مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية تبدي دعما للحكومة اللبنانية وتثمن دعوة سليمان للحوار

مصادر مواكبة لزيارتها لـ «الشرق الأوسط» : أثنت على سياسة «النأي بالنفس» وحذرت من الفراغ

TT

شددت الولايات المتحدة الأميركية على أهمية «استمرار عمل المؤسسات وتجنب وقوع الساحة اللبنانية في أي فراغ، خصوصا في الظروف الراهنة في المنطقة، منعا لأي انعكاسات سلبية على الداخل اللبناني»، وفق ما أبلغته مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط بالإنابة، إليزابيث جونز، للرئيس اللبناني ميشال سليمان.

ووصلت جونز إلى بيروت أمس، في إطار جولة تجريها في المنطقة، وعقدت سلسلة لقاءات، شملت حتى بعد ظهر أمس كلا من الرئيس سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، من دون أن تدلي بأي موقف أمام وسائل الإعلام.

وأفاد بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية بأن المسؤولة الأميركية نقلت إلى الرئيس سليمان تقدير الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لـ«الجهود التي يبذلها في سبيل الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني، ودعوته إلى الحوار من أجل حل المشكلات والخلافات القائمة بين الفرقاء على الساحة من ضمن احترام الأصول التي تقتضيها ممارسة الديمقراطية».

كذلك أبلغت جونز سليمان «قرار وزارة الدفاع الأميركية استئناف برنامج المساعدات العسكرية للجيش اللبناني بما يمكنه من القيام بدوره في حفظ الأمن والاستقرار والسلم الأهلي»، مشيرة إلى أن «بلادها أعدت برنامج مساعدات للدول التي تؤوي النازحين السوريين، من خلال المفوضية العليا لشؤون اللاجئين».

وفي حين أكد سليمان لجونز أن «الجهود تتركز على الاستقرار الأمني والسياسي وتجنيب لبنان أي تداعيات سلبية على الداخل، من أجل إبقائه ضمن دائرة السلم والأمان»، قالت مصادر لبنانية مواكبة لجولة جونز لـ«الشرق الأوسط» إنها «نقلت دعم بلادها للحكومة وللمؤسسات اللبنانية، محذرة من الانعكاسات التي قد تترتب على دخول لبنان في مرحلة من الفراغ الحكومي في ظل الوضع الإقليمي المتوتر». كما أثنت جونز على «اتباع الدولة اللبنانية لسياسة النأي بالنفس في ما خص الوضع السوري للحد من تداعيات الأزمة السورية على الداخل اللبناني».

وكانت جونز بحثت مع الرئيس بري الأوضاع في لبنان والمنطقة، في حضور السفيرة الأميركية مورا كونيللي ومستشار بري الإعلامي علي حمدان. ولم تدل بعد اللقاء، الذي استمر نحو ساعة، بأي تصريح. كما التقت جونز ظهرا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

ونقلت إذاعة «لبنان الحر»، التابعة لحزب القوات اللبنانية، عن مصادر دبلوماسية قولها إن «زيارة جونز إلى لبنان تتم تحت عنوان جس النبض، واستكشاف مدى احتمال حصول تغيير حكومي وشروطه، باعتبار أن لا مانع من التغيير لدى الأميركيين، بل إنه أمر مقبول ومرغوب بشرط ألا يؤدي إلى الفراغ، وأن يكون البديل جاهزا، سواء على صعيد الاسم أو على صعيد التركيبة الوزارية».

ونقلت الإذاعة عن المصادر عينها أن «واشنطن تفضل وجود رئيس حكومة وحكومة ولو ضعيفين على الفراغ الحكومي، وتعتبر أن الرئيس ميقاتي لا يلقى اعتراضا في الوقت الراهن، ومع ذلك فإن أبرز عناوين زيارة جونز هو استكشاف الأسماء واستعراضها ودعم الحركة التشاورية لرئيس الجمهورية بهدف التوافق على حكومة بديلة محتملة».

وفي حين تمنى الرئيس ميقاتي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «لو كانت المعارضة بناءة والمعركة سياسية»، واصفا إياها بأنها «شخصية بامتياز»، شدد الرئيس بري خلال لقاء الأربعاء النيابي على «ضرورة تفعيل عمل اللجان النيابية واللجان المشتركة وقيامها بمهماتها ومسؤولياتها على غير صعيد». ونقل النواب عنه أنه «يتريث» في دعوة الهيئة العامة لمجلس النواب إلى عقد جلسة تشريعية، وأنه «حريص على مشاركة كل المكونات السياسية في مثل هذه الجلسة». كما أكد «أهمية الحوار وفتح المجال أمام التلاقي والتوافق بين اللبنانيين، لأن السلبية لا توصل إلى أي مكان».