الضغوط تزداد على آرسنال بعد الخسارة أمام البايرن.. وفينغر يعترف باستحالة المهمة في ميونيخ

فوز هزيل لبورتو على ملقة يصعب مهمته في إياب دور الـ16 لدوري الأبطال

TT

اعترف الفرنسي آرسين فينغر مدرب نادي آرسنال الإنجليزي أن فريقه يواجه مهمة بالغة الصعوبة من أجل التأهل لدور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا بعد هزيمته(1 - 3) أمام ضيفه الألماني بايرن ميونيخ في ذهاب دور الـ16 من البطولة التي شهدت أيضا فوزا صعبا لبورتو البرتغالي على ضيفه ملقة الإسباني (1 – صفر).

وخلفت هزيمة آرسنال ردود فعل غاضبة بين جماهيره وانتقادات بالصحف حول الحال المتدهورة التي وصل إليها الفريق.

ورغم إصراره على أن فريقه لن يستسلم بعد هذه الهزيمة، أكد فينغر أن فوز آرسنال بثلاثة أهداف نظيفة في ميونيخ يعتبر مهمة شبه مستحيلة أمام فريق عالمي مثل بايرن.

وقال فينغر عقب المباراة: «دعونا لا نهرب من الحقيقة، ستكون مهمة شديدة الصعوبة أمام فريق بهذا المستوى» مشيرا إلى وصول بايرن إلى نهائي دوري الأبطال مرتين خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

وأضاف: «سنبذل قصارى جهدنا هناك على أمل على أن تسير الأمور في مصلحتنا، ونأمل أن نكون تمكنا من بناء الثقة في أنفسنا من جديد، بحلول موعد مباراة العودة لكي نخوض المباراة مسلحين بالاعتقاد الذي نحن في أمس الحاجة إليه».

وفي الوقت الذي بدا فيه آرسنال متوترا ويعاني من تخبط دفاعه خاصة خلال هدفين من أهداف بايرن الثلاثة، كان الفريق الألماني قويا طوال اللقاء وكان بإمكانه تسجيل المزيد من الأهداف.

وقال فينغر: «لعبنا أمام فريق لا تساوره أي شكوك ومتماسك تماما.. يتمتع فريق بايرن بقدرات عالية ويمكنه هزيمة أي فريق آخر في أوروبا. والأهم من ذلك، أننا كنا نفتقد الثقة في أنفسنا إلى حد ما».

وأضاف: «لسنا في حالتنا الطبيعية حاليا، ولكن الأمور تتغير، أحيانا بشكل سريع، في غضون ثلاثة أسابيع، لذا لنأمل أن ننجح في الأمر».

وحاول فينغر تفسير غضبه خلال المؤتمر الصحافي السابق للمباراة على بعض الإعلاميين الذين قالوا: إنه بدأ محادثات مع آرسنال حول تجديد عقده لمدة عامين. وأشار فينغر، الذي يتولى تدريب آرسنال منذ عام 1996. إلى أن نشر هذه القصص لا يقصد منه عادة سوى «إلحاق الأذى»، وقال: «غضبي لم يكن بسبب آراء لم تعجبني، وإنما بسبب معلومات لم تكن صحيحة، بالنسبة لي، لدي مهمتان: أن تعطي رأيك أو أن تخبر الناس بمعلومة. وعندما تعطي معلومات خطأ للناس دون الرجوع إلى أصحاب الشأن، فهذا الأمر يغضبني لأنه يشعرني بعدم الاحترام».

وتابع المدرب الفرنسي: «أما عندما تعطي رأيك، فإنني سأتقبله دائما. لم أجادل أي رأي أبدا طوال 16 عاما. ولكن عندما تعطي معلومة خطأ، فأنت تغش القارئ الذي يشتري صحيفتك.. ولهذا أصابني الغضب. فأنا أعمل هنا منذ 16 عاما وكان بوسعكم الرجوع إلى النادي أو إلى للتأكد قبل أن تذكر المعلومة».

لكن رغم محاولات فينغر التخفيف من وقع الهزيمة فإن الصحف البريطانية انتقدته هو وفريقه بصورة عنيفة، حيث قالت صحيفة «الديلي تلغراف»: آرسنال ظهر كما لو كان فريقا يحتضر، لقد افتقر إلى المواهب ولم يعد بإمكانه مقارعة الكبار. والأمر ذاته أكدت عليه صحيفة «الغارديان» قائلة: «لم يعد لدى الآرسنال اللاعب الذي يصنع الفارق بعد أن رحلت عنه المواهب الحقيقية وآخرها المهاجم الهولندي روبن فان بيرسي .« وتساءلت الصحف عن مصير آرسنال ومدربه بعد أن خرج قبل أيام من كأس إنجلترا على يد بلاكبيرن روفرز فريق الدرجة الثانية، وبات على عتاب الخروج من دوري الأبطال، ولم يعد أمامه سوى القتال للحصول على المركز الرابع في الدوري حتى يضمن التأهل المباشر لدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

وأشارت إلى أنه لا يوجد تفسير واضح للأسباب التي جعلت مديرا فنيا مثل فينغر الذي سبق وضم لاعبين أمثال الفرنسي تيري هنري، ومواطنه باتريك فييرا، وسيسك فابريغاس وروبن فان بيرسي، وسمير نصري، في أن يتعاقد الآن مع لاعبين من عينة العاجي جيرفينهو أو مجموعة اللاعبين متواضعي المستوى حاليا.

