خبير بيئي: 10% من السعوديين معرضون لعقر الكلاب سنويا

سلفات «الإستركنين» وبنادق التخدير والتسميم.. ثلاثي في مجابهتها

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور خالد الشريف، أستاذ الطب البيطري عضو صحة البيئة أن 10% من السعوديين يتعرضون لعقر الكلاب سنويا، واصفا إياها بالحالات الواجبة الإبلاغ الفوري عنها.

وأشار الشريف إلى خطورة الإصابة بحالات عقر الكلاب التي قد تخلف أمراضا بكتيرية واسعة، مفيدا في ذات السياق أن الإصابة بالمرض تعرض المريض للوفاة بنسبة 99%، مما يعني أنه أحد أخطر الأمراض لو تم تجاهل مخاطره على الإنسان أو الحيوان.

وذكر الشريف أن السعودية بحكم امتداد الهيكتارات بها فهي تعتبر في بعض مناطقها بيئات لتكاثر كثير من أنواع الكلاب والتي تعرف بأنها «ضالة»، محذرا من مخاطر تكاثر الكلاب الضالة التي تعد الناقل الأول للمرض إلى غيره من الكلاب التي يمتلكها المزارعون والقرويون مما يؤدي إلى انتشار حالات المرض بين المواطنين في حالة إصابتها بـ«السعار»، مشيرا إلى أن انتشار أكوام القمامة في الكثير من المحافظات تستهوي الكلاب الضالة.

وقال الشريف «لا توجد جهات تتبنى متابعة حالات تلك الكلاب ومدى تأثيرها على الحالة الصحية والمجتمعية لكثير من السعوديين فهي بالمعنى الحقيقي ليست من الحيوانات التي تحت السيطرة بالإضافة إلى أنه لا يوجد لها مالك وتظهر في الليل وتختفي نهارا بينما تعد الكلاب التي توجد بصحبة المزارعين ذات خطورة عالية في حالة تشاجرها مع الكلاب الضالة حيث تنقل الأمراض إلى المنطقة التي تقطن فيها لدى الفلاحين مما يعرض الإنسان أو الحيوان لعدوى الإصابة بالمرض في حالة انتقال المرض إليه من الحيوانات الضالة».

وزاد: «الكلاب 3 أنواع أولها هي الكلاب التي يمتلكها أفراد وتخضع للسيطرة من قبل أصحابها وتخضع للإشراف البيطري والصحي والثانية التي يمتلكها الفلاحون لحماية مواشيهم أما الثالثة فهي الكلاب الضالة»، مشيرا إلى أن النوع الثاني من الكلاب هو الأكثر خطورة على الإنسان في حالة إصابته بالمرض لاختلاطه بالبسطاء من المزارعين.

إلى ذلك هددت الكلاب الضالة في عدة مدن سعودية مجموعة من الأماكن السياحية وأثارت فزعا كبيرا لكثرتها في تلك المناطق خصوصا أثناء الغروب.

وأوضح عدد من السائحين تضجرهم وخوفهم على فلذات أكبادهم خصوصا في المناطق الجبلية التي تجد الكلاب فيها مكانا للتجمع حيث تتكدس أعداد منها في المنطقة الجبلية المجاورة للأماكن السكنية داخل العاصمة المقدسة وخاصة الأحياء التي تشتهر بالاستراحات والتي يقوم أصحابها بتأجيرها في فصل الشتاء للعائلات فقد اشتكى من كثرة أعداد الكلاب الضالة التي تقترب من تلك الأماكن وينتهي بها المطاف إلى المناطق الداخلية حيث لا يأمن الأهالي على أبنائهم فضلا عن الانزعاج والأرق، بسبب نباحها طوال الليل.

وأوضح مصدر لـ«الشرق الأوسط»في وزارة الشؤون البلدية والقروية أن الوزارة أولت اهتماما خاصا بخدمات الصحة العامة ومنها مكافحة الحشرات والقوارض وحماية المواطنين من الكلاب الضالة ذات الصلة المباشرة بصحة المواطن وسلامته، وأصدرت من أجل ذلك عددا من الأنظمة والتعليمات استكمالا لواجباتها تجاه تقديم الخدمات والإرشادات العلمية ليكون مرجعا علميا في متناول المختصين في البلديات في مجال مكافحة الحشرات والقوارض والكلاب الضالة.

وأضاف أن من أبرز العناصر الرئيسية للتعليمات والمهام الأساسية لإدارات وأقسام مكافحة الحشرات والكلاب الضالة خصوصا في الأماكن السياحية في الأمانات والبلديات والمجمعات القروية تطوير العمل في مجال المكافحة للعمل على خفض الأضرار المحتملة لأدنى حد ممكن ووسائل تخزين المبيدات والأجهزة المستخدمة في عمليات المكافحة مع توضيح أسلوب مكافحة أهم الحشرات الطائرة والزاحفة والبراغيث والفئران والحيوانات الضالة (الكلاب).

وقال المصدر إنه تتم المكافحة إما بصورة منتظمة أو على هيئة حملات مكافحة (تحت إشراف المختصين بالبلدية فقط) طبقا لتعدادها وذلك في حدود النطاق العمراني الذي تصله خدمات البلدية وباستخدام الوسائل التالية: باستخدام كبسولات سلفات الإستركنين – في صورة طعم مقبول - على أن يتم جمع المتبقي بعد المكافحة ودفنه في مرمى النفايات في حفر لا يقل عمقها عن نصف متر باستخدام بنادق التخدير والتسميم على أن تتم هذه العملية على خطوتين منفصلتين بحيث يتم تخدير الحيوان أولا باستخدام البنادق أما عملية التسميم فتتم بحقن الحيوان بصورة مباشرة من قبل المختصين فقط.

وذكر مراقبون أن المناطق الجبلية تأتي ضمن المناطق الأكثر خطورة التي يهددها مرض «السعار»، مشيرا إلى أنه من الأمراض التي تشكل تهديدا للأمن الغذائي وتؤثر سلبيا على الاقتصاد الوطني، مطالبا بضرورة التنسيق بين الوزارات المعنية للتوعية بمخاطر المرض.