مسارات مترو مكة ـ الحرم تنهي أزمة النقل في العاصمة المقدسة

البار لـ «الشرق الأوسط»: الشركات المنفذة في المرحلة الأولى ذات كفاءة عالية

تعدد مسارات القطارات سيغلق تراكم حركة الحافلات إلى الحرم المكي (تصوير: أحمد حشاد)
TT

قال الدكتور أسامة البار، أمين العاصمة المقدسة لـ«الشرق الأوسط»، إن مشكلة النقل من المشاعر المقدسة إلى الحرم المكي ستنتهي إلى غير رجعة، وستمد مسارات لـ«مترو مكة» عبر مراحل ستساهم في السنوات القادمة في نقل جميع الحجاج من مشعر منى إلى الحرم المكي مباشرة.

وأوضح البار أنه تم الانتهاء من الدراسات التفصيلية والاستراتيجية للمشروع الذي سيكون تمويله مناصفة بين الدولة والقطاع الخاص، وستقوم شركة فرنسية بمد مسارين في المرحلة الأولى أولهما من المشاعر المقدسة إلى الحرم الشريف، والثاني يربط طريق الليث بالحرم الشريف، بتكلفة 6 مليارات ريال سعودي.

وحول توقعات أمانة العاصمة المقدسة زمنيا من انتهاء مشاريع النقل بداخلها، قال البار: إن شركة «البلد الأمين»، وهي الذراع الاستثمارية للعاصمة المقدسة قطعت شوطا كبيرا في تنفيذ الكثير من المشاريع، وضرب مثلا بمشروع قطارات مكة المكرمة (مترو مكة) حيث تم الانتهاء من الدراسات التخطيطية له وتم البدء في الدراسات المالية للمشروع، وتم تحديد المسارات والمحطات، وسيتم قريبا توقيع عقد الدراسة التفصيلية لتصميم المسارين الأولين للقطار (ب – ج) واللذين يربطان قطار المشاعر المقدسة بقطار الحرمين (شرق مكة المكرمة بغربها) ومنطقة العابدية بالمنطقة المركزية للحرم الشريف ثم بطريق الليث.

وعن نية الأمانة اختيار شركات ذات كفاءة عالية في التنفيذ، أكد البار، أن الشركات المنفذة ستكون ذات قيمة نوعية عالية في التصميم والتنفيذ، وقد فازت شركة فرنسية بعقد التصميم، ونحن الآن في طور العقد لبدء تنفيذ المشروع. ومشروع القطار يشتمل على 60 محطة موزعة، والمشروع سينفذ على مراحل، والمرحلة الأولى تشمل خط (ب) ويبدأ من محطة قطار المشاعر ثم يتجه نحو حي الششة ويسير إلى اتجاه المسجد الحرام، وستكون هناك محطة في السليمانية ثم يسير باتجاه الغرب وستكون هناك محطة في شارع أم القرى ثم يواصل السير حتى محطة قطار الحرمين بحي الزهارين بالرصيفة.

وكان البار قد أشار في حديث سابق له، إلى توقيع عقود المرحلة التي تربط طريق مكة – جدة القديم مرورا بطريق مكة – جدة السريع ثم الجزء الرابط بين طريق مكة – جدة السريع وطريق الليث مرورا بمخططات (الهدى – أم الكتاد)، وتم توقيع عقد المرحلة الخاصة بطريق العكيشية إلى المشاعر المقدسة مرورا بمخطط بطحاء قريش، وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع التي تربط المشاعر بطريق مكة جدة، وتزيد التكلفة الإجمالية لهذا المرحلة على مليار ريال، وسيتم بعدها البدء في تنفيذ المرحلة الثانية التي تربط المشاعر بطريق المدينة المنورة ثم بطريق مكة - جدة القديم، وجار الآن فتح مظاريف العقود المقدمة من الشركات لتنفيذ هذه المرحلة.

وتعد مشكلة النقل من المشاعر المقدسة على الحرم والعكس هي أبرز التحديات التي يواجهها ملف النقل في العاصمة المقدسة بفض صعوبة نقل ما لا يقل عن 3 ملايين حاج ومعتمر نظاميين، فضلا عن مئات الألوف من الحجيج غير النظاميين، والذين يحدثون بحجهم إرباكا للمشاريع التطويرية والتنظيمية كل عام.

وقال سعد الشريف، خبير المنطقة المركزية، لـ«شرق الأوسط»، إن النزوح نحو القرى والهجر أمر مهم واستراتيجي، يدفع نحو تكوين حراك اجتماعي واسع بإمكانه أن يسهم في تعزيز البنى التجارية والاستثمارية ويقلص حضور المركبات داخل المناطق المركزية. وأوضح أن تلك الاستراتيجيات التجارية الفاعلة ستفرز متطلبات اقتصادية توفرها تلك الرؤوس التجارية الكبرى بفتح أذرع اقتصادية كبيرة وناجعة، ستسهم بشكل مباشر في خلق اقتصاديات مشابهة لتلك التي تتمركز في مناطق الحج والعمرة لتلبية متطلبات السكان في تلك الأحياء، وبالتالي فقدومها إلى المستثمر سيساعد على تنمية الاقتصاد في تلك الأحياء وسيخلق أنماطا اقتصادية مشابهة في مكة بعد أن كانت تتمركز في منطقتين فقط هما العزيزية وشارع الستين.

ورجح خبير المنطقة المركزية أن تتوالد بيئات اقتصادية ناجحة، خاصة إذا شق «مترو مكة» جميع أحياء العاصمة المقدسة، خاصة في الجهة الشرقية من مكة المكرمة والتي تحوز منطقة حي الشرائع النصيب الأكبر منها، حيث تشهد توافد نسب كبيرة من الهجرة السكانية الأمر الذي تسبب في مضاعفة النمو السكاني في ذاك الجانب الشرقي، بالإضافة إلى ارتفاعات كبيرة في أسعار العقار بعد أن كانت الأسعار تعد معقولة نسبيا نتيجة افتقارها إلى نمو سكاني حقيقي.

وأضاف الشريف أن من المؤشرات الإيجابية التي ستحملها مثل تلك الخطوة تسهيل عمليات التنقل والانخفاض العام للتلوث جراء توافد مركبات كبيرة جدا وشاحنات تقل ملايين من المعتمرين والحجاج، وسيسهم ذلك النزوح التجاري في إراحة البنية التحتية وتغيير كثير من المفاهيم الاقتصادية في العاصمة المقدسة، التي تحتاج إلى إنشاء خدمات واسعة تستوعب جميع المناشط التجارية، وتزيد من المساحات الاستيعابية التي ينبغي أن تكون عليها العاصمة المقدسة، مبينا أن بقاء جغرافية مكة على ما هي عليه الآن يضر بالعملية التجارية ويوهن من القوة الاقتصادية الفاعلة في مكة.