الأحساء: توقعات بتحقيق اكتفاء ذاتي للخضراوات محليا خلال السنوات الثلاث المقبلة

وسط تحسن في المنتجات الزراعية للأعوام الـ10 الماضية

رغم شح المياه فإن المنتجات الزراعية في الأحساء تشكل النسبة الأعلى في تغطية الاستهلاك المحلي («الشرق الأوسط»)
TT

توقع خبيران زراعيان في محافظة الأحساء أن تشهد المحافظة خلال السنوات الثلاث القادمة اكتفاء ذاتيا من حيث وفرة المحاصيل الزراعية في الخضار تحديدا، لتسد حاجة سكان المحافظة البالغ عددهم قرابة مليون ونصف المليون نسمة، حسب الإحصائيات الرسمية.

وقال الخبير الزراعي المهندس مهدي الرمضان، أحد كبار المستثمرين في الإنتاج الزراعي بمحافظة الأحساء، لـ«الشرق الأوسط»؛ إن «هناك تحسنا كبيرا في كمية الإنتاج للمحاصيل الزراعية في السنوات العشر الأخيرة قياسا بما كانت عليه منذ سنوات، حيث يشهد الإنتاج وفرة من عام لآخر، إلا أن القدرة على تلبية طلب السوق المحلية للمحافظة لا تزال غير موجودة بسبب وجود شح في المياه، إلا أن المشاريع التي تقوم بها هيئة الري والصرف، ومن أبرزها تحويل ممرات المياه إلى أنابيب وإزالة قنوات الري المكشوفة، سيكون لها أثر كبير جدا في ازدهار الزراعة في الأحساء خلال السنوات القليلة القادمة، والتي لن تتجاوز الـ3 سنوات، ليصل المحصول إلى النسبة الكافية لتلبية حاجة السوق للخضراوات الأساسية، مثل الطماطم والبصل والليمون، وغيرها مما تحتاج المحافظة إلى الحصول عليه مستوردا، سواء من داخل المملكة أو خارجها». واعتبر الرمضان أن وجود الشح في المياه في السنوات الماضية جعل الكثيرين يتركون الاهتمام بالاستثمار في الجانب الزراعي، وحول الكثيرون مزارعهم إلى استراحات، أو غير ذلك، لكن مع تحسن قنوات الري سيكون الأثر فعالا في عودة الكثيرين للاستثمار في المجال الزراعي خصوصا مع فرض أنظمة جديدة تخص تحويل المزارع إلى استراحات.

وبين أن المشروع الذي تقوم به هيئة الري والصرف حاليا يهدف إلى إزالة القنوات المفتوحة واستبدال أنابيب تعمل بنظام التنقيط بها، وتكون كمية المياه اليومية التي تصل إلى كل مزرعة بحسب الحاجة المقدر لها من لجنة مختصة، بحيث يوجد صمام مربوط بكومبيوتر لقياس الكميات التي تصل إلى كل مزرعة مستهدفة؛ وأن هذا المشروع الذي بدئ العمل بمراحله الأولى يتوقع أن يتم الانتهاء منه خلال ثلاث سنوات، وحينها ستكون هناك ظروف مناسبة جدا لوفرة الإنتاج الزراعي الذي لا يقتصر على التمور فحسب، بل على المنتجات الأخرى، خصوصا الخضراوات التي اشتهرت بها الواحة الأكبر في العالم. وأضاف الرمضان «لن يكون هذا المشروع وحده هو الذي سيكفل توفير المياه الصحية والنظيفة للمزارع، بل إن مشروع مد أنابيب من مدينة الخبر إلى الأحساء لجلب أكثر من 200 ألف متر مكعب من المياه المعالجة ثلاثيا يوميا، سيغطي أكثر من 30 في المائة من الحاجة للمياه، وهذا مصدر التفاؤل بتحسن الوضع الزراعي في الأحساء بالاستفادة من المشاريع الحكومية ذات العلاقة».

من جانبه، أكد المهندس عبد الله بن عبد المحسن الشايب، مدير مركز النخلة الحرفي، أن العجز في المياه شكّل الكثير من العوائق لدى المزارعين لتنويع زراعتهم، وتم التركيز على بعض المنتجات من قبل كل مزارع، لكن أشجار النخيل في النهاية كانت الأكثر استفادة من الاهتمام، والدليل ارتفاع عددها إلى مليون نخلة إضافية قبل عشر سنوات فقط.

وبين الشايب لـ«الشرق الأوسط» أن هناك مزارعين في شرق الأحساء عززوا اتجاههم لزراعة الطماطم وبعض أنواع الخضراوات حسب وفرة المياه، وبعضهم اقتصر اهتمامهم على المحاصيل التي يمكن كسبها بسهولة ولا تحتاج لاهتمام كبير، مثل الليمون، وكل ذلك ناتج عن ظروف شح المياه وعدم مقدرة شريحة واسعة من المزارعين على توفيرها أو السعي للاتجاه نحو البيوت الزراعية المحمية، معتبرا أن المشاريع القادمة لهيئة الري والصرف تبعث على التفاؤل، مع أن هناك بعض السلبيات التي ستنتج عن إزالة بعض القنوات المكشوفة من ناحية حماية المزارع نفسها، والأمر يتعلق بالناحية الهندسية وليس الزراعية.