حكم بسجن برلسكوني لمدة عام بعد إدانته بالتزوير الضريبي

القضاء ألغى 3 سنوات من العقوبة بناء على قانون سُن لتخفيف الاكتظاظ في السجون

رئيس هيئة المحكمة أثناء تلاوته حكم السجن بحق برلسكوني في ميلانو أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلنت محكمة إيطالية في مدينة ميلانو الشمالية أمس، تخفيف عقوبة السجن بحق رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني من أربع سنوات إلى سنة واحدة، وذلك بعد إدانته بتهمة التزوير الضريبي في قضية «ميدياست». وتم تخفيف العقوبة هذه بموجب قانون عفو يعود إلى عام 2006 أصدرته آنذاك حكومة اليسار للتخفيف من الاكتظاظ في السجون.

وكانت المحكمة أعلنت في وقت سابق أنها حكمت على رئيس الوزراء السابق بالسجن أربع سنوات نافذة، ومنعته من تسلم أي منصب في القطاع العام لمدة ثلاث سنوات. وجاء الحكم بعد يومين من إعلان رجل الأعمال والسياسي،(76 عاما) أنه لن يخوض الانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل لشغل منصب رئيس الوزراء.

وفي المحاكمة التي شملت عشرة متهمين آخرين إلى جانب برلسكوني حكم على هؤلاء بتسديد 10 ملايين يورو دفعة مسبقة لدائرة الضرائب الإيطالية. واتهم برلسكوني في قضية «ميدياست» بأنه ضخم عمدا أسعار حقوق بث الأفلام التي كانت تشتريها شركات وهمية يملكها، خلال إعادة بيعها في إمبراطوريته السمعية البصرية «ميدياست».

وينص الاتهام على تشكيل المجموعة صناديق سوداء في الخارج وتقليص أرباحه في إيطاليا لتسديد كمية ضرائب أقل، مما سمح لشركة «ميدياست» بالتهرب من دفع 14 مليار يورو (18 مليار دولار) على مدار سنوات والقيام بعمليات مالية غير مشروعة.

وذهبت المحكمة أبعد من مطالب النيابة العامة التي طلبت السجن 3 سنوات و8 أشهر لبرلسكوني. وقال المدعي العام فابيو دي باسكوالي في عرضه الاتهام في يونيو (حزيران) الماضي أن كلفة شراء الأفلام التي أعلنتها «ميدياست» قد «تضخمت» بقيمة 368 مليون دولار لفترة 1994 - 1998 فيما بلغت 40 مليون يورو بين 2001 و2003. وتمت تبرئة رئيس «ميدياست» والذراع اليمنى لبرلسكوني في أعماله فيديلي كونفالونييري أمس. وكانت هذه المحاكمة التي بدأت قبل ستة أعوام قد تعثرات مرارا.

وبعد صدور الحكم الأولي أمس، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن برلسكوني، المثير للجدل، قد يلجأ إلى الاستئناف، ويتمكن بذلك من تجنب الحكم، مضيفة أن انقضاء قانون التقادم الذي خفضه برلسكوني عندما كان في السلطة، ربما ينهي الإجراءات تماما.

يذكر أن برلسكوني أدين حتى الآن ثلاث مرات في محكمة البداية عامي 1997 و1998 وحكم عليه بالسجن النافذ لمدة إجمالية تبلغ 6 سنوات و5 أشهر بتهم الفساد وتزوير الميزانية والتمويل غير المشروع لحزب سياسي. لكن تمت تبرئته، على أساس مرور الزمن على هذه الجرائم. ولا يزال برلسكوني المثير للجدل قيد المحاكمة في قضية «الحفلات الماجنة»، حيث يتهم بدفع أموال مقابل إقامة علاقة جنسية مع قاصر، كريمة المحروقي التي تعرف أيضا بروبي روباكوري (سارقة القلوب). كما يتهم برلسكوني الذي ينفي كافة الاتهامات، بإساءة استغلال منصبه بالضغط على الشرطة لإطلاق سراح المحروقي، 17 عاما وقتها، بعد ما اعتقلت بناء على اتهامات بالسرقة بالادعاء أنها قريبة الرئيس المصري السابق حسني مبارك. ومن المقرر صدور حكم ابتدائي في القضية في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.