أليغري يفكر في الدفع بالبرازيلي باتو أساسيا اليوم أمام ملقا

مونتوليفو قد يقوم بنفس دوره في الآزوري باللعب في نصف ملعب الخصم

TT

قد تكون مجرد صدفة، ولكن تشابه التواريخ والأماكن قد يمثل فألا حسنا. فقد سجل المهاجم البرازيلي ألكسندر باتو في دوري الأبطال منذ ثلاثة أعوام؛ في 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2009، ثنائية في ملعب بيرنابيو. ولا تزال هذه المباراة حاضرة في أعين جماهير الميلان، مثلما هو الحال مع هدف باتو الرائع العام الماضي في مرمى إسباني آخر. ذلك الخاص بالفريق الكتالوني. ولم يسجل باتو كثيرا من الأهداف في البطولة الأوروبية، حيث هز شباك الخصم بـ4 أهداف في 19 مباراة خاضها.

ولكن سجل دائما في المباريات الخارجية و3 مرات من أصل 4 مباريات هز شباكا إسبانية. وربما تجلب هذه الأرض الحظ للمهاجم البرازيلي الذي حطم الرقم القياسي لبيليه بتسجيله هدف في مونديال الأندية عندما كان يبلغ 17 عاما و102 يوم (ليصبح أصغر هدّاف في تاريخ بطولة فيفا) ونجح في الاحتفال بمهاراته.

طوق النجاة: وكان يوم 21 أكتوبر (تشرين الأول) منذ 3 أعوام مضت أحد أهم الأيام في مسيرة ألكسندر الكروية، ويمثل طقس الانطلاق في البطولة المهمة. ولقد أظهر باتو في ذلك اليوم تمتعه بقدر عالٍ من الكفاءة، نظرا لأن الفارق بين اللاعب العادي، والبطل يكمن في معرفة حسم المباريات المهمة.

ولقد أكد باتو على كونه بطلا في التصرف الأول بملعب كامب نو عندما نجح في معاملة دفاع برشلونة كما لو كان تماثيل جميلة، وهز الاستاد بهدف لا يُصدق. وسجل باتو أيضا في براغا أمام فريق فيكتوريا بلزن التشيكي. ومضى 10 أشهر منذ ذلك الحين، وبالنسبة لمهاجم مثله لا يفكر إلا في تسجيل الأهداف يعد هذا صياما لا يُطاق. ولا يمتلك استاد ملقا نفس جاذبية استاد برشلونة وريال مدريد ولا خصم الغد على قدر النبل ذاته للخصمين اللذين أصاب باتو شباكهما من قبل، ولكن المباراة مهمة للغاية. وقد يسمح الفوز للميلان بالخروج من الأزمة السوداء ويمثل باتو طوق النجاة الذي يأمل أليغري التشبث به.

أساسيا أم لا؟: لقد لعب المهاجم البرازيلي في مباراة روما الماضية شوطا تقريبا، وتحرك بشكل جيد في الملعب. ولم يلعب بعد مباراة كاملة، ولكنه بحالة ذهنية جيدة ويلعب من دون خوف. ويفكر المدرب أليغري جديا في الدفع به أساسيا، ذلك الاختيار الذي ستستحسنه الإدارة بشكل خاص. ويعد اللاعب مستعدا، كما كان منذ 3 أعوام مضت. وفي ظل رحيل المدافع تياغو سيلفا وغياب روبينهو للإصابة، سيتعين على البرازيلي الآخر غابرييل اكتساب الثقة عشية المباراة.

ولقد أفصح باتو إلى زملائه قبل تسجيل الثنائية في مرمى ريال مدريد، قائلا: «إنه يومي، وفي ملعب بيرنابيو لا يمكنني الخطأ». ومن يعلم إذا ما كان يراوده نفس الخاطر في هذه المرة أيضا.

طريقة اللعب: وأمام ملقا اليوم الأربعاء قد يغير الميلان طريقة لعبه وبعض اللاعبين أيضا، من أجل محاولة إعطاء تلك الهزة التي قد تغير مستقبل أليغري القريب ووجه الموسم الذي بدأ بشكل غير سار. ولا يزال أمام المدرب بعض الوقت لتحديد المعالم النهائية للتشكيلة الأساسية في المران الأخير للفريق قبل الرحيل إلى إسبانيا، بعد أن حدد بعض النقاط الأساسية بالفعل في مقر تدريب الميلان.

