رموز سلفية وإخوانية تتراجع عن معادة التراث الفرعوني

التيار الإسلامي بمصر ينخرط في أنشطة ترفيهية لتغيير صورته «المتزمتة»

الرئيس المصري محمد مرسي أثناء حضوره صلاة العيد في حضور عدد من الوزراء والشخصيات والمسؤولين المصريين في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

ينخرط التيار الإسلامي بمصر يوما بعد آخر في أنشطة ترفيهية من أجل تغيير صورته «المتزمتة»؛ حيث بدأت رموز سلفية وإخوانية في الدخول بقوة في مهرجانات فنية وغنائية مع تراجع ملحوظ عن معادة التراث الفرعوني الذي تعتمد عليه السياحة.

وتسعى عدة تيارات إسلامية لتحسين الصورة النمطية التي كونها قطاع من الرأي العام عنها بعد صعود نجم كثير من هذه التيارات عقب سقوط نظام حكم الرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي، خاصة في ما يتعلق بالسياحة الأجنبية الوافدة إلى البلاد، والعديد من الأنشطة الأخرى مثل زيارة المعابد والحفلات الغنائية.

واستحوذت الأحزاب الإسلامية، بعد مبارك، على الأغلبية في البرلمان لأول مرة في تاريخ البلاد. ويقول المراقبون إن كثيرا من هذه الأحزاب تخشى من تراجع وجودها في الشارع بسبب الرسائل غير المطمئنة التي بعثت بها للرأي العام في ما يتعلق بالنشاط السياحي والفني والتضييق على الحريات.

وبعد أشهر من خطاب لقادة سلفيين ومتشددين ضد التراث والتماثيل التي تعود للعهد الفرعوني بوصفها أوثانا، فاجأ قطاع في التيار السلفي الرأي العام المصري بإحياء احتفالية تعامد الشمس على وجه الملك الفرعوني رمسيس الثاني في معبده بمدينة أبو سمبل (جنوب أسوان). وتولى هذه المهمة حزب النور (أكبر الأحزاب السلفية)، في رسالة بدت نفيا لما سبق أن رددته قيادات سلفية عن ضرورة غلق المعابد وتغطية التماثيل ومنع السائحين من ممارسة حرياتهم.

وفي احتفالية تعامد الشمس تم توزيع بعض البرديات والكتيبات على الأجانب التي تشرح مبادئ حزب النور باللغتين العربية والإنجليزية. وقال إبراهيم الشهير، أمين حزب النور في أسوان لـ«الشرق الأوسط»: «حزبنا الوحيد الذي عقد مؤتمرا لتوضيح دوره في تنشيط السياحة وإزالة أي شبهات أو صورة ذهنية خاطئة رسمت من قبل عن التيار السلفي»، لكنه أضاف قائلا: «لدينا ضوابط محددة لتنشيط السياحة بما يتوافق مع قيم المجتمع».

من جانبه، شارك حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، في عدة احتفالات غنائية تضمنت فقرات فنية للغناء في عدة مواقع مثل الصالة المغطاة باستاد القاهرة. وقرر حزب «الإخوان» تنظيم حفلة للفرق الفنية الشعبية في أحد فنادق الـ5 نجوم السياحية الكبرى في محافظة أسوان ضمن خطة المحافظة لتنشيط السياحة. وسبق لقيادات من «الإخوان» التحدث عن مراجعة حدود ارتداء «المايوه (لباس البحر)» وغيرها مما يراه بعض العاملين في السياحة خطرا على المهنة.

ويقول المراقبون إن شعبية الرئيس الإسلامي محمد مرسي، تتراجع، في وقت ترفض فيه القوى المدنية مسودة الدستور الجديد الأولى التي هيمن الإسلاميون أيضا على صياغتها. وقال قيادي في حزب «الإخوان» بأسوان فضل عدم ذكر اسمه، إن «الاحتفالية ستتضمن فقرات غنائية وراقصة من أجل تغيير صورة (الإخوان) في الشارع، وتنشيط السياحة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، أن «دعوات الحفل متاحة للجميع خاصة الأجانب، في مقر الحزب وفي الفنادق الشهيرة»، وأضاف أن «الاحتفالية ستكون من دون أي خمور، وسوف ندعو الأجانب للبس الزى الفرعوني لرسم صورة متميزة عن الحفل».