المغرب: موضوع «المنحوتات الصخرية» يدخل إلى البرلمان.. ونائب يحذر من التحريض ضد «الإسلاميين»

وزير الإعلام المغربي: الأمر أثار ضجة في أميركا وأوروبا

TT

حذر نائب برلماني من حزب العدالة والتنمية الإسلامي متزعم الائتلاف الحكومي في المغرب من لجوء وسائل إعلام محلية إلى التحريض ضد «الإسلاميين» من خلال نشر أخبار زائفة و«اللعب بالنار»، على حد قوله، في إشارة إلى ما جرى تداوله نهاية الأسبوع الماضي عن تعرض منحوتات صخرية في جنوب المغرب للتدمير على أيدي سلفيين. وفي غضون ذلك قال مصطفى الخلفي، وزير الاتصال (الإعلام)، المتحدث باسم الحكومة المغربية، إن موضوع تدمير سلفيين للمنحوتات اتخذ أبعادا دولية في الولايات المتحدة وأوروبا، كانت ستؤدي إلى إدخال المغرب في تصنيفات مسيئة وما حققه من إصلاحات خلال السنوات العشرين الأخيرة.

وكانت الحكومة المغربية نفت أن تكون تلك المنحوتات الصخرية التي تعود إلى حقب ما قبل التاريخ قد تعرضت للتدمير في منطقة الأطلس الكبير من طرف سلفيين. ونظمت وزارة الاتصال (الإعلام) زيارة للمراسلين الصحافيين إلى المنطقة، حيث رافق وزير الإعلام مراسلين إلى هناك، للتأكد من أن الخبر «عار من الصحة». وقال النائب أبو زيد المقرئ الإدريسي إن نشر مثل هذه الأخبار يحمل أبعادا سياسية وآيديولوجية. وأضاف الإدريسي الذي كان يتحدث مساء أول من أمس أمام مجلس النواب، إن ما حصل «يثير التساؤل وأحيانا الاشمئزاز»، لأنه بعد التحرك الإيجابي لوزارة الاتصال (الإعلام) وزيارة الموقع من طرف مسؤولين ومراسلين، أصرت جهات إعلامية، لم يشر إاليها صراحة، «على التكذيب والمناكفة والإصرار على نشر الشائعات».

وتساءل الإدريسي: «ألا يوجد في القانون والأعراف الديمقراطية ما يقتضي وضع حد لهذا التشويش الذي يريد أن يغرق البلد في المجهول من أجل حسابات ضيقة من الواضح أن وراءها خلفية آيديولوجية؟». وزاد قائلا: «ما معنى أن يصبح الملتحون سلفيين والسلفيون إسلاميين ولا ندري ما بعد ذلك؟». واعتبر الأمر بمثابة «تحريض أسود» من قبل «الإعلام الأصفر».

ودعا الإدريسي وزير الإعلام إلى «التعامل بصرامة مع من يسبحون في الماء العكر»، وحذر من أنه في «حال عدم التحرك سيأتي من يصنع الحدث، وليس الخبر فقط ويلصقه بالسلفيين والملتحين»، مشيرا إلى أن «زمن العقاب الجماعي على خلفية آيديولوجية انتهى».

وربط الإدريسي نشر خبر تدمير المنحوتات الصخرية من قبل سلفيين بالتداعيات السياسية والاستحقاقات الانتخابية الأخيرة التي عرفها المغرب، ودخول جهات خارجية على الخط تسعى لتشويه صورة المغرب الذي أبان في الربيع العربي عن الاستثناء في التفاعل مع الأحداث.

من جهته دعا الخلفي الحكومة والبرلمان والمجتمع المدني ووسائل الإعلام إلى التحلي باليقظة من أجل التصدي للأخبار التي تؤثر على صورة المغرب. وأوضح الخلفي، ردا على سؤال طرحه فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس النواب حول «حماية صورة المغرب من الادعاءات الإعلامية»، أن الحدث الذي وقع الأسبوع الماضي أثبت أهمية توفر المغرب على «يقظة فعالة إزاء ما يمكن أن يؤثر على صورته ومصداقيته»، مشيرا إلى أن المغرب ليس كباقي البلدان التي تعرف استهدافا لتراثها وتعدديتها وتاريخها. وأضاف الخلفي أنه كان هناك تجند حكومي واسع حيث لم يتم الاكتفاء بمجرد نشر بيان حول الموضوع، بل نظمت زيارة ميدانية.