طريق اليوفي ونابولي يتقاطع منذ التنافس في دوري الدرجة الثانية

متصدرا «الكالتشيو» يتواجهان السبت المقبل للمرة الـ30 في تاريخهما

TT

من المباراة الحاسمة للصعود لدوري الدرجة الأولى الإيطالي إلى المباراة الفاصلة في المنافسة على الدرع؛ هكذا كان فريقا اليوفي ونابولي يحلقان منذ ستة أعوام مضت نحو المركز الأول في ترتيب دوري الدرجة الثانية، ولكن الآن صار بإمكانهما حسم المنافسة على درع إيطاليا؛ فكم من القصص والمغامرات التي خاضاها في رحلة الصعود المثيرة. كما يمكن لفريق السيدة العجوز الفخر بالوصول لأكبر هدف على المستوى المحلي، ولكن نابولي يستحق الآن أيضا الفخر بانتصارات المدرب ماتزاري التي جاءت وليدة مشروع خططي لم نرَ عيوبه حتى الآن. وفي نادي اليوفي أنفقوا قدرا جيدا من الأموال قبل التحول المشرف لإدارة المدرب كونتي، وغالبا ما تقاطعت طرق كلى الفريقين في سوق الانتقالات، التي كانت مفتاحا لميلادهما الجديد في السراء والضراء.

العودة: وبعد أن تبارزا في موسم الصعود من دوري الدرجة الثانية، وصلت الدفعة الأولى إلى رييا، مدرب نابولي آنذاك، على الأرجح من مدينة تورينو؛ حيث درب بلازي على سبيل الإعارة وزالايتا بعقد ملكية مشتركة وساهما بشكل جيد في صعود نابولي صاحب القميص الأزرق، كما كان صيف بيير باولو مارينو، مسؤول المنطقة الفنية بنادي نابولي حينها، مثمرا بالاستفادة من خدمات لافيتسي وغارغانو وهامسيك؛ خاصة بعد عدم اهتمام اليوفي (فضلا عن الميلان والإنتر) بقيمة لاعب الوسط السلوفاكي الشاب مارك هامسيك، بينما كان نادي دي لاورنتيس يبدأ حقبة جديدة ستستمر طويلا. وعلى العكس كان مسؤولو اليوفي يفضلون لاعبين يتمتعون بقدر أكبر من الخبرة مثل إياكوينتا وألميرون وتياغو وأندرادي وغريجيرا وصالحميدزيتش؛ حيث كانوا أكثر جاذبية ولكن ثمار عملهم لن تستمر طويلا.

الرد: وفي عام 2008، لم يتغير الإيقاع؛ حيث تقدم نابولي بحذر مع أرونيكا ورينوادو ودينيس وماجيو، بينما استغنى اليوفي عن المهاجم أماوري الذي قدره نادي باليرمو بـ24 مليون يورو. وكان ذلك بمثابة جرح لأبطال إيطاليا لأنهم رأوا هذا اللاعب متنقلا في عام 2001 فقط. وجاء رد دي لاورنتيس، رئيس نادي نابولي، بصفقات الشراء الأكثر بريقا، حيث اشترى دي سانكتيس ليضمن جودة حراسة المرمى، وكامبانيارو وتشيغاريني وزونيغا الذين مثلوا آمال المستقبل وكوالياريلا الذي فتح أبواب الأحلام.

حركة التنقلات: ولكن لم يجرِ كل شيء على نحو مثالي. في باليرمو بعد الحصول على أماوري أثبت كافاني ذاته، ولم يرغب في البقاء بصقلية لأكثر من ذلك. ونجح الرئيس دي لاورنتيس في مفاجأة الجميع بشراء بطاقة الماتادور سريعا. واكتملت هذه الصفقة الكبيرة عبر تدخل اليوفي الذي أسرع لشراء كوالياريلا من نادي نابولي مقابل 16 مليون يورو، مع الوضع في الاعتبار أيضا هبوط نجم أماوري. وفي هذا الصيف انتقل إلى صفوف اليوفي أكويلاني وبونوتشي وكرازيتش ومارتينز وموتا وبيبي. وقام آندريا أنيللي، رئيس نادي اليوفي، باختيار تنصيب ديلنيري مع ماروتا وباراتيتشي في إدارة اليوفيما أن وصلوا من سمبدوريا للتو (بعد انفصالهم بعام عن ماتزاري). وهنا نجد تقاطعا خطيرا لطريق كلا الناديين، حيث اتجهت الفكرة الأولى نحو مدرب نابولي، ولكن أوصد الرئيس دي لاورنتيس الأبواب أمام هذه الصفقة وفتحت هذه العقبة الأبواب أمام عودة كونتي لتدريب فريق السيدة العجوز الذي كان يلعب فيه من قبل.

