ليفني: نتنياهو تعهد بمفاوضات جادة مع الفلسطينيين

في عملية دفاع عن النفس أمام هجوم الإسرائيليين عليها

نتنياهو وليفني يتحدثان للكنيست بعد توقيعهما على اعتراف المشاركة في الائتلاف الحكومي مساء أول من أمس (رويترز)
TT

بعد أن تعرضت تسيبي ليفني، زعيمة حزب الحركة «هتنوعاة»، لهجوم كاسح من الصحافة ومن السياسيين في معسكر الوسط واليسار على دخولها الائتلاف الحكومي بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي كانت قد اعتبرته سابقا «قائدا سيجلب الكوارث على إسرائيل»، خرجت في حملة دفاع عن النفس. وقالت: إنها خاضت معركة الانتخابات بالأساس على قاعدة تحريك مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وإن نتنياهو وعدها بإجراء مفاوضات جادة من أجل التوصل إلى تسوية سلمية.

وقالت ليفني، في لقاء علني مع أعضاء كتلتها البرلمانية، أمس، إنها وافقت على التحالف مع نتنياهو بعدما اتفقا على أن تكون الوزيرة الوحيدة المفاوضة مع الفلسطينيين وأن لا يكون مسار مفاوضات غير المسار الذي تديره. وإن هذه فرصة لتغيير سياسة الحكومة الحالية تغييرا جذريا باتجاه التسوية: «فالصراع مع الفلسطينيين موجود في حياة كل إسرائيلي حتى وإن لم يبرز في الشعارات الانتخابية الماضية إلا في خطابنا السياسي، وقد تسلمنا صلاحية إجراء محاولة حقيقية سوية مع حلفائنا في الغرب للتوصل إلى اتفاق».

وكانت ليفني ونتنياهو قد عقدا الليلة قبل الماضية مؤتمرا صحافيا أعلنا فيه عن تشكيل اتفاق ائتلافي بينهما، بموجبه يكون نتنياهو المسؤول الأول عن المفاوضات، التي ستديرها ليفني بحضور مندوب عنه (أي عن نتنياهو) في كل جلسة مفاوضات. وستتولى ليفني شخصيا منصب نائبة رئيس الوزراء ووزيرة القضاء، فيما يعطى حزبها حقيبة وزارية أخرى هي وزارة البيئة ورئاسة إحدى اللجان البرلمانية.

وبهذا التحالف، يكون نتنياهو قد بدأ سلسلة اتفاقيات، ستشمل في الأيام القريبة كلا من حزب «كديما» برئاسة شاؤول موفاز والحزبين المتدينين «شاس» لليهود الشرقيين و«يهدوت هتوراة» لليهود الغربيين. لكن مجموع نواب هذه الأحزاب يصل إلى 57 نائبا فقط، من مجموع 120. وهو لا يكفي لتشكيل حكومة. ويتوقع أن يتوجه نتنياهو في الأسبوع القادم إلى الرئيس شمعون بيريس ليطلب تمديد المهلة المعطاة له بأسبوعين آخرين حتى يكمل تركيب ائتلافه.

وأثار هذا الائتلاف ردود فعل غاضبة على نتنياهو في معسكر اليمين وردود فعل هجومية على ليفني من معسكر الوسط واليسار ومن وسائل الإعلام. فقد اعتبر اليمين هذا التطور تنازلا من نتنياهو عن مبادئ اليمين. وقال يريف لفين، النائب عن حزب الليكود، إن ليفني «ستستغل مركزها لتقديم تنازلات سياسية للفلسطينيين من جهة وستستغل وزارة القضاء لإخلاء البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية ومنع اليمين من سن قوانين أمنية تحفظ حصانتها كدولة يهودية مقابل الاعتداءات العربية».

وأما الانتقادات على ليفني من معسكرها ومن الإعلام فجاءت أكثر حدة، فاتهمتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» بـ«السياسية الصغيرة، التي أشبعتنا محاضرات عن نظافة اليد والمبادئ في السياسة». وتساءلت: «ما كان يمكن تصديق هذه صورة نتنياهو وليفني يقفان على المنصة جنبا إلى جنب. وتُظهر الجدية على وجهها وهو يعود إلى تهديدات إيران وسوريا وحزب الله ويستعمل نفس استراتيجية التخويف التي تحتقرها هي كثيرا. وينظر إليها وتنظر إليه مع بسمة صغيرة وهزة رأس بالموافقة ومصافحة. وابتسامة واسعة أخرى منها ومنه ليصبح عندنا بدء صداقة رائعة. عندنا إذا كل التسويغ لجعل الشعور بالاشمئزاز يعلو في حنجرتنا، وهو نفس الاشمئزاز الذي حاولت ليفني أن تحاربه بسياستها النقية. ويجوز لنا أن نشعر بالاشمئزاز. لأنه إذا بدت ليفني امرأة المبادئ أمس كمن باعت مبادئها ووعودها وبرنامج عملها مقابل وعدٍ مشكوك فيه وهي متجهة إلى أن تصبح بالضبط ما أعلنت أنها لن تصبح عليه وهو ورقة تين في حكومة نتنياهو– فلن يفاجئنا أي شيء». وأضافت محررة الشؤون الحزبية، سيما كدمون، قائلة: «إن هذا قمة في الهذيان غير المعقول. فمن رفضت قبل أربع سنين وهي مع حزب فيه 28 نائبا أن تدخل الحكومة بزعم أنها لن تستطيع التأثير، وهي اليوم مع 6 نواب تدخل حكومة من دون خطوط أساسية ومن دون أن تعلم من سيكون شركاؤها، وتوحي بثقة كاملة بأنها تستطيع أن تدفع باتفاق السلام إلى الأمام».

وشككت الصحيفة في حجة ليفني حول عملية السلام. وقالت: «ادعت ليفني في المؤتمر الصحافي أن الالتزام بالمسيرة السياسية هو الذي أفضى إلى هذه الشراكة. أبربكم؟ هل تؤمن حقا بأنه سيمكن إجراء مسيرة كهذه مع حكومة محتملة من الليكود بيتنا والحريديين والبيت اليهودي؟». وقال نائب عن حزبها رفض كشف اسمه إن ليفني وقعت في مصيدة نتنياهو. فهو يريدها فقط لتبييض صورته السوداء أمام العالم. وسيكون كل همه الآن أن يظهر الفلسطينيين رافضين، ولكن هذه المرة بغطاء من ليفني المقبولة أكثر منه على العالم.