خليط!

عبد الرزاق أبو داود

TT

لا يبدو لبعض القائمين على فرقنا الرياضية أهمية بالإعداد النفسي الرياضي، فالإعداد النفسي أصبح إحدى أهم الطرق الناجعة لتحضير الفرق الرياضية لخوض المنافسات بشكل متفوق. علم النفس الرياضي يتناول طبيعة ووظائف العقل والعلاقة بين الفكر والرياضة، فيساعد في الارتفاع بمستوى الأداء الرياضي. هو وسيلة أكاديمية تطبيقية تساعد على تحقيق أكبر قدر من التوازن الذهني والبدني. استخدامات علم النفس الرياضي لا يمكن الوصول إليها إلا في حالات التطبيق العملي والخبرة، ولذلك فإن محاولات «اللعب» على وتر «المادة» وأنها تشكل وسيلة ضغط ذهني - نفسي لتحسين الأداء الرياضي ربما تذروها الرياح إن لم تستخدم ضمن الأطر النفسية الرياضية العلمية السليمة.

التدريب على أساسيات علم النفس الرياضي واستخداماته أمر في غاية الأهمية، وهو يختلف عن غيره من العلوم التي تحاول استخراج قدرات الرياضيين بأساليب علمية، فاستخدامات هذا السبيل تزايدت الاهتمامات به في الفرق والأندية المتطورة، وهو يقوم ليس على مجرد محاولات للتحكم بذهنيات ونفسيات اللاعبين بأساليب الترغيب أو الترهيب التي تجاوزها العلم التطبيقي، ولكن علم النفس الرياضي خليط من الدراسات الأكاديمية والتطبيقات الميدانية، وبالتالي فإن دراسة علم النفس الرياضي تتطلب ممارسات رياضية عميقة، وتجربة واستزادة مكثفة، ضمن أطر علمية أو دورات أو قراءات خاصة مكثفة وممارسة ميدانية طويلة.

وتبين الدراسات أن الإلمام بعلم النفس الرياضي واستخداماته، يمكن أن يكون أكثر إنتاجية وأفضل استخداما من قبل الرياضيين المتمرسين، وهو ما يمكن أن يسمى باستخدامات النخبة الرياضية، لا تلك التي تحاول «الالتصاق» بالرياضة كيفما اتفق، فكثيرون هم من يتخذون الرياضة سلما للوصول إلى أهداف أخرى، أهمها الشهرة والانتشار وغيره. ولا داعي للخوض في هذا المسار الهزلي - الدراماتيكي هنا على الأقل، فقد أصبحت الأبواب مشرعة لكل طامح أو متسول للشهرة! وربما يكون غريبا أن معظم علماء النفس يهتمون بصورة أو بأخرى بأشكال الرياضة وآلياتها وحركاتها والتدرب عليها، وفي حالات معينة كثيرا ما شكلت معادلة «رياضي + مدرب + عالم نفس»، «معادلة ناجحة»، وقد تختصر هذه المعادلة ضمن محورين يتعانقان في النهاية، وخاصة أنها تشكل دعما تدريبيا نفسيا وبدنيا وتكتيكيا للرياضيين الذين يصلون إلى التفوق وتحقيق الإنجاز.

التقارب بين الرياضة وعلم النفس لم يظهر بشكل واضح حتى وقت قريب عندما عملت مجموعة من ذوي المعرفة النفسية والرياضية على إيجاد طرق جديدة لتطوير أداء الرياضيين، وذلك لدفع الرياضيين للوصول إلى ذروة عطائهم والمحافظة عليه لأطول فترة ممكنة. الرياضة الحديثة أصبحت تستفيد من علم النفس، وخاصة علم النفس الرياضي الذي لا يجد قبولا كبيرا في أنديتنا إلا من اجتهادات لا تمت إليه بصلة! المسألة أشد عمقا من نثر وعود أو «استنهاض همم خاوية»، فهي قائمة على أسس علمية، يتوجب على أنديتنا الإلمام بها عن طريق المتخصصين.