الإبراهيمي يقدم إفادة لمجلس الأمن اليوم حول هدنة وقف إطلاق النار في سوريا

إيفاد قوة لحفظ السلام إلى سوريا يتصدر لقاء العربي والإبراهيمي مع لجنة حكماء العالم اليوم

أطفال أتراك ينظرون عبر زجاج نافذة حطمها القصف السوري بهاتاي أمس (رويترز)
TT

قال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المبعوث الأممي لسوريا الأخضر الإبراهيمي سيقدم إفادة أمام مجلس الأمن اليوم الأربعاء حول مفاوضاته مع الرئيس السوري بشار الأسد ومحادثاته مع قوى المعارضة السورية حول هدنة وقف إطلاق النار خلال فترة عيد الأضحى.

وقال نيسيركي خلال المؤتمر الصحافي اليومي بالأمم المتحدة إن الأخضر الإبراهيمي يدفع جاهدا لتحقيق هذه الهدنة لتحقيق الهدف النهائي للصورة الأكبر وهو تحقيق وقف كامل لإطلاق النار في سوريا. وأشار المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن الإبراهيمي أشار إلى أنه تلقى رد فعل إيجابي من الحكومة السورية ووجد آذانا صاغية من المعارضة للإعلان عن وقف إطلاق النار خلال عطلة عيد الأضحى.

وقال بيان لمجلس الأمن الثلاثاء «إن أعضاء مجلس الأمن يرحبون بمبادرة الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي لوقف إطلاق النار ووقف العنف بجميع أشكاله خلال فترة عيد الأضحى المبارك والذي يعد صدى لنداء مشترك من الأمين العام للأمم المتحدة، والأمين العام للجامعة العربية لجميع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لتقديم الدعم لها. ويدعو أعضاء مجلس الأمن جميع الأطراف، لا سميا حكومة سوريا باعتبارها الطرف الأقوى، إلى الاستجابة لمبادرة الإبراهيمي. ويكرر أعضاء مجلس الأمن دعوتهم للسلطات السورية للسماح على الفور بوصول موظفي الإغاثة الإنسانية إلى جميع السكان الذين بحاجة إلى مساعدة وتدعو جميع الأطراف، لا سيما السلطات السورية، إلى التعاون الكامل مع منظمات الإغاثة الإنسانية.

كانت فرنسا قد اقترحت خلال الاجتماع المغلق لمجلس الأمن صباح الثلاثاء إجراء بعض التعديلات على نص البيان الصحافي بشأن سوريا حول هدنة وقف إطلاق النار بحيث يحمل النظام السوري المسؤولية عن العنف الذي أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 30 ألف سوري وطالبت فرنسا بوضع عبارة «يجب على المجلس التأكيد بأن المسؤولية تقع أولا على السلطات السورية لوقف أعمال العنف» وقالت فرنسا في مذكرة إلى بقية أعضاء مجلس الأمن «هذا المبدأ ثابت في مجلس الأمن منذ بداية الأزمة لذا نحن نصر على صياغة عبارة لا سما حكومة سوريا باعتبارها الطرف الأقوى».

من جانب آخر، أعلن أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا الأخضر الإبراهيمي توقفه عن العمل في منصبه أمس، وأشار مارتن نيسيركي خلال المؤتمر الصحافي أنه لم يتم حتى الآن تحديد من سيحل محل فوزي كمتحدث باسم الإبراهيمي، مشيرا إلى أن إدارة الشؤون السياسية ستتولى مهمة الحديث باسم الإبراهيمي حتى تعيين متحدث رسمي.

وأشار مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن مجلس الأمن بحث الثلاثاء مقترحين لمسودة بيانين تقدمت بهما روسيا الأول للترحيب بمبادرة الأخضر الإبراهيمي لهدنة وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى. ووصفت مسودة البيان الروسي مبادرة الإبراهيمي «بالمهمة والتي تأتي في توقيت هام وتسعى لوقف كافة أشكال العنف». وتطالب مسودة البيان كافة الأطراف بالاستجابة بإيجابية لمبادرة الإبراهيمي كخطوة أولى نحو وقف كامل لكافة الأعمال العدائية وبدء عملية سياسية تقود إلى تغيير ديمقراطي في سوريا.

