جهود حثيثة على خط تشكيل قيادة مشتركة لصفوف الكتائب العسكرية السورية

الأسعد لـ «الشرق الأوسط»: لا خلاف مع تركيا.. والتوحد سيضع الدول أمام واجباتها لتسليح المعارضة

TT

أكد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد أن جهودا حثيثة تبذل على خط توحيد صفوف الكتائب العسكرية، ولا سيما تلك التي تتولى المهمة في الداخل السوري. وقال الأسعد لـ«الشرق الأوسط»: «يتم العمل بين كل الأطراف، ولا سيما القادة العسكريين في الداخل والخارج لتحقيق هذا الهدف، وسيعلن عن نتائجه الإيجابية في الأيام القليلة المقبلة».

ولفت الأسعد إلى أنه سيكون هناك قيادة مشتركة «تجمع تحت مظلتها كل الأطراف العسكرية للتنسيق فيما بينها فيما يتعلق بالعمليات العسكرية وتوزيع السلاح»، مشيرا إلى أن تشكيل قيادة مشتركة للكتائب العسكرية «سيضع الدول أمام واجباتها تجاه الشعب السوري وتسليح المعارضة للدفاع عنه وإسقاط النظام في أسرع وقت، بعدما كانت لا تجد أمامها سوى هذه الحجة للامتناع عن تقديم الأسلحة».

وأوضح الأسعد أن الاستراتيجية العسكرية التي كان قد بدأها الجيش الحر منذ شهر تقريبا في عدد من المناطق السورية، ولا سيما إدلب وجبل الأكراد وجسر الشغور، حيث نجح الجيش الحر في مهاجمة فوج كامل من كتائب النظام وأسر وقتل معظم عناصره وتم الاستيلاء على أسلحتهم، سيتم اعتمادها في المرحلة المقبلة والتركيز على ضرب أهداف محددة ومراكز أمنية وعسكرية، وهذا ما سيتم تنفيذه في الأيام المقبلة.

وفي حين نفى الأسعد ما أشيع عن خلافات بينه وبين تركيا، ومغادرته أراضيها، قال: «ليس هناك أي سبب لنشوء أي خلاف مع دولة استقبلتنا واستقبلت شعبنا ووفرت لنا كل ما نحتاجه في حين تقاعست دول عربية أخرى عن هذا الأمر».. وعن مكان وجوده حاليا، قال الأسعد: «الوضع تغير في الشهر الأخير، ولست موجودا في مكان ثابت.. لكن ما أستطيع تأكيده أنني أدخل إلى سوريا وأعود إلى تركيا متى أشاء». وكانت معلومات صحافية قد أشارت إلى «طرد تركيا للأسعد من أراضيها»، وأنه يقيم حاليا في «مكان قريب من الحدود السورية التركية خاضع لسيطرة مسلحي المعارضة في قرية قطمة بريف إدلب»، لكنه لا يزال يتردد على معسكر الجيش الحر في منطقة باخشين التي تقع بين الريحانية وأنطاكيا.

من جهته، أكد فهد المصري، مسؤول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش الحر، لـ«الشرق الأوسط» أن مشاورات تجري بين القيادات العسكرية والثورية الموجودة على الأرض والقادة العسكريين في الخارج، ولا سيما الأردن وتركيا، لتوحيد صفوف الكتائب وجهودهم ضمن قيادة مركزية بمثابة قيادة عليا للمجالس العسكرية، مضيفا: «الجهود تبذل للارتقاء لمستوى الحدث ضمن إطار قيادة واحدة وإسقاط النظام في أسرع وقت، وإقناع بالتالي الدول المعنية بالقضية السورية لدعم الثورة السورية وتقديم السلاح النوعي لها».

بدوره، أعلن جورج صبرا، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري، عن اقتراب كتائب الجيش السوري الحر من توقيع اتفاق يجمع جهودها داخل مجلس عسكري موحد. وقال صبرا لوكالة الأناضول للأنباء: «آن الأوان لتتوحد بنادق سوريا الثائرة تحت قيادة مشتركة»، مضيفا أن «المجلس الوطني ساهم بشكل كبير في رعاية الاتفاق، الذي سيتم التوقيع عليه قريبا بالداخل السوري بحضور قيادات من المجلس».

ويأمل المجلس الوطني السوري، بحسب صبرا، أن تساهم هذه الخطوة في تعجيل عملية الإطاحة ببشار الأسد، وهي الخطوة التي اعتبر أنها تأخرت كثيرا بسبب الخلافات بين الكتائب العسكرية.

من ناحيته، قال العقيد أحمد حجازي، رئيس أركان الجيش السوري الحر، للأناضول إن «هذه الخطوة للوحدة» هي أبلغ رد على مسعى «الهدنة» التي يريد مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي إقرارها بين الجيشين الحر والنظامي.

وأوضح حجازي، المتواجد حاليا في سوريا لمتابعة العمليات العسكرية، أن «الجميع بات مدركا أنه لا سبيل للخلاص من النظام إلا بالقوة ولن يتحقق ذلك إلا بالوحدة». وعن وجود تحفظ سابق للجيش الحر على بعض الأسماء التي تضمها القيادة الجديدة، قال حجازي: «مهما يكن.. لا سبيل لنا الآن إلا الوحدة».