الجيش الحر يخلي سبيل عشرات المعتقلين لديه من الجيش النظامي كبادرة حسن نية

مقداد لـ «الشرق الأوسط»: المفرج عنهم ممن لم تلوث أيديهم بدماء السوريين

TT

أفرج «الجيش السوري الحر» في محافظة إدلب عن عشرات الجنود السوريين المعتقلين لديه من الجيش النظامي وذلك في بادرة حسن نية، وأشار الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لؤي مقداد إلى أن هؤلاء المعتقلين بغالبيتهم مجندين من بين «المدنيين»، وأنهم «من أبناء الطائفة العلوية، ولم تتلوث أيديهم بالدماء».

وأظهر شريط فيديو جرى بثه على موقع «يوتيوب» وشبكة «سكاي نيوز» أحد القادة الميدانيين في الجيش الحر، وهو الملازم الأول أحمد عليوي خميس، وهو يعلن عزم الجيش الحر الإفراج عن معتقلين من القوات النظامية. ويقول الملازم الأول خميس: «سوف يتم إطلاق أكثر من 60 شخصا بعد التأكد من براءتهم الكاملة». وتوجه إلى المفرج عنهم قائلا: «هذه واحدة من مكرمات الجيش الحر، وآمل أن تعودوا سالمين إلى أهاليكم، اشكروا الله أن خلصكم من النظام المجرم». ولدى السماح لهؤلاء بالمغادرة بدت الفرحة كبيرة على وجوههم وراحوا يطلقون الصيحات ويرفعون شارات النصر. وعلق الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر لؤي مقداد على هذه المبادرة، فأكد أن «عملية الإفراج عن هؤلاء تمت في مقر (الكتائب 111) في محافظة إدلب، بحضور (قائد المجلس العسكري في الجيش الحر) العميد مصطفى الشيخ وقائد الكتائب محمد حمودي وكل ضباط (الكتائب 111) الذين كانوا مؤيدين لهذه الخطوة». وأوضح مقداد في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «المفرج عنهم هم في غالبيتهم مدنيون، أي من الموظفين الحكوميين الذين لم يشتركوا في الجرائم التي يرتكبها النظام بحق الشعب السوري، ولم تلوث أيديهم بالدماء أو بإيذاء أي شخص، وهم ليسوا من المخابرات أو الشبيحة». لافتا إلى أن «غالبية المفرج عنهم من أبناء الطائفة العلوية، وهذا يثبت أننا لسنا طائفيين ولا نقاتل على أساس طائفي أو مذهبي بل من أجل حرية شعبنا وكرامته».

وردا على سؤال عما إذا كان الجيش الحر ينتظر خطوة مماثلة من الجيش النظامي ويراهن على أن يبادر الأخير إلى إطلاق سراح معتقلين من الجيش الحر، قال: «نحن لا ننتظر أن يبادلنا النظام بأي شيء إيجابي، ما قمنا هو بادرة حسن نية تجاه أهلنا وشعبنا، وحتى لا يقال إن هناك حربا طائفية في سوريا، بالتأكيد لا نتوقع من (الرئيس السوري) بشار الأسد أي شيء، بل على العكس، كانت قواته تقصف المنطقة التي كنا نصور فيها عملية الإفراج عن هؤلاء». مشيرا إلى «وجود معتقلين لدى الجيش الحر من العسكر والمخابرات ومن المتهمين بعمليات تشبيح ومن الذين عملوا على استدراج ناشطين وتسليمهم إلى النظام وتصوير المظاهرات السلمية، ونتعامل معهم باعتبارهم خونة، وهؤلاء سنقدمهم إلى المحاكمة العادلة بعد سقوط النظام».

وحول ما إذا كانت بادرة إطلاق موقوفين دليل على أن الجيش الحر أصبح قادرا على مقارعة النظام، قال مقداد: «نقارع النظام بقوة الحق وليس بالظلم.. النظام يعتقل المدنيين وبينهم نساء وفتيات صغار في السن وأطفال في عمر السنوات الخمس.. اعتقلوا مع أهاليهم ولم يفرج عنهم».