أما مسودة البيان الثانية فتتعلق بالتنديد بأشد العبارات ضد الهجوم الإرهابي في دمشق الأحد الماضي الذي أسفر عن إصابة ومصرع الكثير من المدنيين. وترغب روسيا في التأكيد على التنديد بإدانة الإرهاب بكل أشكاله بغض النظر عن الدافع أو من يقوم به، لكن أعضاء مجلس الأمن فضلوا الانتظار لسماع إفادة المبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمي صباح الأربعاء عبر دائرة تلفزيونية ثم إصدار البيانات حيث لم يكن هناك أي اعتراض على البيان الأول لكن يوجد بعض التردد حول مسودة البيان الآخر حيث تعتقد بعض الدول الأعضاء بمجلس الأمن أن الحكومة السورية هي التي تقوم بأعمال إرهابية.

ومع النشاطات المكثفة التي تجريها الجامعة العربية حول ضرورة إحراز تقدم في الأزمة السورية؛ يلتقي اليوم (الأربعاء) الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي مع الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي الأممي المشترك إلى سوريا، لإطلاعه على نتائج مباحثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد، وجولته في الأردن ولبنان، والتي تخللها طرحه دعوة لوقف إطلاق النار في سوريا خلال عيد الأضحى المبارك، وهو الطرح الذي طالب الجيش السوري الحر بسحبه لعدم وجود ضمانات تؤكد التزام النظام السوري به.

يعقب اللقاء عقد اجتماع موسع مع مجموعة حكماء العالم التي تقوم بزيارة مصر حاليا في إطار جولة في المنطقة، وهو اللقاء الذي يشارك فيه العربي والإبراهيمي والرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، وهي اللجنة التي تعقد اجتماعاتها بشكل دوري للبحث في تقديم الحلول للقضايا التي تهدد السلم والأمن الدوليين، حيث ستكون الأزمة السورية وتداعياتها في مقدمة جدول الأعمال والمخاطر التي تهدد دول الجوار، كما يبحث الاجتماع بعض الأفكار الحديثة التي تتحدث عن وقف دائم لإطلاق النار وإيفاد قوة مراقبة من الأمم المتحدة لحفظ السلام.

على صعيد متصل، أفادت مصادر بالجامعة لـ«الشرق الأوسط» أن الأمم المتحدة أبدت الاستعداد لإرسال قوات حفظ سلام في حالة الموافقة على وقف دائم وكامل لإطلاق النار، لكن الرئيس الأسد يصر على قضية وقف تسليح المعارضة السورية، فيما تتهم المعارضة كلا من إيران وموسكو بتسليح النظام ودعمه، وترى أن هدنة العيد بعيدة المنال بسبب رفض النظام لكل الحلول السلمية وإصراره على الحل الأمني. كما أضافت المصادر أن الأخضر الإبراهيمي سوف يزور موسكو أواخر الشهر الجاري للحصول على دعم مهمته في سوريا.

كان الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي قد التقى وفدا من المعارضة السورية ضم كلا من وليد البني وهيثم المالح رئيس مجلس أمناء الثورة، والذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه سوف يلتقي العربي مرة أخرى اليوم، بعد لقائه الإبراهيمي لمعرفة ما لديه من تطورات.

واستبعد المالح موافقة الأسد على وقف إطلاق النار، قائلا: «سنطرح على الجامعة العربية الاعتراف بحكومة سورية لمرحلة انتقالية تأخذ مقعدها الدولي والعربي كبديل لنظام الأسد، وأن يتم تسليح الجيش الحر وكتائب المقاومة»، مشيرا إلى أن الإرادة الدولية للحل يجب أن تتوافر وتساعد الشعب السوري في الوصول إلى هذا الطرح الذي يعد شوطا كبيرا باتجاه الحل.

وحول اختيار رياض حجاب رئيسا للحكومة، قال المالح: «عندما تلتقي المعارضة في إسطنبول نهاية الشهر الجاري سوف تقرر هذا الأمر، ففي النهاية الشعب السوري هو الذي سيختار رئيس الحكومة».

وتعقيبا على ما أعلنه نائب وزير الخارجية فيصل المقداد عن تقدم في الموقف ووصف زيارة الإبراهيمي بالناجحة، قال: «أي حديث عن إصلاح سياسي كلام فارغ، وسبق لي أن التقيت الإبراهيمي منذ شهر وقلت له أتمنى أن يكون النجاح حليفك ولكنك سوف تفشل في المهمة لأن من تتحدث معهم عصابة وليس نظاما، لأنه أصبح سلطة خارجة على القانون والشرعية، ولا يوجد مجال للإصلاح بعد تهجير مليوني سوري واستشهاد 140 ألف واعتقال أكثر من ربع مليون والارتفاع الجنوني في أعداد الجرحى وفقدانهم أعضاء حيوية من أجسادهم ليصبح وفاتهم أفضل من حياتهم المشلولة بالكامل».