئي الذي يتعلق بمشروع معين، معللة بأن التفرغ يخرج المبدع من الحياة اليومية التي ترفده بالأفكار.

وأضافت هندي، وهي إحدى المكرمات في الحفل: «إن الثقافة والعمل والإبداع حقل واحد، وعندما أتفرغ للإبداع والتأمل أحسب نفسي قطعت نفسي عن العالم باستثناء التفرغ للمشاريع.. بالنسبة لي أرى أن التفرغ بشكل جزئي أكثر معقولية وأكثر أهمية للإبداع حتى لا يبتعد المبدع عن الحياة اليومية».

وكرم وزراء الثقافة والإعلام في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عقب اختتام اجتماعهم الثامن عشر 18 مبدعا ومبدعة من أبناء دول المجلس، بينهم سعوديان وسعودية، تم ترشيحهم هذا العام لإبداعاتهم في مجال الدراسات والإنتاج الفكري، والفنون الأدبية، والحرف والصناعات التقليدية. وقرر الوزراء خلال اجتماعاتهم المنعقدة منذ منتصف الأسبوع الحالي تكريم ثلاثة مبدعين من كل دولة سنويا.

واعتبر خالد الغساني الأمين العام المساعد لقطاع الشؤون الثقافية والإعلامية بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أن التكريم لحظة يسعد بها الجميع لتكريم فئة متميزة باسم الثقافة الخليجية، آملا أن يكون هذا التحفيز والتكريم دافعا للأدباء جميعا في دول المجلس، وأضاف في كلمة ألقاها: «إن الاهتمام بالأدباء والمثقفين في دول المجلس هدف سعت إليه جميع دول المجلس مما يسهم في تدعيم وتحفيز الحركة الفكرية والأدبية والفنية الثقافية، ويجسد ما وصلت إليه دول المجلس من ازدهار في المجالات كافة»، مثمنا عاليا ما قدمه المكرمون من إسهامات ثقافية وأدبية.

من جانبه أشار الدكتور الحجيلان إلى إسهام التكريم في تشجيع الحركة الثقافية والفكرية والأدبية والفنية، في تحفيز المزيد من الارتقاء بالثقافة والفكر والفن في دول مجلس التعاون الخليجي إلى ما يرضي الطموحات والآمال المعقودة على الجميع.

من ناحيته استعرض الدكتور حمزة المزيني المترجم والمؤلف السعودي عشرة أدلة جزم أنها زادت الثقافة الخليجية زخما تنمويا للدول الخليجية والعربية بشكل عام، مستدلا بجائزة الملك فيصل العالمية، وجائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للترجمة، وجائزة الشيخ زايد آل نهيان للكتاب، إلى جانب جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، والاحتفالات السنوية كالجنادرية وسوق عكاظ ومهرجان القرين بالكويت، إضافة إلى معارض الكتاب السنوية، ومشروع «كلمة» التابع لهيئة أبوظبي للتراث والثقافة، ومجلة «العربي» في دولة الكويت.

وقالت الدكتورة أشجان هندي في حديث خاص مع «الشرق الأوسط»: «إن التكريم مهم للمبدع وهو على قيد الحياة»، وأضافت: «هذا ما يتمناه كل مبدع، فلماذا لا نكرم الأحياء؟ هناك فعلا أسماء كثيرة تنتظر التكريم، لأن تكريم المبدعين في حياتهم أفضل لأنه يعطيهم الدافع أن يزيدوا من الإبداع والإنتاج».

وتم تكريم 18 مبدعا ومبدعة في عشرة فروع إبداعية، وهم خالد ناصر، الفنان الموسيقي، والشاعرة شيخة الجابري، والفنان التشكيلي محمد القصاب من الإمارات، والناقد الدكتور إبراهيم غلوم، والفنان الموسيقي محمد جمال، والكاتب والمؤلف محمد الخزاعي، من مملكة البحرين، والشاعرة الدكتورة أشجان هندي، والكاتب والمترجم الدكتور حمزة المزيني، والفنان التشكيلي النحات علي الطخيس من السعودية. ومن سلطنة عمان كرم الوزراء الناقد الدكتور محمد المعشني، والفنانة مريم الزدجالية، والناقد والكاتب هلال العامري، ومن قطر تم تكريم الكاتب الشاعر علي الفياض، والشاعر الناقد علي المناعي، والأكاديمية الناقدة كلثم الكواري، ومن الكويت تكرم الكاتب والمؤلف عبد العزيز السريع، والفنان عبد الوهاب العوضي، والأكاديمي الناقد الدكتور مرسل العجمي.

وتركزت مجالات التكريم في عشرة فروع هي النقد الأدبي، والسير الأدبية، والترجمة، والدراسات والإنتاج الفكري، وتحقيق التراث، إلى جانب الفنون الأدبية كالشعر، والرواية، والنص المسرحي، والفنون الأدائية وتشمل المسرح والسينما، والفنون الشعبية، فضلا عن الفنون السمعية كالموسيقى، والتلحين، والغناء، والفنون البصرية مثل التشكيل، والخط، والزخرفة، والتصوير، والحرف، والصناعات التقليدية.