عدسات عالمية تعكس رؤيتها للحياة السعودية

خصصت لهم أركان بـ«ملتقى ألوان السعودية» للتصوير الفوتوغرافي

تمثل عين المصور الأجنبي قراءة مغايرة لمشهد الحياة في السعودية لما لمؤثرات الثقافة والبيئة المختلفة من أثر في رصد المشهد فوتوغرافيا («الشرق الأوسط»)
TT

شكلت عدسات المصورين العالميين عنصر جذب لزوار «ملتقى ألوان السعودية» المتخصص بالتصوير الفوتوغرافي، لما مثله الركن المخصص بالمعرض لتلك الانعكاسات البصرية لعدسات أجنبية، تقرأ برؤيتها الخاصة أساليب الحياة المختلفة بمناطق السعودية.

فمن جانبها، عرضت دارة الملك عبد العزيز معرضا فوتوغرافية بعنوان «المملكة العربية السعودية.. صور إيطالية»، وهي مجموعة نادرة من الصور الفوتوغرافية للإيطالي إيلو باتيجيللي تحكي قصصا اجتماعية في الفترة ما بين عامي 1954 و1946. التقطها باتيجيللي إبان عمله مصورا للمشاريع في شركة «أرامكو» بالمنطقة الشرقية بالسعودية. وشملت الصور تغطية لألوان الحياة في السعودية، مبينة البعد الثقافي والجمالي في تلك الحقبة، إضافة للرؤية الخاصة للمصور للحياة الاجتماعية آنذاك.

المصور البريطاني روجر هاريسون، مقيم منذ قرابة 18 عاما بالسعودية التي جعلته يشعر بأنها موطنه الثاني، يقول من خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»: «سافرت خلال فترة إقامتي معظم المناطق والتقطت الكثير من الصور في شمالها كمدينة تبوك، وجنوبها في جازان ونجران، وشرقها في أبقيق والجبيل، وغربها في جدة، بصفتي صحافيا في السابق، والتقطت في رحلاتي ما يقارب 250 ألف صورة بمختلف أنواع التصوير».

صفة الجمال هي ما تجمع تلك الصور، التي اتسمت بالتعبير بصدق عن الشدة، والقسوة حينا، والترف والثراء حينا أخرى، والتي برأيه عندما نقلها للعالم غيرت الصورة الأحادية المأخوذة عالميا عن السعودية، من دون النظر إلى الصورة الملونة عن الثقافة وكامل مظاهر الحياة داخلها.

وقال هاريسون مستطردا: «الأمير سلطان بن سلمان سعى كثيرا لإعادة التراث السعودي، وتدريسه للنشء لمعرفة تاريخهم وتراث أجدادهم وإظهار التغير الهائل في مستوى المعيشة والحياة في السعودية - كما عبر عنه هاريسون – (من خيام الصحراء.. للأبراج الشاهقة) خلال جيل واحد». ومضيفا أنه غير متصور لحجم التغيرات التي ستحصل لاحقا خلال القرن المقبل لكون غالبية المجتمع أخذت منحى التغيير.

وفي المقابل، أبدى روجر هاريسون دهشته من أن معظم السعوديين لا يعرفون الكثير عن مناطق بلادهم، وأحيانا لا يغادرون مدنهم التي يقطنون بها ويتقاعسون عن التعرف على تراث مناطق أخرى. وقال متعجبا: «ربما يعرف السعوديون الكثير عن عاصمة بلادي لندن أكثر مني!». وذكر المصور هاريسون أن هدف هذه المعارض كـ«ملتقى ألوان السعودية»، جعل للتراث قيمة أكبر تمنع من اندثاره، بإبرازه بشكل حيوي للغاية رغم انتشار الوسائل الرقمية الحديثة.

ومن ناحية فنية، عرض روجر صور (بورتريه) مختلفة، إحداها توثيقية لحديث رجل مسن إبان شرحه لتاريخ منطقة الباحة (جنوب السعودية)، وصورة أخرى من تصويره «للحياة في المدن» يظهر فيها برج «المملكة» التجاري في الرياض مختفيا بين السحاب ليوصل رسالة عن التقدم الذي تشهده البلاد، ويرى أن المعرض يحتاج لأن يتطور أكثر في الدورات المقبلة، بعرض صور سعودية تحكي التراث بشكل استثنائي، لا أن تعرضه جامدا وساكنا تجعله في حاجة لشرح، مستشهدا بالمثل القائل: «الصورة تعبر أفضل من ألف كلمة».

المصور السويدي، جوهولم هانز المقيم بالسعودية منذ 30 عاما، ذكر أن ما يأسره هو الذهاب للأماكن التاريخية، التي يجد بها سحرا يجذبه لقضاء وقته متنقلا بينها في أنحاء المملكة، منها حارات منطقة «البلد» بجدة القديمة، ورحلات الصحراء، والجبال في عسير، ليوثق بها صورا قيمة لأسلوب الحياة اليومي للسعوديين يرجع بعضها للثمانينات الميلادية.

المصور هانز، تخصص مؤخرا بالتصوير الفوتوغرافي تحت الماء، ويقضي جل وقته في الغوص في أعماق البحر الأحمر والخليج العربي، يلتقط الصور للأحياء البحرية كالسلاحف والمرجان، وأنواع الأسماك النادرة التي يتمنى أن يقرأ عنها الطلاب في مدارسهم ويتعلموا أكثر عن الطبيعة من حولهم، بدلا من غرقهم في التقنية.