إعادة 60 ألف مخالف لأنظمة الحج من حدود مكة المكرمة والمدينة المنورة

مهربون يستنزفون الحجاج عبر الطرق البرية المؤدية إلى المشاعر المقدسة

TT

أعادت السلطات الأمنية السعودية نحو 60 ألف شخص مخالف من حدود مكة المكرمة والمدينة المنورة، ممن لا يحمل تصريحا لأداء مناسك الحج وفقا للأنظمة التي فرضتها السلطات السعودية لحجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، وأكد العقيد بدر بن محمد المالك، المتحدث الرسمي للمديرية العامة للجوازات أن الفرق المختصة بالمديرية العامة للجوازات ضبطت عددا من مخالفي أنظمة الإقامة وكذلك من متأخري المغادرة ومتسللين عبر الحدود.

ولفت العقيد المالك إلى إيقاف مواطنين ومقيمين مخالفين للأنظمة، فيما أحيل سائقو المركبات التي تقل الخارجين عن القانون، إلى إدارة الوافدين لعرضهم على اللجنة الإدارية بالمديرية لتطبيق الأنظمة والتعليمات بحقهم، التي تتضمن الغرامة المالية والسجن، وإبعاد المقيم الذي ينقل حجاجا غير نظاميين لا يحملون تصاريح حج ويحاولون الدخول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وأكد أن الجوازات جهزت خططا مناسبة لإغلاق جميع مداخل مكة المكرمة، مشددا على عدم السماح بدخول أي حاج إلا بتصريح للحج، ومن يحاول مخالفة الأنظمة واتباع الأساليب الخاطئة فسوف تطبق بحقه التعليمات لقاء ما قام به من مخالفة.

ميدانيا، تنتشر في هذه الأيام على الطرق البرية المحاذية لنقاط الفرز والتفتيش بمحافظة الطائف سيارات بعضها متهالكة يستقلها مواطنون يقومون بتهريب الحجاج المخالفين لتصاريح الحج، وبأسعار عالية.

وفي ظل الجهود الواسعة التي تبذلها الجهات المختصة لتنظيم الحج والقضاء على المخالفات ومخالفي تصاريح الحج، يظهر منتهكو الأنظمة من المهربين للحجاج عبر الطرق البرية المحيطة بمكة المكرمة، وأكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» عن تمركز المهربين بسياراتهم القديمة من نوعية «جي إم سي» و«جيب»، يتجهون مباشرة للحجاج المخالفين لنظام التصاريح، الذين يتم فرزهم عن طريق الجوازات وأمن الطرق، فيما يعرضون مقابل التوصيل إلى المشاعر المقدسة عبر طرق برية وعرة بمقابل مادي يتراوح ما بين 170 - 500 دولار بحسب الحاجة وحسب المركبة.

ورصدت نقاط فرز «عشيرة» الواقعة على مشارف الطائف (جنوب غربي المملكة)، والبهيتة قرب ميقات السيل الكبير، عددا واسعا من الحالات المخالفة، بحسب المصدر.

وأوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، بأن المخالف يدفع قبل الحج مبالغ كبيرة ولو استغلها في حملة منظمة لكانت كفيلة بضمان حج آمن له ولمرافقيه، وقال إن «المهربين ينقلون الحجاج المخالفين عبر طرق محاذية للميقات ووعرة ويتسببون في مشاكل كثيرة حتى إيصال الحاج إلى المشاعر»، مضيفا بأن من تلك المشكلات، الحوادث الخطيرة التي تحصل بين الفينة والأخرى بسبب تهالك المركبات وبسبب السرعة، وكذلك بسبب العبور في الليل ودون إنارة، حيث وقع ليلة أول من أمس حادث بين سيارتين تقل حجاجا غير نظاميين في منطقة البهيتة وفيها إصابات متفرقة لجميع الركاب.