شركة تكنولوجيا صينية عملاقة تنفي اتهامات بتهديد أمن الولايات المتحدة

«زد تي إي» لـ «الشرق الأوسط»: نتعاون مع التحقيقات الأميركية أكثر من أي شركة صينية

أوراق نقدية من فئتي مائة دولار ومائة يوان صيني («الشرق الأوسط»)
TT

بعد اتهامات وجهت لها من قبل لجنة في الكونغرس الأميركي بأنها تشكل تهديدا لأمن الولايات المتحدة الأميركية، وذلك بعد إجراء تحقيقات شملت الشركتين، أكدت شركة «زد تي إي» الصينية، عملاق شبكات الاتصالات العالمي، أنها قامت بالتعاون مع لجنة التحقيق الخاصة بالكونغرس الأميركي بصورة كبيرة لم تسبقها إليها أي شركة صينية، مشيرة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، هو الأول حول هذه القضية، إلى أنها زودت اللجنة بمجموعة من الوثائق التي توضح أنها الشركة الصينية الأكثر استقلالا وشفافية، وأنها أبعد ما يكون عن التعامل مع الحكومات.

وقال ديفيد داي، مدير العلاقات العامة الدولية في «زد تي إي»: «لقد قامت بالتعاون مع لجنة التحقيق الخاصة بالكونغرس الأميركي بصورة كبيرة لم تسبقها إليها أي شركة صينية، بحيث قمنا بتزويد اللجنة الأميركية بمجموعة من الوثائق التي توضح أنها الشركة الصينية الأكثر استقلالا وشفافية، وأنها أبعد ما يكون عن التعامل مع الحكومات»، مضيفا في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «إن كافة التجهيزات التي توفرها الشركة آمنة بالكامل، كما أن التجهيزات التي توفرها لشركات الاتصالات الأميركية تخضع للتدقيق والمراقبة من قبل وكالات حكومية أميركية، وتقوم هذه الوكالات بفحص كافة تجهيزات الاتصالات التي ترد إلى الولايات المتحدة، بما فيها تلك التي توفرها الشركات الأوروبية، وذلك لأنها غالبا ما تقوم بتصنيع تجهيزاتها في الصين أيضا».

وكانت اللجنة الأميركية شددت في تقرير لها على أنه ينبغي منع شركتين صينيتين عملاقتين، من ضمنهما «زد تي إي»، من الدخول في أي عمليات اندماج أو استحواذ داخل الولايات المتحدة، لافتا إلى أن الشركتين أخفقتا في تهدئة المخاوف بشأن علاقاتهما بالحكومة الصينية والجيش الصيني. وقال التقرير: «الصين لديها الوسائل، والفرص، والحافز لاستغلال شركات الاتصالات في أغراض مشبوهة، ولا يمكن الوثوق بشركتي (هواوي) و(زد تي إي) من حيث تحررهما من نفوذ دولة أجنبية، وبالتالي فهما تشكلان تهديدا أمنيا للولايات المتحدة وللشبكات لدينا». وفي ما يتعلق بما يقوم به مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) بالتحقيق مع «زد تي إي» على خلفية إجرائها صفقة مع إيران، اكتفى ديفيد داي بالقول: «تتعاون شركتنا مع الحكومة الأميركية حول هذه المسألة، وإننا على ثقة بالتوصل لحل لهذه المسألة قريبا».

وتعتبر شركة «زد تي إي» الصينية، أحد العمالقة العالميين في صناعة أجهزة شبكات الاتصالات، وتقول هو زويمي، المديرة الأولى للتسويق في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: «إن شركة (زد تي إي) في منطقة الشرق الأوسط واصلت توطيد مكانتها في السوق في مجال خدمة النطاق العريض الجوال، والبث البصري، والاتصال البصري، واتصالات الشبكة الرئيسية. وقامت أيضا بتوسيع انتشارها في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، عبر التركيز على المحطات السحابية والتطبيقات السحابية لدى المؤسسات الحكومية والتجارية»، مضيفة في حديثها لـ«الشرق الأوسط» في عام 2011: «حققت (زد تي إي) تقدما هائلا في سوق الشرق الأوسط وأفريقيا، إذ نمت إيرادات مبيعاتها بنسبة 20% سنويا، لتصل إلى 18 مليار يوان، وحاليا، تملك الشركة مكاتب تمثيل وفروع لها في 12 دولة في الشرق الأوسط، وتبلغ نسبة موظفيها من الدول المحلية نحو 50%، وقد أسست (زد تي إي) شبكات اتصالات في أكثر من 30 دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتتوافر منتجاتها وخدماتها في 53 دولة في هذه المنطقة».

وفي ما يتعلق بسوق اتصالات الهاتف الجوال، تعد الشركة إحدى شركات التوريد الرئيسية لمعدات «جي إس إم - يو إم تي إس» في العالم. إذ أنتجت الشركة بحلول نهاية عام 2011 أكثر من مليون محطة إرسال/استقبال قاعدية للراديو المعرف برمجيا، وتعاونت مع عدد من كبار شركات الاتصالات متعددة الجنسيات مثل «فودافون»، و«أورانج»، و«تليفونيكا»، و«تلينور»، و«تشينا موبايل».

ولا يزال نظام الوصول المتعدد بتقسيم الشيفرة من شركة «زد تي إي» يمثل مجالا قويا للشركة، إذ حافظت الشركة على الموقع الأول عالميا من عام 2006 إلى 2010 في حجم شحنات محطات الإرسال/الاستقبال القاعدية. وفي الربع الأول من عام 2012، حصلت الشركة على المرتبة الأولى في السوق العالمية لأنظمة «الوصول المتعدد بتقسيم الشيفرة» بحصة سوق عالمية بلغت 32.6%.

وتعد شركة «زد تي إي» هي الشركة الوحيدة التي توفر مختلف أنواع منتجات الشبكات المترابطة لأي تقنية اتصال. وقد قدمت الشركة منتجاتها من الشبكات المترابطة لغاية الربع الأخير من عام 2011 إلى 1.45 مليار عميل في أكثر من 113 دولة حول العالم، مشيرة إلى أن شركة «زد تي إي» حققت حصة سوقية عالمية للأجهزة الطرفية بلغت 5.2% في الربع الأول من عام 2012، ودخلت بقوة إلى خمس شركات عالمية رائدة في تصنيع الهواتف الذكية، وحافظت على ترتيبها الرابع على إجمالي شحنات الهاتف في الربع الثاني من عام 2012. وتضيف هو أن شركة «زد تي إي» شهدت نموا كبيرا وثابتا من حيث مجموعة منتجات الشركة وانتشارها. وتعاونت الشركة مع شركة «زين» في المملكة العربية السعودية، والأردن، ومع «سيرياتيل»، و«اتصالات» في الإمارات العربية المتحدة ومصر، و«أمنية»، و«إم تي إن» في السودان. وتوفر الشركة مجموعة منتجات متتابعة بأسعار تنافسية.

وتشير هو زويمي إلى أن الشركة تحرص عند العمل في منطقة الشرق الأوسط والمناطق الأخرى أيضا على التعرف على الاختلافات الثقافية واحترامها، وتعيين المواهب المحلية، وتطوير القيادة، والمساهمة في تطوير المجتمع، وتأتي هذه المسائل ضمن أولوياتها.