مونتوليفو: ولنبدأ بالأنباء السارة؛ نذكر أولا عودة أمبروزيني إلى الملعب بعد تغيبه عن مباراة لاتسيو الماضية للإيقاف، ولم يلعب حتى الآن أبدا في دوري الأبطال. وتعتبر عودة اللاعب أحد أسباب تغيير طريقة اللعب، فبعد استخدام طريقة لعب 4 - 3 - 1 - 2 أمام لاتسيو، تبدو نية أليغري في العودة إلى نظام اللعب بلاعبي وسط أمام الدفاع، وهي الطريقة التي استخدمها بالفعل مع زينيت سان بطرسبورغ الروسي وفي مباراة الديربي الماضية أمام الإنتر. وما أقنعه باستخدام تلك الطريقة ظهور صعوبة في الدفاع أمام لاتسيو علاوة على تشتت بعض اللاعبين، وبلاعبي وسط يعد الفريق محميا أكثر.

وعلاوة على ما سبق يضمن أمبروزيني تغطية أكبر مقارنة بمونتوليفو. ومن المفترض أن نرى اليوم لأول مرة منذ بداية المباراة لاعبي الوسط الأكثر «حدة»، وبشأن مونتوليفو تظهر فكرة تقدمه في الملعب في مركز شبيه لما يقوم به في المنتخب الإيطالي. وسيكون ريكاردو في خطط أليغري بديلا لبواتينغ الذي خذله في كثير من المباريات في هذا الموسم. وإن لم تحدث أي مفاجآت سيجلس بواتينغ مع نوتشيرينو على مقعد البدلاء، وسيلعب مونتوليفو في نصف ملعب الخصم.

الدفاع والهجوم: وسيغيب حارس المرمى أبياتي عن المباراة بشكل عملي، نظرا لعدم تعافيه التام من عدوى الجهاز التنفسي. ولقد تدرب يوم أول من أمس بمفرده. وفي مباراة ملقا سيقوم أميليا بحراسة مرمى الميلان من جديد. وفي قلب الدفاع يتنافس ميكسيس وزاباتا ويبيس على مكان إلى جانب بونيرا، وعلى الأجناب سيعود دي شيليو، وسيلعب أباتي على الجانب الآخر (اتصل المهاجم بصديقه إبراهيموفيتش ليعلم إذا ما كان اهتمام باريس سان جيرمان بالاستفادة من خدماته لا يزال قائما) وأنطونيني. وفي الهجوم، يعد الشعراوي لا مساس به، ولقد جرب المدرب أليغري المهاجم باتزيني، ولكن احتمال الدفع بباتو قويا جدا. جدير بالذكر أيضا إتاحة بويان الذي ادخر المدرب طاقاته في مباراة لاتسيو الماضية، ويتمتع المهاجم الشاب بالخبرة الدولية ويعلم كرة القدم الإسبانية جيدا.

حماية: كان نائب رئيس النادي أدريانو غالياني بنفسه هو من رحّب بالفريق في المعسكر، فقد وصل بعد الغداء، ثم تحدث إلى الفريق والطاقم الفني. النبرات؟ طبيعية تماما. وأكد نائب رئيس النادي «نريد المضي قدما مع هذا المدرب، فقد حققنا معه 162 نقطة ونحن أمام الجميع تماما. خلال مواجهات بارما، إنتر ولاتسيو كنا نستحق الحصول على أكثر من نقطة واحدة».

زيارة خاطفة أخرى: من قابل غالياني في ميلانيللو وصفه بأنه في تركيز شديد لكن هادئ، وعلى قناعة من أن الفريق سيمتلك القوة والقدرة على التعافي. الجميع ينتظر ذلك، بدءا من الجماهير، الذين بدأوا يفقدون صبرهم. كذلك الألتراس، الذين، حتى مباراة لاتسيو، دائما ما ساندوا الفريق دون شرط. وهكذا عبَر ما يقرب من 20 ممثلا لرابطة المشجعين بوابة ميلانيللو، واستقبلهم المدرب أليغري والفريق بأكمله. إنها الزيارة الخاطفة التي حدثت منذ شهر مضى، في 20 سبتمبر (أيلول)، وإنما بصيغة مختلفة، فمقارنة بالزيارة الماضية، جاءت النبرات أكثر قسوة كثيرا، فيما يشبه الإنذار الأخير.