بيان الكويت لقمة التعاون الآسيوي يشدد على تقديم الدعم في الأزمات

أكد أن وجود حضارات وثقافات وأديان متنوعة في قارة آسيا من شأنه أن يساعد في إثراء عناصر التعاون والتناغم

TT

اختتمت في الكويت أمس أعمال مؤتمر القمة الأولى لمنتدى حوار التعاون الآسيوي، باعتماد البيان الختامي الذي أعده وزراء الخارجية وكبار المسؤولين في الدول المشاركة، إضافة إلى إعلان دولة الكويت.

وعلى الرغم من أن القمة لم تفصل في المقترح الكويتي الخروج بإطار تنظيمي لعمل المنتدى، إلا أنها رحلت المقترح لمباحثات لاحقة يجريها «خبراء لوضع هذه الآلية» على أن تقوم الكويت باستضافتها، حسبما صرح بذلك وزير الخارجية الكويتي أمس.

وكان الأبرز في القمة، اقتراح الكويت إطلاق صندوق آسيوي لتمويل المشاريع الإنمائية للدول الآسيوية غير العربية، تلتزم الكويت بسداد 300 مليون دولار منه.

وشارك في القمة وهي الأولى من نوعها 32 دولة عضو في المنتدى، وبحثت القمة سبل تفعيل التعاون بين دول القارة في المجالات الاقتصادية والبيئية والإنسانية إلى جانب بحث تأطير ذلك التعاون في منظومة لها ديمومة بغية ضمان تفعيل القرارات المتفق عليها.

وفي كلمته في ختام المؤتمر، شدد أمير الكويت على تطوير آلية العمل المشترك، وقال: «إن تطوير آلية عملنا المشترك أصبحت ضرورة ملحة لتواكب تطلعاتنا وتعكس عزمنا على تفعيل إرادتنا في الوصول بعلاقاتنا إلى مستويات سامية وبتعاوننا إلى التكامل».

من ناحية أخرى، أعرب الشيخ صباح الخالد الصباح، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، عن أمله في أن تتمكن الدول الأعضاء في قمة التعاون الآسيوي من تغطية قيمة الصندوق الذي اقترحته الكويت لدعم المشاريع في الدول غير العربية الأقل نموا برأسمال يقدر بملياري دولار أسهمت الكويت بـ300 مليون دولار منه.

وأضاف الخالد في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية تايلاند في ختام قمة التعاون الآسيوي «إن القمة شهدت طرح كثير من الأفكار والملاحظات، لتعزيز التعاون بما فيها التوقف عند مقترح الكويت لتحويل المنتدى إلى شكل مؤسسي واستحداث آلية إدارية لتولي العمل، حيث وافقت القمة على تعيين خبراء لوضع هذه الآلية وستتشرف الكويت لاحقا باستضافة الشكل النهائي لهذه المؤسسة».

وفي ختام القمة، صدر «بيان الكويت» حيث أكدت فيه الدول المشاركة تمسكها المستمر بالقيم البناءة لحوار التعاون الآسيوي ومساهمتها في تبني برامج التعاون المختلفة، معربة عن ارتياحها للخطوات التي حققها حوار التعاون الآسيوي خلال العقد السابق.

وشدد البيان على أهمية تقديم الدعم للدول الآسيوية عند تعرضها للأزمات الاقتصادية مبينة أن ذلك يتطلب مستوى عاليا من التنسيق بين مراكز الإنذار المبكر في الدول الأعضاء وتقديم الدعم للدول المتضررة على المستوى الإنساني والمالي والتكنولوجي.

وثمن الأعضاء عرض دولة الكويت استضافة سكرتارية المنتدى وكذلك استضافتها أول قمة تاريخية لدول حوار التعاون الآسيوي.

ورأى البيان، أن التعاون مع الدول الأخرى والمنظمات الدولية سيعزز من مكانة دول القارة الآسيوية وسيساعد على الاستفادة من الخبرات العالمية في كافة المجالات، مؤكدا أهمية تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والمال والطاقة والبيئة والصحة والأمن الغذائي.

ولاحظ البيان أن وجود حضارات وثقافات وأديان متنوعة في قارة آسيا من شأنه أن يساعد في إثراء عناصر التعاون والتناغم المنشود بين شعوب القارة وتعزيز وتشجيع الحوار الأساسي المعتدل بين مختلف الديانات والثقافات والحضارات، وبناء التناغم والتفاهم والتعاون بين الدول الأعضاء في حوار التعاون الآسيوي لتحقيق التعايش السلمي بين مختلف شعوب العالم بغض النظر عن العرق أو الدين مع تأكيد المنتدى على أهمية احترام الأديان والمعتقدات وحرية التعبير وشجب أي ازدراء للشخصيات والرموز الدينية.

وستستضيف تايلاند القمة المقبلة في عام 2015، في حين وافق مؤتمر القمة على طلب إيران لاستضافة مؤتمر القمة الثالث في العاصمة طهران عام 2018.

وفي كلمتها، وصفت ينفلوك شيناواترا، رئيسة وزراء تايلاند، المنسق العام لمنتدى حوار التعاون الآسيوي بأنه «المنصة الوحيدة التي تجمع بين دول ومناطق القارة كافة ويعتبر فرصة لحشد الجهود لكي تتبوأ القارة الآسيوية مكانتها في العالم ولعب دور مميز».

وشددت على «ضرورة استغلال الفرص للدفع باتجاه الوحدة الآسيوية وتطوير التعاون الآسيوي للوصول إلى نتائج ملموسة وتنسيق التواصل في مجالات الأمن الغذائي وأمن الطاقة والعمل في مجال التربية».

في حين أكد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن قمة الكويت الأولى لمنتدى حوار التعاون الآسيوي أعطت دفعة أكبر لحوار التعاون الآسيوي «حيث كان التحاور في السنوات العشر الماضية دون إطار أو آلية تنظم العملية الحوارية».

وقال آل خليفة في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية أن «الخلافات السياسية لن تؤثر أبدا على حوار التعاون الآسيوي»، مضيفا أن إطار وجوهر أعمال الحوار الآسيوي «غير سياسي ويصب في مصلحة شعوب القارة».

وذكر أن القمة طرحت فكرة إقامة منظمة للحوار وأمانة عامة، مبينا أن هذا النوع من الأفكار يجذب الدول الآسيوية غير الأعضاء للانضمام إلى منتدى حوار التعاون الآسيوي.