أسعار المواشي تشهد استقرارا قبيل عيد الأضحى بسبب «المستورد»

توقعات بأن ترتفع مع قرب حلول العيد بنسبة 15%

TT

في الوقت الذي بدأت تسير فيه عقارب الساعة نحو حلول عيد الأضحى المبارك، تشهد سوق الأغنام السعودية خلال الأيام الحالية مرحلة هدوء نسبية في حجم الطلب، إلا أن عددا من التجار أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أمس أن مستويات الطلب سترتفع خلال الأيام المقبلة بشكل ملحوظ.

وأشار هؤلاء التجار إلى أن وفرة الإنتاج لهذا الموسم، وفتح الاستيراد على مصراعيه، زاد من فرصة عدم ارتفاع حجم الأسعار عن مناطقها الحالية، مبينين أن الأسعار الحالية لا تناسب كثيرا من السعوديين بسبب ارتفاعها عما كانت عليه قبل نحو 5 سنوات.

وفي هذا الاتجاه، أوضح سلطان المليفي وهو تاجر أغنام، أن لارتفاع الأسعار مسبقا، أثرا مباشرا على استقرارها خلال الأيام الحالية حتى هذه اللحظة، لافتا إلى أن حالة الشد والجذب التي استبقت حلول هذا الموسم رسمت الأسعار الحالية للسوق، وقال: «نسبة الإقبال الحالية منخفضة نسبيا، إذا ما قورنت بالسنوات الماضية التي كان شراء اللحوم الحمراء دارجا بشكل دوري، إلا أن ارتفاعها حال دون تداولها إلا في المواسم وعلى رأسها عيد الأضحى، الذي يعد الموسم الذهبي لتجار المواشي».

وأضاف المليفي: «أدى ارتفاع الأسعار المسبق إلى بقائها على ما هي عليه حتى هذه اللحظة، ولانخفاض الطلب سبب قوي في عدم ارتفاع التسعيرة، خصوصا أنه من المعلوم أن لمتوسط أعمار الماشية حدا معينا، وهو أداة ضغط قوية على التجار لتصريف ما لديهم، لاستخراج سعر التكلفة في أقل الأحوال».

من جانبه، أشار سالم الرشيدي، وهو مستثمر مواشٍ، إلى أن هناك ركودا حاليا في الأسعار، إلا أنه أكد أن هذا الركود السعري لن يستمر طويلا، مضيفا: «مع قرب شهر ذي الحجة، ترتفع الأسعار تدريجيا حتى تصل إلى ذروتها ليلة العيد، ومن ثم تعود للانخفاض من جديد بعد العيد بشكل تدريجي»، مرشحا نسبة الارتفاع التي ستحصل بأنها ستلامس الـ15 في المائة في أقل الأحوال.

وحول الأسعار الحالية للأغنام، كشف الرشيدي أن النجدي هو المتسيد على القائمة المطلوبة في سوق الأغنام، إذ يصل سعره إلى أكثر من 1800 ريال (480 دولارا)، وقال: «الرقم مرشح للارتفاع إلى أكثر من ذلك خلال الأيام القليلة المقبلة، ثم يأتي بعد ذلك النعيمي الذي تتراوح أسعاره بين 1550 ريالا (413 دولارا) و1700 ريال (453 دولارا)، أما الأنواع المستوردة مثل السواكن فلا يتجاوز سعرها الـ1000 ريال (266 دولارا)، أما البربري الذي يعد أقل الأنواع طلبا فلا يتجاوز سعره الـ600 ريال (160 دولارا) في أسوأ التقديرات».

يشار إلى أن سوق المواشي لم تشهد منذ فترة طويلة ثباتا في القيمة، إذ ظل مؤشر الأسعار يتأرجح بين الارتفاع المبالغ فيه، والزيادة المعقولة، حيث يلاحظ أن الأسعار لم تنخفض بالشكل الذي يطمح إليه المستهلك، كما ارتفعت أسعار الأغنام خلال السنوات الـ3 الماضية إلى أضعاف قيمتها، الأمر الذي انعكس على مبيعاتها بالتقلص نتيجة انخفاض الطلب.

من جهته، أكد راجح الدوسري وهو مستورد مواش، أن لضغط المستورد أثرا كبيرا في بقاء الأسعار على ما هي عليه، وقال: «من الواجب أن تنخفض الأسعار لأكثر من ذلك، نتيجة لفتح الاستيراد على مصراعيه، وتوجه شريحة من المستهلكين إليها»، لافتا إلى أن لارتفاع الأسعار أثرا في تغيير مفاهيم الشراء.