تراجع الطلب الصيني يقلل من أرباح شركات البتروكيماويات السعودية خلال الربع الثالث

نائب رئيس «التصنيع»: مؤشرات إيجابية لحجم الطلب في الربع الرابع

TT

قاد تراجع حجم الطلب الصيني على المنتجات البتروكيماوية إلى انخفاض حجم أرباح عدد من الشركات السعودية المنتجة خلال الربع الثالث من العام الحالي، وسط تأكيدات مسؤول رفيع المستوى في شركة «التصنيع الوطنية» في حديث لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن المؤشرات الحالية تشير إلى تحسن مستويات الطلب والأسعار خلال الربع الأخير من هذا العام.

وقال في هذا السياق فايز بن عبد الله الأسمري نائب الرئيس للمالية في شركة «التصنيع الوطنية» أمس: «حجم الطلب الصيني على منتجات البتروكيماويات خلال الربع الثالث من العام الحالي تراجع، مما قاد إلى تراجع حجم الأسعار النهائية، وهو الأمر الذي أثر على نتائج معظم شركات البتروكيماويات السعودية».

ولفت الأسمري خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس، عقب مؤتمر صحافي انعقد للحديث حول نتائج الربع الثالث: «مصنعو المواد البلاستيكية في شرق آسيا والصين، كانوا يقومون بشراء كميات كبيرة من المنتجات الأساسية لصناعاتهم، إلا أن المخاوف من تراجع حجم الطلب الأوروبي والأميركي على منتجاتهم، قاد إلى خفض مستوى الطلب، مما قاد بالتالي إلى انخفاض مستويات الطلب على منتجات الصناعات البتروكيماوية».

وأوضح الأسمري أن صناعات البتروكيماويات السعودية تشكل ما نسبته 10% من حجم الصناعات العالمية للبتروكيماويات، مضيفا «بهذه النسبة البسيطة لا يمكن للشركات السعودية أن تسيطر على الأسواق العالمية، أو تحدد توجهات الأسواق».

وأعلنت شركة «التصنيع الوطنية» عن أن صافي الربح خلال الربع الثالث بلغ نحو 417.3 مليون ريال (111.2 مليون دولار) مقابل 725 مليون ريال (193.3 مليون دولار) للربع المماثل من العام السابق بانخفاض قدره 42.4%، ومقابل 580.1 مليون ريال (154.6 دولار) للربع السابق بانخفاض 28.1%.

من جانبه، أكد الدكتور مؤيد القرطاس نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب في شركة «التصنيع الوطنية» أن الشركة استمرت في تحقيق نتائج جيدة، رغم الظروف الاقتصادية المتغيرة، وقال: «يعود تراجع حجم الأرباح إلى انخفاض الأسعار بسبب ضعف الطلب العالمي وخصوصا في أوروبا وشرق آسيا، ورغم من زيادة الكميات المنتجة والمبيعة في بعض قطاعات الشركة، فإن هوامش الربح تأثرت بانخفاض الأسعار».

إلى ذلك، قالت شركة «التصنيع» في بيان نشر على موقع «تداول» قبيل افتتاح تعاملات السوق المالية السعودية أمس: «تعود أسباب الانخفاض في أرباح التسعة أشهر من عام 2012 مقارنة بنفس الفترة من عام 2011 بشكل رئيسي إلى انخفاض كمية المبيعات في قطاع ثاني أكسيد التيتانيوم لنقص الطلب العالمي، بالإضافة إلى انخفاض هوامش الربح في قطاع البتروكيماويات لانخفاض أسعار البيع رغم الزيادة في كمية المبيعات». وأضاف البيان: «كما تعود أسباب الانخفاض في الربع الثالث من عام 2012 مقارنة بالربع الثالث من عام 2011 والربع الثاني من عام 2012 إلى انخفاض كمية مبيعات وأسعار قطاع ثاني أكسيد التيتانيوم، وانخفاض كمية المبيعات في قطاع البتروكيماويات، كما تأثر الربع الثالث 2012 مقارنة بالربع الثاني 2012 بزيادة في المصاريف العمومية والإدارية وكذلك الزكاة وضريبة الدخل للشركات التابعة، علما بأنه قد تم إعادة تبويب بعض بنود قائمة الدخل المقارن لعام 2011».

وكانت أحداث الربيع العربي التي تمر بها بعض دول المنطقة قد قادت شركات سعودية متخصصة في إنتاج البتروكيماويات إلى البحث عن أسواق جديدة خلال الفترة المقبلة، كشف ذلك لـ«الشرق الأوسط» قبل نحو 3 أشهر المهندس صالح النزهة الرئيس التنفيذي لشركة «التصنيع الوطنية».

فيما أكد الدكتور مؤيد القرطاس نائب رئيس مجلس إدارة شركة «التصنيع الوطنية» لـ«الشرق الأوسط» حينها، أن صادرات الشركة البتروكيماوية تسير وفق معدلاتها الطبيعية، نافيا أن يكون هنالك أي أثر سلبي على حركة الصادرات الحالية بما يحدث من أزمة انسحاب شركات عالمية من الموانئ السعودية.

وأشار الدكتور القرطاس حينها إلى أن أسعار البتروكيماويات في الأسواق العالمية ما زالت تمر بمرحلة من عدم الاستقرار، وقال القرطاس «تقلبات أسعار منتجات البتروكيماويات تختلف من منتج لآخر، كما أنه يختلف هامش الربح بين هذه المنتجات باختلاف تكلفة التصنيع الأساسية، والتي تتصدرها تكلفة اللقيم الذي تتذبذب أسعاره بشكل كبير جدا».