3 فنانات سعوديات في برنامج «إقامة فنان».. لمدة شهر

ضمن ملتقى «آرت هب» الدولي في أبوظبي

الأعمال الفنية التي شاركت في الملتقى
TT

سفر الفنان التشكيلي وإقامته في إحدى المدن لمدة شهر كامل ومع تكفل إحدى الجهات بكافة مصاريف سكنه ومعيشته لحين إنجاز أعماله الفنية هي تجربة تحدث خارج العالم العربي، لكنها تصل اليوم بنسختها العربية، وبمشاركة 3 فنانات سعوديات، وذلك خلال ملتقى «آرت هب» الدولي في مدينة أبوظبي الإماراتية .

إذ خلافا لما هو متعارف عليه، كون الفنان التشكيلي يحمل لوحاته ليشارك بها في المعارض الفنية، تبدو غرابة التجربة هنا في الإقامة «الفنية» الإلزامية، حيث يتم توفير بيئة فنية متكاملة للفنان تساعده على إنجاز أعماله، ومن ثم تقديمها في معرضه الشخصي ضمن الملتقى.

وتأتي تجربة الفنانات السعوديات الثلاث نوف السماري ونجلاء عبد الله وعلا حجازي، لتمتزج مع تجارب فنانين تشكيلين عالميين آخرين، منهم الفنانة أندرس مانجلو والفنان عليم أديلوف (من المجر)، إلى جانب الفنان الأميركي ساندروف هيلدريث. الأمر الذي جعل التركيز على التجربة النسائية السعودية مبالغا فيه، بالنظر لكونها التجربة العربية الوحيدة المشاركة في هذه المظاهرة العالمية.

وتصف الفنانة التشكيلية نوف السماري، تجربتها هذه بـ«الصعبة»، موضحة أنها استقرت شهرا كاملا في مدينة أبوظبي، إذ كان لديها غرفة معيشة واستوديو خاص، مع الأخذ بالاعتبار أن تكلفة السكن والمعيشة كانت على حساب الجهة المنظمة، وتابعت بقولها: «خلال هذا الشهر أنجزت 8 قطع، من بينها 3 بوسترات، وكانت تجربة صعبة وشيقة في آن واحد».

وأوضحت السماري بأن ملتقى «آرت هب» ضم في عامه الأول 6 فنانين، من بينهم 3 فنانات سعوديات، مؤكدة هنا على الأصداء الكبيرة التي حازت عليها التجربة النسائية السعودية في هذا الشأن، بالقول: «فوجئ كثير من الزوار الأجانب من المستوى الاحترافي لأعمال الفنانات السعوديات، ومن بينهم السفير الأميركي في الإمارات، الذي شجعنا كثيرا وأشاد بتجربتنا».

وتتابع السماري حديثها لـ«الشرق الأوسط»، لتتحدث عن معرضها الشخصي في ملتقى «آرت هب» والذي حمل عنوان «العودة للأساس»، حيث توضح أنها قصدت بذلك العودة للتراث، واسترسلت قائلة: «البعض ينظر إلى التراث برتابة، لذا قررت أن آخذه إلى منحنى آخر تقريبا، نحو الحداثة وإعادة الاحتفاء بالتراث، لتكريسه أكثر ضمن هويتنا الخليجية».

بدورها، تحدثت لـ«الشرق الأوسط» نجلاء عبد الله، موضحة أنه خلال برنامج إقامة الفنان في ملتقى «آرت هب أبوظبي»، كانت هناك عدة ورش عمل وفعاليات فنية، بحيث يختتم ذلك بإعداد المعرض الشخصي، وأفادت بأن معرضها ضم 6 لوحات ونموذج، في حين تميزت تجربتها في كونها أول مدربة سعودية لفن الـ«بوب آرت»، وهو ما ركزت عليه خلال مشاركتها.

وللتعريف أكثر بهذه المظاهرة الفنية الدولية، فإنها تأتي بعد أيام قليلة من افتتاح «مجمع الفن» في مدينة أبوظبي، الذي يعتبر أول وجهة إماراتية فنية للفنانين المحليين والعالميين، إذ تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الفن، وخلق بيئة فنية متكاملة، وإتاحة الفرصة للفنانين التشكيليين لعرض أعمالهم الفنية وتمكينهم من العمل داخل المركز، في حين يمكن وصف مقر ملتقى «آرت هب» بأنه مكان متكامل للفن، والفن فقط، حيث يضم سكنا متكاملا للفنانين مع استوديو خاص، وورش عمل ومكاتب وغير ذلك، الأمر الذي جعل المقر بحد ذاته يأخذ صدى كبيرا في الإعلام الإماراتي مؤخرا.

من جهته، يوضح أحمد اليافعي، وهو المسؤول عن هذا المظاهرة الفنية، بأن ذلك جاء بهدف «إثراء الفن والتراث والثقافة، وذلك تكملة لمبادرة حكومة أبوظبي في خلق بيئة وبنية تحتية فنية تهدف إلى دعم الفن والفنانين داخل دولة الإمارات»، إذ جاء حديث اليافعي على خلفية المؤتمر الصحافي المرافق لهذا الحدث.

وأشار اليافعي إلى أن المجمع يعد منصة لنشر ثقافة وفن وتراث دولة الإمارات إلى مجتمعات أخرى من خلال تواجد الفنانين العالميين الزائرين والمقيمين بالمجمع، وذلك من خلال تعايشهم داخل المجتمع الإماراتي واكتسابهم عاداته وتقاليده، وهو ما سينعكس على أعمالهم الفنية، حسبما يرى.

يضاف لذلك، السعي إلى نقل ثقافة وفن وتراث الإمارات إلى مجتمعات هؤلاء الفنانين، عند عودتهم إليها، مشيرا إلى أن المجمع قد تعاقد مع 6 فنانين عالميين للإقامة والعمل داخله، ومشاركتهم في يوم الافتتاح بمعرض شخصي لكل واحد منهم على حدة، إضافة إلى المشاركة في الفعاليات الفنية المقامة.