الحاجة فاطمة تزاحم لتختار الأضحية وتذكيها.. تكبر فيصدح الجزارون «الله أكبر»

المسلخ الجديد يسهل الذبح ويتيح «الكوبونات» الإلكترونية

الحاجة فاطمة اختارت أضحيتها بنفسها وساعدها مشرف المسلخ في تذكية الأضحية يوم أمس في المجزرة الجديدة في المعيصم بوادي منى (تصوير: أحمد حشاد)
TT

تحدق الحاجة فاطمة عبد العليم التي تركت وراءها 9 أبناء في تركيا، في عنق أضحيتها التي ساعدت في تذكيتها للتو، محدقة في الدماء، لتطلق تكبيرة أثارت مشاعر الجزارين حولها، ليكبروا جميعا معها بصوت واحد «الله أكبر». وأصرت الحاجة التي تبلغ من العمر 65 عاما على اختيار أضحيتها بنفسها، حيث ولجت إلى ساحة مليئة بالأغنام، وأخذت تتفحص وتدقق، متحملة الازدحام الواسع الذي شهدته المجازر الجديدة التي وفرتها الحكومة السعودية حديثا هذا العام.

وتابعت السيدة المراحل الأخرى من سلخ وتقطيع لاستلام الأضحية، تعلوها ابتسامة بريئة، وتشير بعلامة النصر، ولا تتحدث العربية ولا الإنجليزية، بيد أن التواصل معها يقتصر على الإشارة، مصحوبة بالدعاء «إن شاء الله، الله أكبر، لا إله إلا الله». وفي غضون ساعة ونصف خرجت الحاجة فاطمة تحمل أضحيتها في «كيس» بلاستيكي، واستقلت أقرب دراجة نارية لتستقلها، وتوجهت إلى مخيمها منى.

«لا بد من الازدحام في كل الأحوال»، هكذا يقول علي الأستاذ وهو أحد المشرفين بحملة حجاج أردنية ويضيف «رغم ما نلحظه في كل سنة من تقدم في الخدمات وتوسع في المشاريع التي تشهدها مكة المكرمة والمشاعر المقدسة». ويبين الشاب الذي يرافق الحملة الأردنية للمرة السادسة على التوالي بقوله «أتاحت لنا المساحات الشاسعة هذا العام تحكما أكثر في تفويج أفراد حملتنا، على الأقل بتنا نعرف بالتحديد متى تحين الأدوار لكل حاج نظير استخدام الطريقة الإلكترونية».

وتوافد الحجاج الذين رموا جمرة العقبة يوم أمس، صوب المجازر الجديدة بمنطقة المعيصم الوقعة في وادي منى، واصطفوا مترقبين أدوارهم للحصول على كوبونات الشراء، التي تتيح للحاج الدخول واختيار أضحيته بنفسه وذبحها أو الإشراف على ذبحها من جهة، أو الاقتصار على الشراء فيما يوزع البنك الإسلامي للتنمية الأضاحي بحسب خطة مسبقة على المحتاجين من جهة أخرى. وحدد البنك الإسلامي سعر السند الواحد للأغنام لموسم حج هذا العام بـ120 دولارا (450 ريالا).

ومن داخل المجازر، يشير محمد العوذلي نائب مشرف مجزرة دار الحديثة، إلى توفير كل الاستعدادات اللازمة لإكمال الحجيج فريضتهم بكل سهولة، ويقول «جهزنا عددا واسعا من الجزارين والمشرفين والعمالة اللازمة للتنظيف والنقل الآلي». ويضيف «لقد تم تنظيم الترقيم الإلكترونية حرصا على الأدوار والتنظيم، ونستهدف الوصول إلى ما يربو على عدد الأضاحي التي سجلناها العام المنصرم، والبالغ 1.4 مليون أضحية». لافتا إلى انخفاض الازدحام تدريجيا بعد يوم العيد وحتى آخر أيام التشريق.

وشرعت المجازر التابعة لمشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي التي يشرف عليها البنك الإسلامي للتنمية منذ صباح أمس، في استقبال الحجاج الذي أكملوا مناسكهم بذبح الأضاحي والهدي، واستقبل المشروع الذي انطلق في حج عام 1403هـ حتى حج العام الماضي أكثر من 16 مليون «أضحية» بإشراف مباشر من البنك الإسلامي للتنمية الذي أوكلت له مهمة الإشراف على المشروع.

يشار إلى أن البنك الإسلامي للتنمية وزع العام الماضي 1.4 مليون أضحية، عبر 330 جمعية خيرية داخل المملكة، كما وزعت اللحوم على المحتاجين في 27 دولة في مختلف أنحاء العالم.