العاصفة تعقد حسابات المرشحين الرئاسيين قبل 5 أيام من الاقتراع

أوباما تفقد المناطق المتضررة «ميدانيا».. ورومني اختار استئناف حملته وجمع المساعدات

أوباما خلال اجتماعه مع مسؤولي إدارات معنية بمساعدة المتضررين من العاصفة، في واشنطن أمس (إ.ب.أ)
TT

بينما لم يتبق سوى خمسة أيام على الانتخابات الرئاسية الأميركية، واصل الرئيس باراك أوباما الاضطلاع بمسؤولياته الرئاسية، مواسيا منكوبي العاصفة «ساندي»، ومتفقدا الخسائر وسط زخم إعلامي وحكومي، بينما استأنف خصمه الجمهوري ميت رومني حملته في فلوريدا الواقعة جنوب شرقي البلاد. فقد زار الرئيس أوباما، أمس، أتلانتيك سيتي بولاية نيوجيرسي، التي تكبدت خسائر كثيرة بسبب العاصفة، وحرص على أن تكون الزيارة رسمية، واستقبله كبار المسؤولين في الولاية، بمن فيهم حاكمها الجمهوري كريس كرستي. وكان الحاكم أشاد، يوم الاثنين، بجهود أوباما، وقال لتلفزيون «سي إن إن»: «تحدثت إلى الرئيس ثلاث مرات يوم أمس. إنه شخص متعاون، ودعمنا كثيرا». وركزت برامج تلفزيونية على هذه التصريحات، معتبرة أنها قد تزيد من أسهم أوباما في الحملة الانتخابية، خاصة أن حاكم نيوجيرسي كان من المرشحين لرئاسة البلاد باسم الحزب الجمهوري، قبل أن يفوز رومني بالترشح.

ولليوم الثالث، استمر البيت الأبيض، أمس، في إصدار البيانات بشكل متواصل، وهي كلها تركز على دور أوباما خلال الأزمة. فقد وزع البيت الأبيض على الصحافيين الذي يغطون تحركات الرئيس، برنامجا مفصلا حول نشاطه ليوم أمس، بداية بتغطية تلفزيونية لمغادرة أوباما البيت الأبيض إلى طائرة الهليكوبتر (وهو يلوح للصحافيين والمودعين)، ثم وصول الطائرة إلى مطار أندروز العسكري بولاية ماريلاند، وأخيرا رحلته إلى أتلانتيك سيتي. ومنذ بداية العاصفة يوم الأحد، أصدر البيت الأبيض نحو ثلاثين بيانا، تتضمن قرارات أصدرها أوباما بشأن إعلان الطوارئ في الولايات المنكوبة، واتصالات أوباما بحكام الولايات ورؤساء المقاطعات وعمد المدن وكبار المسؤولين. واختفت تقريبا بيانات البيت الأبيض عن النشاطات الأخرى للرئيس.

ولأن العاصفة ضربت ولايات نورث كارولينا وفرجينيا ونيوجيرسي ونيويورك أولا، ثم تحرك نحو ولايات أخرى، كانت بيانات البيت الأبيض تنشر اتصالات أوباما مع حاكم كل ولاية مع اقتراب أو وصول العاصفة إلى ولايته. وحتى يوم أمس، عندما وصلت بقايا العاصفة إلى ولايات في أقصى الشمال الشرقي، مثل كونتيكيت، ونيوهامبشير، وماساتشوستس، أصدر البيت الأبيض بيانات عن توقيعات أوباما على إعلانات حالات طوارئ في هذه الولايات، أو في أجزاء منها.

وشملت التغطية الإعلامية زيارة الرئيس أوباما إلى رئاسة جمعية الصليب الأحمر. ورغم أن الرئاسة على مسافة شارع واحد من البيت الأبيض، استقل أوباما سيارة رسمية، وأمامها وخلفها سيارات شرطة وأمن وصحافة. وفي نشرات الأخبار التلفزيونية مساء أول من أمس، ظهرت صور زيارة أوباما «الرسمية» لرئاسة الصليب الأحمر، وبعدها صور المرشح الجمهوري رومني، وزوجته آن في أوهايو وهما يوزعان على المحتاجين إمدادات من الصليب الأحمر. وظهر تناقض آخر بين دور كل من أوباما ورومني في متابعة العاصفة؛ فبينما ركز أوباما على دور وكالة إدارة حالات الطوارئ (فيما) خلال الأزمة، واجتمع مع كبار المسؤولين فيها وظل يتصل بهم من حين لآخر، رفض رومني الإجابة عن أسئلة متكررة من الصحافيين عن رأيه في دور هذه المؤسسة في مواجهة خسائر العاصفة «ساندي»، وسبب ذلك هو أن رومني كان اقترح إلغاء «فيما». واشتكى صحافيون مرافقون لرومني من رفضه الإجابة عن أسئلتهم حول دور إدارة «فيما». وناداه صحافي: «أيها الحاكم، سألناك 14 مرة عن (فيما)، ولم تجب؟» ومرة أخرى، رفض رومني الإجابة. في الجانب الآخر، ركز أوباما على دور الحكومة في مساعدة المواطنين، ورغم أنه لم يشر إلى اسم رومني، كان واضحا أنه يقصد رومني الذي يدعو إلى تقليص دور الحكومة. وقال، يوم الثلاثاء، في رئاسة الصليب الأحمر: «ستبذل الحكومة كل ما في وسعها لمساعدة السلطات المحلية على مواجهة الأضرار» الناجمة عن العاصفة. وقال إن العاصفة «لم تنته بعد»، وما زالت هناك مخاطر. وأضاف: «تستمر تتجه شمالا. يستمر وجود أماكن يمكن أن تتضرر. لهذا، أريد أن أؤكد أنه ما زالت هناك مخاطر فيضانات، ومخاطر انقطاع الكهرباء، ومخاطر رياح عاتية. لهذا، هام جدا للناس أن يستمروا في متابعة الوضع في تجمعاتهم المحلية. وفي الاستماع إلى ما يقوله المسؤولون في الولايات والمناطق المحلية، وفي اتباع التعليمات». وأضاف مخاطبا الذين يعيشون في مناطق العاصفة: «كلما اتبعتم التعليمات، صار سهلا على المسؤولين التأكد من أنهم يتعاملون مع حالة طوارئ حقيقية».

وبالنسبة للمرشح الجمهوري رومني، سافر إلى ولاية أوهايو التي تعتبر ولاية غير مضمونة لأي من المرشحين. وظهر في نشرات الأخبار التلفزيونية مساء الثلاثاء، وهو يقدم رفقة زوجته آن، مساعدات جمعية الصليب الأحمر إلى المتضررين من العاصفة. ورغم أن أوباما لم يشترك في حملات انتخابية، فقد اشتركت زوجته، ميشيل. وكانت تحدثت يوم الاثنين في لقاء جماهيري في سيوسيتي بولاية إيوا. وقالت، مستغلة أيضا دور زوجها في مواجهة العاصفة، ومركزة على دور الحكومة في مساعدة المتضررين: «أكد باراك لكل المسؤولين في الولايات والمقاطعات والمدن أنه سيتجاوز الترتيبات البيروقراطية التي تعرقل جهوده لتقديم أي مساعدات، وتوفير الدعم للذين يحتاجون له. باراك أعلن، منذ أول لحظة، أن همه الأول الآن هو مواجهة العاصفة، حتى في خضم الأيام الأخيرة من هذه الحملة الانتخابية. باراك مستعد للقيام بكل ما يلزم للتأكد من أن الشعب الأميركي آمن».