أوباما يخالف أسلافه ويصوت مبكرا.. ورومني يكيف وصف نفسه فائزا لكسب المترددين

المتسابقان يتبادلان الهجمات في أوهايو «الحاسمة».. والمرشح الجمهوري يتقدم بفارق ضئيل

TT

شن الرئيس الأميركي باراك أوباما في ختام جولة انتخابية شملت عددا من الولايات الحاسمة هجوما حادا على منافسه الجمهوري ميت رومني في أوهايو، الولاية التي يمكن أن تقرر نتيجة السباق إلى البيت الأبيض، بينما سخر رومني خلال تجمع في نفس الولاية من «التراجع الكبير» لحملة أوباما واستعار شعار الرئيس خلال حملته في 2008، واعدا بـ«تغيير كبير» إذا فاز في اقتراع السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وجاء هذا بينما أدلى أوباما بصوته مبكرا، أملا في مزيد من التعبئة وسط مؤيديه، وهي خطوة لم يقم بها أي رئيس أميركي من قبل. وفي مشهد لا يخلو من المفارقات عاد أوباما الذي قد يكون أشهر رجل في العالم، إلى الحي الذي كان يقيم فيه في شيكاغو بالموكب الرئاسي وأبرز بطاقة هويته قبل الإدلاء بصوته.

وقال الرئيس بعد أن طلبت منه موظفة بمركز الاقتراع أن يظهر بطاقة هوية تحمل صورته «يسعدني أنني جددت رخصة القيادة». وعندما سلمها قامت الموظفة بفحصها بعناية. وفي وقت لاحق حذر أوباما العاملين في حملته الانتخابية في شيكاغو من أنه «إذا لم يأت ناخبونا للإدلاء بأصواتهم، فيمكن أن نخسر هذه الانتخابات. والخبر السار هو أنه إذا جاء ناخبونا للاقتراع، فسنفوز بهذه الانتخابات بالتأكيد». وقال أيضا: «أقول لكل من لم يدل بصوته مبكرا حتى الآن إنني أريد أن يرى الجميع كيف أن هذه العملية فعالة بشكل رائع».

وأدلى أوباما بصوته بعدما أنهى جولة على ثماني ولايات قطع خلالها أكثر من سبعة آلاف ميل، ثم هاجم بقوة منافسه الجمهوري في أوهايو بسبب معارضته خطة إنقاذ قطاع صناعة السيارات الذي يؤمن وظيفة من ثماني وظائف في هذه الولاية حيث ستكون المعركة الأقوى. وقال أوباما «لقد رفضت التخلي عن هؤلاء العمال ورفضت التخلي عن هذه الوظائف. أنا أراهن على العمال الأميركيين، وسأقوم بذلك ثانية لأن هذا الرهان رابح». ويعطي مساعدو الرئيس في مجالسهم الخاصة إشارات على ثقة متزايدة بأن الرئيس سيفوز مجددا، لكن رومني حاول أيضا إقناع مؤيديه بأنه هو وليس أوباما من يحظى بالزخم في نهاية المعركة.

وبات رومني يكرر عبارات مثل «إذا أصبحت رئيسا»، و«حين أصبح رئيسا»، خلال تجمعاته الانتخابية. ولاحظ محللون أن رومني بات يتبنى استراتيجية مفادها أنه يتعين عليه التصرف كرئيس إذا أراد أن يفوز بالرئاسة.. فقد خاطب أنصاره خلال تجمع في أوهايو أول من أمس قائلا: «أريدكم أن تعرفوا مدى تفاؤلي. الأمر على وشك أن يتحسن بدرجة كبيرة». وامتدح محللون وواضعو استراتيجيات الجمهوريين هذا التكتيك، مشيرين إلى أن عاملا مهما في كسب أصوات الناخبين المتأرجحين هو أن تقنعهم بأنهم في الفريق المنتصر. وقال لاري بيرمان أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورجيا «يريد أن ينظر إليه على أنه الفائز المتوقع ليجعل القلة التي لم تحسم أمرها بعد في الولايات الرئيسية تشعر أن التصويت لرومني هو التصويت لرئيس الولايات المتحدة القادم».

وفي خطاب أمام حشد ضم 12 ألف شخص في ديفاينس بولاية أوهايو قال رومني أيضا: «نريد التغيير، نريد تغييرا كبيرا، ونحن جاهزون لذلك»، متهما الرئيس الديمقراطي بشن حملة سلبية ومتدنية خالية من أي أفكار جديدة. وأضاف رومني: «الآن حان وقت التحديات الكبرى والفرص الكبرى، لدينا خيار كبير أمامنا. وصراحة سننتخب رئيسا يكون راغبا في إحداث تغيير كبير، وأنا سأقوم بذلك».

وجاء خطاب رومني في أوهايو، بينما أظهر استطلاع يومي تجريه مؤسسة «إيبسوس» لحساب وكالة «رويترز» تقدم المرشح الجمهوري بفارق نقطة مئوية واحدة على أوباما. وقالت وكالة «رويترز» إنه في تكرار لنتائج استطلاع الأربعاء تقدم رومني الخميس على أوباما بين ناخبين محتملين بنسبة 47 في المائة مقابل 46 في المائة. كما أظهر استطلاع لشبكة «إي بي سي» وصحيفة «واشنطن بوست» أيضا الخميس أن رومني يتقدم بفارق 3 نقاط. وفي المقابل أبرز استطلاع أجرته شبكة «إن بي سي» وصحيفة «وول ستريت جورنال» أن أوباما يتقدم بفارق 3 نقاط في نيفادا وأن النتيجة متقاربة جدا في كولورادو.

ومع اقتراب الانتخابات، تزداد مشاعر النفور بين رومني وأوباما كما يبدو.. ففي مقابلة مع مجلة «رولينغ ستون» نشرت الخميس قال أوباما إن الأولاد لديهم حدس سياسي ممتاز ويمكنهم رصد «مراوغ». واعتبر هذا التعليق إلى حد كبير ضربة قوية لرومني الذي اتهمه أوباما أيضا بالافتقار للمبادئ وبأنه يغير مواقفه من أجل مكاسب سياسية مما استدعى ردا سريعا من المتحدث باسم المرشح الجمهوري كيفن مادن، حيث قال مادن: «الرئيس أوباما فاقد أعصابه وفي موقف دفاعي. لم يعد لديه شيء سوى الإهانات والهجمات. من المؤسف أنه يختتم آخر أيام الحملة بهذه الطريقة». ويقول فريق أوباما إنه لا يزال لديه عدة طرق لتأمين أصوات كبار الناخبين الـ270 من أجل الوصول إلى البيت الأبيض، وإنه يستخدم لذلك خريطة سياسية واسعة. وخلال يومين جاب أوباما إيوا وكولورادو ونيفادا وفلوريدا وفرجينيا وأوهايو وتوقف لفترة في كاليفورنيا لكي يشارك في برنامج جاي لينو، ثم توجه إلى معقله شيكاغو.