لكن جاك ويلشير لاعب خط وسط آرسنال حاول الدفاع عن فريقه ومدربه ومحتفظا بالأمل في بلوغ دور الثمانية بالفوز في مباراة العودة بألمانيا. وقال ويلشير: «لم تكن بدايتنا للمباراة جيدة، وهذه المشكلة نعاني منها منذ بداية الموسم.. نجحنا في رفع مستوى أدائنا في الشوط الثاني، لكن المؤسف أننا لم نفعل ذلك في الشوط الأول«.

وأضاف: «هناك فرصة دائما لتغيير النتيجة لصالحك. نحتاج لتسجيل ثلاثة أهداف ولدينا اللاعبون القادرون على تنفيذ ذلك، ولا يوجد أمامنا حاليا سوى الانتظار».

ودافع ويلشير عن مدربه فينغر قائلا: «الأمر لا علاقة له بالمدرب، إنه يرسم لنا الصورة على أرض الملعب والبقية تعتمد على اللاعبين، إننا من يتحمل المسؤولية.. المدرب هنا منذ 16 عاما وأظهر أنه رجل بارع بإنجازاته لذا فلا يجوز مساءلته».

في المقابل أكد يوب هاينكيس مدرب نادي بايرن ميونيخ أن الفوز على آرسنال في عقر داره يعتبر نجاحا كبيرا لفريقه.

وقال هاينكيس: «عندما تفوز (3 - 1) على فريق إنجليزي، في إنجلترا، هذا يعتبر نجاحا كبيرا، كانت بدايتنا للمباراة مذهلة بتسجيلنا هدفين.. ولعبنا شوطا أول ممتازا. بوسع المرء أن يرى أن آرسنال فريق يتمتع بمستوى أداء يليق بدوري الأبطال.. وهو فريق كرة قدم جيد.. كان علينا أن ندفع أنفسنا نحو العمل بقوة». واتفق توني كروس صاحب الهدف الأول في مرمى آرسنال في الدقيقة السابعة من المباراة مع هاينكيس في تقدير الفوز وقال: «قدمنا أداء رائعا لفترات طويلة أمام فريق أوروبي كبير. يمكن اعتبار هذا الفوز إنجازا كبيرا حقا».

وقال باستيان شفاينشتايغر لاعب خط وسط بايرن: «قدمنا أداء جيدا خاصة في أول 30 دقيقة من المباراة. بدأنا المباراة بشكل جيد وكنا نمرر الكرة جيدا وسجلنا أهدافا بالغة التأثير. وكان الهدف الثالث تحديدا بالغ الأهمية بالنسبة لنا».

وعن المباراة فقد وضع البايرن بهذا الفوز الكبير قدما في دور الثمانية، ووجه صفعة جديدة إلى آرسنال الذي يعاني بشدة في الموسم الحالي ويوشك على الخروج صفر اليدين من مختلف البطولات للموسم الثامن على التوالي.

وحسم بايرن المباراة تماما في الشوط الأول بهدفين سجلهما توني كروس وتوماس مولر في الدقيقتين السابعة و21.

وفي الشوط الثاني، جدد المهاجم الألماني الدولي لوكاس بودولسكي أمل آرسنال بالهدف الوحيد للفريق في الدقيقة 55 وذلك في مرمى فريقه السابق بايرن.

ولكن بايرن أعاد الفارق إلى سابق عهده بالهدف الثالث الذي سجله المهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش في الدقيقة 77.

وجاءت المباراة بعد ثلاثة أيام فقط من خروج آرسنال المبكر من بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي حيث خسر على ملعبه أيضا أمام بلاكبيرن، كما خرج الفريق مبكرا من بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وتبدد أمله في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي بعدما اتسع الفارق الذي يفصله عن مانشستر يونايتد المتصدر إلى 21 نقطة قبل 12 مرحلة من نهاية الموسم.

وكان بايرن على قدر الترشيحات القوية التي صاحبته إلى هذه المباراة الصعبة والتي تؤكد أنه الأقرب لبلوغ دور الثمانية على حساب آرسنال الذي يعاني في الموسم الحالي من اهتزاز واضح في مستواه.

ويتصدر بايرن جدول مسابقة الدوري الألماني (بوندسليغا) بفارق 15 نقطة أمام بوروسيا دورتموند حامل اللقب وصاحب المركز الثاني ليصبح على مشارف استعادة لقبه المحلي الذي ذهب لدورتموند في الموسمين الماضيين.

وسبق لآرسنال أن التقى بايرن مرتين في دوري الأبطال حيث كانت المرة الأولى في دور المجموعات للبطولة موسم 2000 - 2001 وتعادل الفريقان(2 – 2)في لندن ذهابا ثم فاز بايرن (1 – صفر) على ملعبه إيابا، وأكمل طريقه حتى توج باللقب في هذا الموسم. وكانت المرة الثانية في دور الستة عشر للبطولة موسم 2004 - 2005 وفاز بايرن (3 – 1) على ملعبه ذهابا ثم فاز آرسنال (1 – صفر) على ملعبه إيابا.

وفي مباراة ثانية بدوري الأبطال على ملعب دراغاو في البرتغال وأمام 30 ألف متفرج، حقق بورتو فوزا بشق النفس على ضيفه ملقة بهدف وحيد سجله جواو موتينيو في الدقيقة 56 من تمريرة رائعة من فرناندو داخل المنطقة فتابعها بيسراه على يسار الحارس الأرجنتيني ويلفريد كاباييرو. وفرض بورتو سيطرة مطلقة على مجريات المباراة بيد أن مهاجميه فشلوا في ترجمة الفرص الكثيرة التي سنحت أمامهم واكتفوا بهدف واحد أجل الحسم في تأهلهم إلى ربع النهائي حتى مباراة الإياب في ملقة.