إسرائيل.. وتهديد استقرار السودان

TT

تعقيبا على خبر «السودان يتهم إسرائيل بقصف مصنع أسلحة جنوب الخرطوم.. ويتعهد بالرد»، المنشور بتاريخ 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: من دون أي رتوش للعبارات هذا هو حال السودان الراهن بعد أن غاب عنه حماته وأبطاله الميامين وقواه السياسية والاجتماعية، وبعد انهيار مؤسساته القومية وقلة الحيلة والمهنية والاحترافية وبسبب العزلة وحروب الاستنزاف الخارجية وتدويل لقضايا السودان القديم، الذي لم يكن يمتلك القوة المادية التي تهدد إسرائيل، ولكنه كان وطنا قويا ومهابا ويتمتع باحترام ومكانة دولية وإقليمية، ولم يكن صيدا سهلا أو هينا لينا. وإذا كنا حتى الأمس القريب نخشى على المنطقة والإقليم من الاندفاع والطيش والغلو وتشدد المتشددين من جماعات العنف الدينية، فماذا تركت هذه الدولة المارقة للمتشددين؟ وما الفرق بينهم وبين تصرفات جماعات العنف والإرهاب وكل ما تم ذكره من مبررات لهذا الهجوم الإرهابي والهمجي على السودان وعن علاقة الخرطوم غير المستبعدة مع إيران أو حماس لا يبرر الهجوم الذي يعتبر بمثابة تصعيد خطير لأوضاع منطقة أشبه ببرميل بارود قابل للانفجار، وكان بإمكان إسرائيل أن تجمع ما لديها من أدلة عن وجود مهددات، وأن تقوم بعرضها على مجلس الأمن والعالم كله، ليتخذ ما يراه مناسبا تجاه هذه المهددات، ولكن القرصنة والإرهاب ستفتح أبواب الإرهاب المضاد.

محمد فضل علي - كندا [email protected]