«أرامكو» السعودية تبعث الحياة في الأحساء بمهرجانها الثقافي

النافورة الراقصة تتفاعل مع أنغام «سيلين ديون» والديناصورات تجاور الفن والتشكيل والمسرح والفعاليات العلمية

جانب من فعاليات المهرجان الثقافي لـ«أرامكو» السعودية في الأحساء
TT

أمام آلاف الزوار لمهرجان «أرامكو» الثقافي الذي انطلق نهاية الأسبوع الماضي في الأحساء تراقصت نافورة منتزه الملك عبد الله البيئي والتي دخلت موسوعة «غينيس» مؤخرا كأكبر نافورة تفاعلية بالعالم، على أنغام صوت «سيلين ديون» مما أعطى المهرجان زخما وأعاد الوهج للمنتزه الذي تواصلت شكاوى المواطنين من تعطيله وتأخير تشغيله باستثناء أوقات المهرجانات.

وقد انطلقت فعاليات برنامج «أرامكو» السعودية الثقافي بالأحساء برعاية الأمير بدر بن محمد بن عبد الله بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء وحضور المهندس أمين بن حسن الناصر النائب الأعلى لرئيس «أرامكو» السعودية للاستكشاف والتنقيب وعدد من المسؤولين في المحافظة ورجال الأعمال ونحو خمسة آلاف زائر، وذلك بمنتزه الملك عبد الله البيئي بالأحساء.

وتستمر فعاليات البرنامج على مدى خمسة وعشرين يوما في فترتين الأولى منهما صباحية وهي مخصصة للزيارات الخاصة والمدارس، أما الفترة الثانية فهي مسائية وتبدأ من الساعة الخامسة عصرا وحتى العاشرة مساء.

بينما أكد المهندس أمين الناصر أن تنظيم برنامج «أرامكو» السعودية الثقافي في الأحساء «يأتي انطلاقا من إيماننا العميق بأهمية تواصلنا مع المجتمع، وترجمة عملية لقيمة المواطنة من خلال المبادرات والفعاليات المجتمعية الهادفة المتنوعة والمستمرة طوال العام»، مضيفا أن «هناك بوادر على نجاح البرنامج في الأحساء من خلال المشاركة الفاعلة في البرنامج التطوعي المصاحب، والذي بلغ عدد الراغبين في المشاركة فيه ما يقارب 1500 متطوع ومتطوعة، تم اختيار 500 منهم للعمل معنا يدا بيد في إدارة هذه الفعاليات»، مؤكدا أنهم شركاؤنا الحقيقيون في النجاح.

ورغم المستويات التقنية الحديثة لمعارض المهرجان وحضور الإيقاعات الغربية الهادئة التي نظمتها شركات عالمية تعاقدت معها «أرامكو» السعودية، لكن التراث الشرقي البحري كان حاضرا في حفل الافتتاح عبر الفقرة الاستعراضية التي قدمت على مسرح المنتزه والأهازيج الشعبية التي أعقبتها، إلى جانب القرية الشعبية الدائمة في منتزه الملك عبد الله البيئي والتي تصور واقع الأحساء في عام 1350هـ مكانا وزمانا ومقاهي شعبية واحتضنت العديد من الحرف التراثية الشهيرة في الأحساء كصناعة الفخار والأقفاص والخبز وتخصيص خيمة تراثية تعتزم «أرامكو» تقديم التراث السعودي من خلالها طوال أيام المهرجان وافتتحتها بالتراث الحجازي.

ويتضمن المهرجان نشاطات وبرامج متميزة راعت فيها «أرامكو» السعودية التنوع مستجيبة لأذواق شرائح عمرية متعددة ومن بينها برنامج أكاديمية الطفل الذي يستهدف تعريف الأطفال بمهن المستقبل ومنحهم فرصة لمحاكاتها حسب قدراتهم، كما يقدم هذا البرنامج للأطفال مسابقات مدينة طاقة المستقبل حيث تدخل مجموعات الأطفال في منافسة على بناء مدينة كاملة بشروط مستقبلية ذكية، إضافة إلى ركن سمي بركن الابتكارات الحديثة، وعيادة للأسنان من الطفل للطفل، وتثقف أكاديمية الأطفال نحو أمور أساسية في حياتهم وفق إدراكهم، كالتعاملات المالية وكيفية التسوق والمهارات الإعلامية، إضافة إلى مهارات التعامل مع الأخطار مثل الحرائق، وأن البرنامج يهدف إلى رفع الوعي لدى الطلاب والطالبات في جميع المراحل.

ويضم المهرجان معرض الحرمين المكون من أجنحة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وكسوة الكعبة ونماذج الحرمين الشريفين الهندسية والمصحف العثماني بالإضافة إلى معرض الصور، ومعرض الفن المشتمل على مقهى السيراميك وحائط التعبير عن الذات واستديو الخط والكاريكاتير والنحت، ومن المقرر أن يستضيف معرض الفن الفنانة التشكيلية تغريد البقشي ورسام الكاريكاتير صلاح عويد وفنان النحت علي الحسن والخطاط عباس أبو مقداد، كما تتوسط ساحات المنتزه واحة الديناصورات وواحة المعرفة وأكاديمية الطفل إلى جانب ملاعب للأطفال وملعب كرة القدم وآخر لكرة السلة وجزيرة مائية، كما يحتوي على مطاعم وجسور مشاة داخلية.

ويضم معرض الديناصورات أكثر من عشرين معروضة من مجسمات الديناصورات المتنوعة التي أعيد بناؤها بدقة، بالإضافة إلى واحة للمعرفة والتي تقيم أكثر من عشر ورش عمل متتالية ومتنوعة، ودورات في مهارات الحياة مثل فنون الاتصال والقراءة السريعة، ويمكن للأطفال المشاركة في ورش عمل خاصة مثل المسعف الصغير.. يضاف إلى ذلك عدة معارض متنقلة على مقطورات، يعرض أحدها رحلة تفصيلية عن «أرامكو» السعودية في أربعة أقسام، تشهد تطورات الشركة، وأخرى لمكتبة الملك عبد العزيز، وتتكون من طابقين يحويان كتبا للأطفال والكبار، وعن فعاليات التوعية الصحية ستعرض سيارة إسعاف فريدة من نوعها متخصصة في إسعاف الأطفال، ومقطورات أخرى خاصة بالرعاية الصحية الأولية، تقدم فحصا مجانيا وإرشادات بالإضافة إلى عيادة فحص سرطان الثدي لفئة عمرية محددة من السيدات والفتيات، كما يشمل البرنامج أهم سبل الوقاية والسلامة وأصولها، ومن بين تلك الفعاليات التي تعنى بذلك سوف يمكن للأطفال والشباب الحاضرين المشاركة في تدريب حي على تقنية جديدة تمكنهم من التعامل مع الحرائق بطريقة علمية في عملية محاكاة لحريق حقيقي، كما تحوي ساحات المنتزه حديقة للسلامة المرورية، حيث صممت لها مسارات تعليمية تحث على احترام أنظمة المرور.

يذكر أن البرنامج يقام في منتزه الملك عبد الله البيئي الواقع على الطريق الدائري الجنوبي بمدينة الهفوف على مساحة تقدر بـ500 ألف متر مربع. ويتوقع أن يستقطب المهرجان عشرات الآلاف من الزوار من محافظة الأحساء، وباقي مدن المنطقة الشرقية.