جدل حول واقع «القيادات النسائية» في الحفل السنوي لسيدات الأعمال

بحضور 300 سيدة سعودية بغرفة الشرقية بالدمام

TT

بحضور نحو 300 سيدة من مختلف القطاعات، دار الجدل حول واقع القيادات النسائية في السعودية، وذلك خلال الحفل السنوي لسيدات الأعمال، الذي نظمته غرفة الشرقية في الدمام مساء أول من أمس، وقد ركز برنامج الحفل على تحفيز رؤوس أموال سيدات الأعمال، وتبادل الخبرات والتجارب مع نظيراتهن، في حين جاء موضوع الحفل الرئيسي لهذا العام تحت عنوان «الدور القيادي للمرأة».

وسعت ضيفة الحفل الدكتورة أروى الأعمى، وهي مساعدة الأمين لشؤون تقنية المعلومات والقسم النسائي بأمانة جدة، إلى إنصاف القيادات النسائية، خلال كلمتها، قائلة إن «المرأة القيادية أكثر حزما وإقناعا وأكثر مثابرة وتمسكا بالإنجاز، كما أنها أكثر استعدادا لتحمل المخاطر من القادة الذكور»، وأضافت أن «القيادات النسائية أكثر مرونة وإنسانية وأمهر في التعامل مع الآخرين من نظرائهن الذكور، الأمر الذي يجعلهن يقرأن الأوضاع بدقة أكثر، ويدرسن المواضيع من كل جانب».

وأكدت الأعمى أنه في حال شعرت القيادات النسائية بالرفض فإنهن «يتحولن إلى أشخاص ملحين لإثبات وجهات نظرهن والانتصار على الآخر»، متابعة حديثها بالقول إن «القيادات النسائية تتعلم بسهولة من الشدائد ومن أخطائها، كما أنها تتبع القيادة الشاملة، فتعمل على بناء فريق لحل المشكلات وتحقيق الإنجازات بدلا من الأعمال الفردية.. كل هذه فروقات لصالح المرأة».

وأفصحت الأعمى أمام الجمع الكبير من السيدات، عما وصفته بـ«حلمها»، قائلة إن «لدي حلما بأن تعيش بنات وطني في يوم من الأيام مع شعب لا يكون فيه الحكم عليهن بكونها امرأة أم رجل، ولكن بما تنطوي عليه صفاتهن وقدراتهن، فتعطى الفرصة للقيادة في المنظمات بناء على ما لديها من قدرات».

من جهتها، تناولت الأميرة جواهر بنت نايف، حرم أمير المنطقة الشرقية، والتي رعت الحفل، تميز القيادات النسائية وتجارب سيدات الأعمال الاستثمارية، بقولها «يأتي القطاع الاقتصادي تحديدا ليشهد على تميز المرأة السعودية في القدرة على الاستثمار وتأسيس المشاريع وقيادة المؤسسات بكفاءة عالية، كما نلاحظ ارتفاع نسبة السيدات السعوديات اللاتي لديهن الرغبة والحماس في دخول هذا القطاع بقوة».

وتابعت الأميرة جواهر بالقول «أي تقدم ثابت وحقيقي للمرأة لا يأتي إلا بوعيها الكامل بحقوقها وواجباتها، كما أن سعيها الحثيث لتطوير ذاتها هو الأساس المتين لانطلاقتها في جميع المجالات، وهنا يأتي دور الغرف التجارية بنشر ثقافة العمل الحر ودعم السيدات للمساهمة في تنمية الاقتصاد المحلي من خلال دعم قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ودورها الرئيسي في تعزيز الشراكات المجتمعية مع المؤسسات والشركات في قطاع الأعمال».

بينما تساءلت عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية هناء الزهير، خلال كلمتها، بالقول «أين دورنا كسيدات من كل هذا الحراك الاقتصادي؟ وما هي مساهمتنا الفعلية في التنمية الوطنية؟»، وهو ما ترد عليه بقولها «جهلنا أو غيابنا لن يعفي أحدا من المساءلة، ووعي المرأة بحقوقها وواجباتها وإلمامها بأهمية دورها هو المحور الرئيسي لكل ما تطمح له، وكل ما تقوم به مؤسسات المجتمع المدني من مؤتمرات أو ندوات أو لقاءات يجب أن تكون لنا نقاط الانطلاق والدافع القوي فيه».

جدير بالذكر أن حفل الاستقبال السنوي لسيدات الأعمال والذي تقيمه بشكل دوري غرفة الشرقية، بالإضافة إلى قيمته الاقتصادية، فهو يمثل كذلك مناسبة اجتماعية مهمة تحرص كثير من سيدات المجتمع في المنطقة على حضورها للتعارف وتبادل الخبرات، ولا يفوت كذلك الإشارة إلى ما يضمه الحفل من عرض حي للأزياء الأنيقة والحقائب الفاخرة وأحدث قصات الشعر، وهو ما يضفي عليه نكهة خاصة بعيدا عن رتابة الملتقيات الاقتصادية التقليدية.. بينما تم خلال الحفل إعلان وتتويج الفائزات بجائزة الدكتور غازي القصيبي لأفضل منشأة واعدة، في نسختها الرابعة، حيث فاز بقطاع الخدمات الصحية مشروع الدكتورة لميس أبو ناصف ممثلا في «عيادات أرتال لطب وتقويم الأسنان»، وفاز عن قطاع الترفيه والسياحة مشروع هناء الشايجي، وهو «مؤسسة طريق الوافل»، وفاز في قطاع تقنية المعلومات مشروع أمل آل يحيى، وهو «مؤسسة لمستي التقنية».

وفي ذات السياق، فضلت ضيفة الحفل أن تختم كلمتها بنصيحة للسيدات الحاضرات بالتعهد بعدة وعود، اختصرتها الدكتورة الأعمى بالقول «تخلي عن الماضي بآلامه ونجاحاته، واستخدمي دروسه المستفادة كلبنات لتشييد قصور النجاح، وكوني صادقة مع نفسك ومع غيرك دائما وأبدا، وكوني إيجابية مع فريقك ومع نفسك، وابتعدي عن السلبية في كل الأمور»، مؤكدة هنا أن في داخل كل سيدة يوجد «شخص قيادي» يجدر بها أن تحسن توظيفه.