الاتحاد والأهلي.. مسح الدموع أو زيادة الهموم

يلتقيان اليوم بظروف متشابهة في موقعة تاريخية على ملعب الشرائع بمكة

TT

تتوجه أنظار الجماهير السعودية عند الساعة الـ7:40 من مساء اليوم صوب ملعب مدينة الملك عبد العزيز الرياضية بالشرائع في مكة المكرمة لمتابعة اللقاء المرتقب بين قطبي جدة الاتحاد والأهلي وهو اللقاء المؤجل ضمن الجولة السادسة من دوري زين السعودي للمحترفين.

ويدخل الفريقان المباراة بظروف متشابهة بتراجع المستويات الفنية، إلى جانب مسلسل التفريط بالنقاط وعدم الثبات على النتائج بعد مشاركتهما في البطولة الآسيوية وخروج الاتحاد من نصف النهائي، والأهلي من المباراة النهائية، فالأول يحتل المركز السادس وله (19) نقطة، بالإضافة للقاء مؤجل أمام الهلال، أما الأهلي فيوجد في المركز العاشر برصيد (11) نقطة وتبقى له ثلاث مباريات مؤجلة أمام الرائد والنصر والفتح. وبالنظر لأدائهما، فإن الاتحاد يعاني من مشكلات مالية أثرت سلبا على انتظام اللاعبين، وساهمت بشكل كبير في خفض مستوياتهم الفنية، إلى جانب غياب الروح المعهودة عنهم، فيما الأهلي أصيب بهبوط حاد في الأداء بعد خسارة النهائي الآسيوي أمام أولسان الكوري، وتراجع الحماس لدى لاعبيه، مما ساهم في تلقيه أربع خسائر متتالية في الدوري على يد نجران والتعاون والهلال والاتفاق، وذلك شكل حيرة لدى مشجعي النادي الأخضر، وسيكون لتلك الظروف دور بارز في تسيير مجريات المباراة بين الفريقين.

الخبير الفني السعودي خليل المصري كشف لـ«الشرق الأوسط» عن نقاط القوة والضعف لدى الاتحاد والأهلي، والوسائل التي من المتوقع أن ينتهجها المدربان للظفر بنقاط المباراة الثلاث، والدوافع التي ستساهم في تجاوز الأزمة الفنية الحالية التي يعانيان منها.

وأشار المصري إلى أن المباراة تنافسية من الطراز الأول، ويدخلها الفريقان بظروف متشابهة ويحرصان لحصد نقاطها وتحقيق الانتصار الهام لكلا الطرفين لمصالحة جماهيرهما خصوصا الأهلي الذي تراجع مستواه الفني بشكل مخيف بعد خسائره الأربع المتتالية في الدوري، فيما الاتحاد معنويا أفضل من حيث المستوى والنتائج، فتعادل في مباراة كبيرة مع الشباب خارج ملعبه، وهو ناقص لاعبا، وحقق فوزا مهما على الشعلة، وتظل مشكلة الاتحاد أقل تأثيرا على الفريق من الأهلي فهي مشكلة إدارية تتعلق بالنواحي المادية ومستحقات اللاعبين من رواتب وعقود ومكافآت، ولو نجحت إدارة الاتحاد في تجاوزها فسرعان ما يعود اللاعبون لوضعهم الفني، وسيزيدهم ذلك حماسا، والفريق الاتحادي يلعب بطريقته المعتادة 5-4-1 ولكن يظهر ضعف هذه الطريفة في حال لم يتمكن نايف هزازي من المشاركة، فالفريق لا يمتلك مهاجما صريحا، فمحمد نور يعود للوسط كثيرا وكذلك الحال بالنسبة لفهد المولد الذي فضل الوجود في الأطراف، وتمثل قوة الاتحاد في جاهزية أسامة المولد والكاميروني أمبابي ومحمد أبو سبعان والكرواتي أنس الشربيني وفهد المولد، فالفريق يلعب بدفاع منظم أفضل من السابق وذلك بناء على التكتيك الذي ينتهجه حاليا المدرب الإسباني كانيدا، والمساندة الهجومية يتكفل بها إبراهيم هزازي، إلى جانب التحفظ من الناحية اليسرى مع مساندة المحاور لمنطقة العمق الدفاعي، فلدى الاتحاد الحلول الفنية الجيدة في منتصف الملعب وصناعة اللعب. وتابع المصري: تأرجح مستوى الأهلي يعد طبيعيا من الناحية الفنية، وتمر بها الفرق عادة بعد خسارة البطولات، والدور حاليا مناط بالجهود الإدارية لإعادة التوازن للاعبين وانتشالهم من تراجعهم النفسي والفني وتهيئتهم بشكل جيد، والابتعاد عن القرارات المتسرعة التي ستنعكس سلبا على الفريق، فخطوط الأهلي جيدة ويستطيع العودة الفنية إذا تجاوز اللاعبون منعطف الخسارة الآسيوية، وطريقته في اللعب هي 4-4-2 لتحقيق التوازن بين الشقين الدفاعي والهجومي والتي يميل لها مدرب الأهلي التشيكي غاروليم، وتظل مشكلته في أداء خط الدفاع وبالذات في العمق الدفاعي، وكذلك مساندة كامل المر للهجمات مما يضعف دوره الدفاعي، فيما يظل اندفاع منصور الحربي هو الأقوى عند الأهلي وكذلك بروز مصطفى بصاص وتيسير الجاسم في الوسط، إلا أن تراجع مستوى مهاجمي الفريق أثر كثيرا على الأهلي، وتحديدا المهاجم البرازيلي فيكتور سيموس، فانخفاض أدائه يعود لضعف إعداده قبل الموسم بالشكل المناسب، فتحمل الضغوط الكبيرة للمباريات المتتالية التي عصفت بمستواه، وكذلك الحال بالنسبة لزميله العماني عماد الحوسني الذي افتقد المساندة من فيكتور على الرغم من محاولاته، ولذلك تأثر أداء الأهلي، ففي أربع مباريات لم يسجل مهاجموه سوى هدفين فقط أحدهما من ضربة جزاء، وهي نسبة متدنية لأي فريق.

واختتم المصري حديثه بقوله: من الصعب توقع نتيجة محددة لهذه المواجهة التاريخية والتنافسية بين قطبي جدة، فهي تحمل طابعا خاصا بين الفريقين، والفريق الذي سيكون جاهزا نفسيا ومعنويا هو من سيحصد نقاط اللقاء، ونتطلع إلى أن نرى مباراة تليق بسمعتهما، وتعيد لنا حضورهما الفني والتنافسي الذي يصب في مصلحة الدوري السعودي، ولذلك سيكون الحسم لمن لعب بتركيز وهدوء، ويسعى جاهدا لاستغلال الفرص.