الإبراهيمي يطلب عون الصين وروسيا في انتظار نتائج لقاء القاهرة

غاتيلوف: المبعوث لم يطرح رؤية محددة خلال زيارته موسكو

TT

بينما أعرب الوسيط الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في بكين أمس، لدى لقائه وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي، عن أمله في أن تلعب الصين «دورا نشطا» من أجل المساهمة في وقف العنف في سوريا، أعلنت موسكو الرسمية أن الإبراهيمي لم يطرح رؤية محددة للخروج من الأزمة السورية خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الروسية.. وفيما أكد نبيل العربي الأمين العام لجامعة العربية أن الإبراهيمي سيصل إلى القاهرة اليوم (الخميس) للتشاور حول آخر تطورات الأزمة في سوريا بعد فشل هدنة عيد الأضحى، قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إن القاهرة تدرس عقد مؤتمر قريبا للتنسيق بين أطياف المعارضة السورية. وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس إن الإبراهيمي أجرى العديد من الاتصالات في مختلف العواصم العالمية؛ بما فيها موسكو وبكين، مشيرا إلى أن «الإبراهيمي قد يتوصل إلى أفكار جديدة بعد زيارته بكين»، وأضاف أن موسكو ستربط كل الخطوات المقبلة لتسوية الأزمة السورية بالقرارات التي تضمنها البيان الختامي للقاء جنيف. وأكد غاتيلوف: «نحن نعتقد أن قرارات لقاء جنيف ما زالت حيوية وتشكل قاعدة للتسوية السياسية للأزمة السورية.. لذلك نحن مستعدون - ضمن إطار مجموعة العمل - لأي شكل من أشكال التشاور مع شركائنا - وضمنهم الأميركيون - بمشاركة الإبراهيمي»، وأضاف أن «موقفنا بشأن تسوية الأزمة السورية لم يتغير».

من جانبه، قال الإبراهيمي، في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي، إنه يأمل أن «تتمكن الصين من لعب دور نشط في إيجاد حل للأحداث في سوريا»، من دون إضافة أي تفاصيل أخرى، فيما شكر يانغ الإبراهيمي على العمل الذي يقوم به، مبديا أمله بأن تدفع محادثاتهما وهي الثالثة خلال شهرين في اتجاه «تفاهم متبادل» و«معالجة ملائمة للملف السوري». ولم تكشف الخارجية الصينية مضمون المحادثات، لكنها كررت القول إن بكين ستدفع في اتجاه «حل سياسي في سوريا». وقال المتحدث باسم الخارجية هونغ لي إن «الصين تلعب دورا مهما وإيجابيا في الدفع في اتجاه حل سياسية للقضية السورية وستواصل العمل مع المجموعة الدولية».

في غضون ذلك، أكد الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية، أن الإبراهيمي سيصل إلى القاهرة اليوم (الخميس) للتشاور حول آخر تطورات الأزمة في سوريا. ورفض العربي خلال مؤتمر صحافي عقده عقب مباحثاته مع وزيرة خارجية باكستان، الإفصاح عن تفاصيل نتائج زيارة الإبراهيمي لكل من روسيا والصين.وردا على سؤال حول طلب الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير خارجية قطر عقد اجتماع للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية لمعرفة ماذا بعد فشل الهدنة التي دعا لها الإبراهيمي خلال أيام عيد الأضحى، قال العربي: «ربما هناك اجتماع؛ لكن لم يتحدد بعد موعد له».

لكن مصادر دبلوماسية عربية مسؤولة بالقاهرة توقعت عقد اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على هامش اجتماعات مجلس الجامعة العربية.

وفي سياق ذي صلة، أشار ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية والممثل الخاص للرئيس الروسي في الشرق الأوسط، قبيل سفره مع سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية إلى القاهرة يوم الأحد المقبل 4 نوفمبر الحالي، إلى أن لافروف سوف يلتقي في القاهرة مع الإبراهيمي لاستيضاح الموقف من الأزمة السورية؛ على ضوء زيارة الأخير التي قام بها للصين بعد زيارته لموسكو.

وقال بوغدانوف لـ«الشرق الأوسط» إن الأزمة السورية ستتصدر مباحثات لافروف في القاهرة مع المسؤولين المصريين، ومع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، كاشفا عن أن زيارة لافروف التي كانت مقررة للرياض في أعقاب زيارته للقاهرة تأجلت إلى 14 نوفمبر الحالي بالتنسيق مع الجانب السعودي، وأن الزيارة ستبحث قضايا العلاقات الثنائية إلى جانب القضايا الخاصة بالحوار الاستراتيجي «روسيا - بلدان مجلس التعاون الخليجي».

وكانت الخارجية الروسية كشفت أمس أيضا عن المفاوضات التي تجرى مع تركيا بشأن إعادة حمولة الطائرة السورية التي كانت في طريقها من موسكو إلى دمشق وأرغمتها أنقرة على الهبوط ثم سمحت لها بمواصلة الرحلة بعد مصادرة جزء من الحمولة بحجة أنها «أجهزة ذات طابع عسكري».

ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن غاتيلوف قوله إن «أنقرة لم تبلغ موسكو بعد بموعد تسليم الحمولة إلى الجانب الروسي»، وأضاف: «الاتصالات تستمر. وحسب معرفتي، لم تتخذ حتى الآن آية خطوات عملية». ونقلت الوكالة ما نشرته صحيفة «كوميرسانت» الروسية في وقت سابق حول أنه «من غير المستبعد أن لا تتم إعادة الحمولة إلى روسيا، وذلك لأن الجانب التركي - عند مصادرة الصناديق المشبوهة - لم يعط إيصالا لقائد الطائرة؛ على الرغم من أنه كان يصر على ذلك».

إلى ذلك، قال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو إن القاهرة تدرس عقد مؤتمر للمعارضة السورية يضم كل أطيافها في المستقبل القريب للتوصل لرؤية منسقة وموحدة بالنسبة للوضع في سوريا، وأعرب عمرو عن اعتقاده بأن تنسيق موقف المعارضة السورية من شأنه أن يمنحها «قوة إضافية» في المفاوضات التي تستهدف وقف نزف الدم في البلاد، مشيرا إلى أنه «لم يتم تحديد موعد مؤتمر المعارضة السورية»؛ لكنه استطرد قائلا: «سيتم قريبا، وهناك اتصالات مستمرة مع المعارضة منذ أسابيع، حيث إن هناك لقاءات مصرية مع كل أطياف المعارضة السورية سواء في القاهرة أو من خلال بعثاتنا في الخارج لدى الدول التي توجد بها أطياف المعارضة»، موضحا أن «الاجتماع سيكون مصريا ويمكن التعاون مع الجامعة العربية في هذا الشأن».