خسائر إسبانيا تصل إلى صحفها

في خضم الصراع مع الانتقال إلى عصر النسخة الرقمية

TT

تمر صحيفة «إيل بايس» ذات المكانة الكبيرة في مجال الصحافة الإسبانية، بفترة عصيبة، حيث توقف العاملون بها عن العمل لمدة ساعتين يوم الثلاثاء الماضي، في الوقت الذي يحذر فيه قادة العمال من مدّ الإضراب بعد إعلان الإدارة عن خطط لتسريح ثلث العاملين كوسيلة لمواجهة تراجع العائدات.

وقال أحد الصحافيين، الذي رفض ذكر اسمه بسبب تسريح العمال المقبل: «إنك لا تستطيع أن تسرح ثلث العاملين بهذه السهولة. إن هذا يتناقض مع تاريخ المؤسسة، التي كان يُعرف عنها الاهتمام بالعاملين».

وتمكنت الصحيفة حتى العام الحالي من تفادي الخسائر التي عانت منها صناعة الصحافة، في خضم صراعها مع الانتقال إلى عصر النسخة الرقمية. خلال النصف الأول من العام، كان صافي الأرباح 1.8 مليون يورو أو ما يعادل 2.3 مليون دولار.

حقيقة انهيار صحيفة «إيل بايس» تكشف عمق الركود في إسبانيا، حيث صرح البنك المركزي الإسباني يوم الثلاثاء، بأن الاقتصاد انكمش بنسبة 0.4 في المائة خلال الربع الثالث من العام، هذا فضلا عن عوامل أخرى تتعلق بالصحيفة وحدها. وحذرت الإدارة من اتجاه الصحيفة نحو المزيد من الخسائر بحلول العام الحالي ما لم تخفض من إنفاقها بشكل كبير. وإضافة إلى تسريح العمال، ستخفض الصحيفة رواتب باقي العاملين بنسبة 15 في المائة.

وتتوقع «ماغنا غلوبال»، وكالة إعلامية، انخفاض الإنفاق على الإعلانات في البلاد بنسبة 8.4 في المائة خلال العام الحالي، وهو رابع تراجع على مدى 5 سنوات، مما يؤدي إلى تراجع سوق الإعلانات الإسبانية عن مستواها عام 2007 بنسبة 37 في المائة. وصرحت وكالة «زينيث أوبتيميديا» بأن التراجع المتوقع العام الحالي هو 12.2 في المائة مقارنة بـ0.7 في المائة في أوروبا الغربية.

وليست الصحف فقط هي التي تعاني، ففي الوقت الذي لا يعاني فيه مجال الإعلانات التجارية التلفزيونية بوجه عام كثيرا، تعمد شبكة البث العامة الحكومية إلى خفض الإنفاق بمقدار 204 ملايين يورو خلال العام الحالي في إطار ميزانية قدرها 1.2 مليار يورو وتخطط لخفض آخر خلال العام المقبل.