عباس: مصير غزة قد يكون الانفصال التام.. والزيارة وراءنا

هنية: نحن جزء من الوطن الكبير.. والقطاع لا يحتاج لختم إسرائيلي

أطفال فلسطينيون يحتفلون بالعيد في ساحة الحرم القدسي الشريف أمس (رويترز)
TT

عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أمس، عن الخوف من أن مصير قطاع غزة قد يكون الانفصال التام عن الضفة الغربية، بسبب تصرفات وتوجهات حركة حماس. وقال أبو مازن وهو يضع إكليلا من الزهور على قبر الرئيس الراحل ياسر عرفات: «زيارة أمير قطر إلى غزة أصبحت وراءنا، وكان هدفها إنسانيا، وهذا شيء محترم، لكن هناك سوء فهم من قبل حماس لهذه الزيارة، وأنا أخشى من أن الأمور أصبحت تسير نحو الفصل الكامل لقطاع غزة عن الضفة الغربية نتيجة لسوء الفهم هذا».

لكن إسماعيل هنية، رئيس الوزراء المقال، رد على أبو مازن ضمنا، وقال في خطبة صلاة العيد في غزة أمس إن حكومته لا تسعى ولن تسمح بفصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية.

وتطرق أبو مازن في حديثه إلى زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وما تحمله من معان، في محاولة لتلطيف الأجواء مع قطر كما يبدو، بعد أسبوع متوتر، هاجمت فيه القيادة الفلسطينية الزيارة بعنف متهمة إياه بتشجيع الانقسام، وذلك بعد اتصال تلقاه أبو مازن من الشيخ حمد نفسه، مساء أول من أمس، أكد فيه أن زيارته لم تكن سياسية. وهذا ثاني اتصال من الشيخ حمد في غضون أيام، إذ اتصل بأبو مازن قبل الزيارة، وكانت مكالمة جافة إلى حد كبير، ثم اتصل ثانية.

وفي غزة، دافع هنية عن الزيارة، وقال إن «الخطوة التي قام بها أمير قطر والدور المصري في دعم قطاع غزة، خطوات جريئة ومتقدمة على طريق خلخلة هذا الحصار الإسرائيلي الظالم، وكسر الحواجز والقواعد والمعادلات»، داعيا الرؤساء العرب والمسلمين إلى أن يحذوا حذوه لزيارة القطاع. وأكد هنية أن حكومته لا تسعى للانفصال، وقال «غزة والضفة والقدس جزء من الوطن الكبير، فلسطين». وأضاف قائلا «لا ندعو لكينونة أو قاعدة منفصلة عن بقية أرضنا وعن أهلنا، نحن في غزة والضفة المحتلة والقدس وأراضي (48) والمنافي والشتات نعيش معاناة واحدة».

وتابع: «كما لا نريد أن نلقي بمسؤولية القطاع في حضن مصر مثلما يدعي البعض، ولكن مصر دولة عربية كبيرة وتقع عليها مسؤولية تاريخية وعقائدية تجاه الشعب الفلسطيني، ونحن عندما نعيش الألم فإننا نلتجئ إلى أبناء هذه الأمة التي تقف مصر في بوابتها».

وقال هنية إن «مصر الثورة ومرسي لم تعد كمصر القديمة، أو مصر مبارك بالنسبة للفلسطينيين»، لكنه اعتبر أن الاهتمام بغزة له أسبابه، إذ قال «حينما تهتم الأمة بغزة فلأنها حرة وبواباتها مفتوحة ولا تحتاج إلى ختم إسرائيلي للوصول إليها ولأنها أقصر الطرق نحو القدس والأقصى».

وأكد هنية أن حكومته تسعى لتحقيق المصالحة الداخلية وإنهاء الانقسام، واصفا إياه بأنه «اضطراري» بسبب «المواقف الظالمة والطاغية» المتعلقة بالانتخابات، مؤكدا إصرار حماس على التخلص منه.

واستنكر هنية ما تتعرض له الضفة من استيطان متواصل، وما تتعرض له القدس من حملات تهويد غيرت معالمها، وقال «لن نسلم ببقاء الاحتلال على شبر واحد من أرض فلسطين، ولن نستسلم لبطشه وجبروته، ولن نرفع الراية البيضاء». وتطرق هنية إلى الوضع في سوريا، وكذلك الغارة الإسرائيلية على السودان.

وطالب هنية برفع ما سماه بـ«الأيادي الآثمة والظالمة» عن الفلسطينيين في سوريا وعن الشعب السوري كذلك. وقال «يجب وقف نزيف حمام الدم المستمر بحق أبناء شعبنا في المخيمات الفلسطينية في سوريا، فليتوقف هذا النزيف عن أبناء شعبنا، ولترفع الأيادي الآثمة عن الشعب السوري الذي يبحث عن كرامته وعزته ودولته».

وفي سياق آخر، أدان هنية القصف الإسرائيلي الذي استهدف مصنعا للذخيرة في العاصمة السودانية الخرطوم، قائلا «نحن نندد بهذه الجريمة ونستنكر هذا الإرهاب الذي يدل على أن إسرائيل دولة خارجة عن القانون وترعى الإرهاب في المنطقة وتغذيه في العالم كله، وسيأتي اليوم الذي تقطع فيه هذه الأيادي».