التحديات: وأهدى عام 2011 تحديات أخرى للفريقين. فقد حصل اليوفي على لاعب نابولي السابق باتزينزا من دون دفع مقابل للنادي، ولم يكفِ هذا، حيث غازل نابولي لثلاثة أشهر النجم السويسري إنلر بالتفاوض مع عائلة بوتسو المالكة لنادي أودينيزي. ولكن كان تدخل مسؤولي اليوفي سببا في تعقيد الأمور. وعلى العكس في هذه المرة ساعد المدرب كونتي مسؤولي نابولي واكتفى بالمناوشة، واتجه لضم بيرلو في مركز صانع الألعاب بوسط الملعب، وعلى هذا النحو اقتنع السويسري بالموافقة على عرض ماتزاري. وفي هذه الأثناء اتجهت أنظار المدير الرياضي لنادي نابولي إلى البطل التشيلي آرتورو فيدال، ولكنه لم يستطع تجاوز سقف المليوني يورو. وتمكن ماروتا، مدير عام اليوفي، من تقديم عرض أفضل وضم التشيلي. وفي هذه الأيام ذاتها دق الإنتر الأجراس الأولى من أجل الحصول على المهاجم الأرجنتيني إزيكوييل لافيتسي، وحاول دي لاورنتيس القيام بصفقة جريئة بالحصول على فوتسينيتش الذي تصدعت علاقته بنادي روما. ولكنه واجه الضوء الأحمر بتطلع مهاجم الجبل الأسود للانتقال لليوفي. وها نحن نصل إلى الصيف الأخير، حينما تقدم نابولي بقوة نحو الحصول على أسامواه واثقا في العلاقة الوطيدة مع نادي أودينيزي. ولكن في هذه المرة ضاعف ماروتا الصفقة بإيسلا وأقنع عائلة بوتسو المالكة لنادي أودينيزي بالاستغناء عن الظهيرين لصالح السيدة العجوز.

الوخز: وحينها دخل دي لاورنتيس في مفاوضات صفقة فيراتي في اللحظة التي كان يجهد فيها مسؤولو أنيللي من أجل إنهاء الصفقة مع بيسكارا. وفي هذه الحالة، جاء الرفض من اللاعب الشاب الذي عرف بعرض باريس سان جيرمان المختبئ. ووجد نابولي عزاءه في عودة إنسيني بلا مقابل، بينما تعين على أبطال إيطاليا إنفاق 11 مليون يورو من أجل استعادة المهاجم الشاب سيبستيان جوفينكو صاحب الموهبة الفذة من نادي بارما. إذن كافأت الصفقات منخفضة التكلفة نادي نابولي. ولكن في مدينة تورينو لدى اليوفي ما يستحق أن تحسده عليه جميع الأندية الأخرى ألا وهو الاستاد الخاص به. وهو المشروع الذي عمل عليه أيضا المدير ماركو فاسوني الذي استدعاه دي لاورنتيس في عام 2010 مع مشروعات طموحة أخرى، ولكنه انتقل من نادي نابولي ليشغل منصب مدير عام نادي الإنتر في الوقت الحالي، ولكن بالنسبة له أيضا قام ناديا اليوفي ونابولي بتحفيز بعضهما البعض بأسلوب متميز، ولكن بتنافسية أعلى دائما.

وينبغي على فريق نابولي الانتباه، فاليوفي، خصمه في مباراة السبت المقبل المهمة في الدوري الإيطالي، هو ملك ترتيب المواجهات المباشرة بين فريقين في صدارة الدوري. في 15 مرة من أصل 29 مباراة منذ موسم 1929 وحتى العام الماضي، كان فريق السيدة العجوز أحد طرفي المواجهة وحقق محصلة أكثر من مشجعة برصيد ستة انتصارات وسبعة تعادلات وهزيمتين فقط. لكن على اليوفي الانتباه هو الآخر، نظرا لأن الانزلاق الوحيد له كان السبب فيه خصومه المقبلون، وهنا عشاق ألغاز الكابالا سيسألون أي الإشارتين يثير انطباعا أكثر (لو كانت المباراة في نابولي لما تملكهم الشك..). في مباراة أعيد استذكارها في الأيام الماضية من جانب بعض الأبطال، فاز نابولي مارادونا في تورينو بنتيجة 3-1. كان ذلك يوم 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 1986. ومن ذلك الفوز تحديدا أدرك فريق المدرب أوتافيو بيانكي قدرته على الوصول لدرع الدوري. كما أنه في 22 حالة من 29 ولدت القمة المباشرة بطل الدوري. يوفنتوس في الألفية الثالثة، على سبيل المثال، يفخر بسلسلة يحسد عليها نظرا لأن الانتصارات على كييفو (3-2) والإنتر (3-0) والميلان (1-0) ولاتسيو (1-0) قد أثمرت الفوز بدرع الدوري.