إسرائيليون يحتجون بمنح حقهم في التصويت إلى فلسطينيين من الضفة والقطاع

دعوهم للتصويت للقائمة التي يؤيدون برنامجها الانتخابي

TT

أطلقت مجموعة من اليهود اليساريين مبادرة احتجاجية لـ«إشراك» مواطنين فلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية في الانتخابات الإسرائيلية.

وحسب المبادرة التي نشرت على صفحات التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بعنوان «الديمقراطية الحقيقية»، يعلن المواطن الفلسطيني الذي يوافق على المشاركة في المبادرة أنه لو كان بإمكانه أن يشارك في الانتخابات الإسرائيلية لكان سيصوت لإحدى القوائم المرشحة من مجموع 34 قائمة تخوض هذه الانتخابات. وبالمقابل يقوم مواطن إسرائيلي ممن يشاركون في هذه الحملة بمنح حقه في الاقتراع إلى ذلك المواطن الفلسطيني، بأن يضع بطاقة باسم القائمة التي يختارها. وبذلك يكون الفلسطيني قد ساهم في الانتخابات الإسرائيلية. وحسب أحد المبادرين بهذه الخطوة فإن مئات الفلسطينيين تجاوبوا مع هذه الدعوة وقرأوا أسماء القوائم التي تخوض الانتخابات الإسرائيلية، وتلخيصا لبرنامجها السياسي باللغة العربية، حتى يعرفوا لمن سيصوتون. وطلبوا أن يتم التصويت باسمهم لإحدى تلك القوائم. واختار غالبيتهم أحزابا عربية من فلسطينيي 48 وأحزاب اليسار، خصوصا ميرتس وحزب العمل. ولا تزال الحملة مستمرة.

وفسر المبادرون هذه الخطوة بأنها لم تأتِ للتأثير على نتيجة الانتخابات الإسرائيلية، ولكنها جاءت عملا احتجاجيا على سياسة اليمين، الذي يتجاهل متطلبات تسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ويتجاهل حقيقة أن ملايين الفلسطينيين يعيشون تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي. وقال أحدهم: «إن الانتخابات الإسرائيلية ستفرز قيادة، كل قراراتها ستكون مؤثرة على الفلسطينيين وحياتهم ومستقبلهم. فإذا كانت إسرائيل دولة ديمقراطية فعلا، عليها أن تتيح للفلسطينيين أن يساهموا في القرار لاختيار القيادة التي ستؤثر على حياتهم في المستقبل. هذه هي الديمقراطية الحقيقية في نظرنا».

وقال مبادر آخر: «حكومة اليمين المتوقع أن تفوز بهذه الانتخابات بقيادة نتنياهو، سوف تواصل الجمود في مفاوضات السلام، وستقضي على حل الدولتين للشعبين، وستقودنا إلى وضع تكون فيه دولة واحدة للشعبين. وعلى الناخبين الإسرائيليين أن يعرفوا أن ذلك يعني أن يصبح الفلسطينيون من سكان غزة والضفة الغربية مواطنين إسرائيليين. وسيكون من حقهم أن يشاركوا في الانتخابات ويحسموها باتجاه الأحزاب العربية واليسارية».

ورفض المبادرون اعتبار هذه الخطوة استفزازا لليمين أو غيره: «فنحن لا نقصد إغضاب أحد، بل حث الناس على التفكير في أمور مصيرية يتجاهلونها، أهمها أن الفلسطيني إنسان مثلنا وينبغي التعامل معه بمساواة، مثلما يتم التعامل مع المواطن اليهودي».

الجدير ذكره أن الانتخابات الإسرائيلية ستجري في يوم الثلاثاء المقبل. وتشير جميع الاستطلاعات إلى تراجع في قوة نتنياهو وتحالفه، ولكنه ما زال ومعسكره اليميني يحظى بأكثرية. وتبني المعارضة آمالها على وجود 21% من الناخبين في حالة ارتباك وتردد في حسم موقفهم حتى الآن، وتحديد أي حزب سيمنحونه أصواتهم. وتقول رئيسة حزب العمل، شيلي يحيموفتش، إنها تحتاج إلى 25 مقعدا حتى تقلب الموازين في المعركة الانتخابية، وتعطى فرصة تشكيل الحكومة المقبلة.