عرب مالي يتهمون الطوارق بالسعي نحو حرب أهلية في شمال البلاد.. ومقتل جندي فرنسي وأكثر من 20 متشددا

الحركة الوطنية لتحرير أزواد تنفي ارتكاب جرائم في حقهم

TT

في ظل ارتفاع مستوى التنسيق بين المقاتلين الطوارق في الحركة الوطنية لتحرير أزواد والقوات الفرنسية والأفريقية، خاصة بعد شروع هذه القوات في اقتحام جبال إيفوغاس، حيث يتحصن المقاتلون الإسلاميون، وجهت الحركة العربية الأزوادية اتهامات إلى الحركة الوطنية لتحرير أزواد بارتكاب جرائم فظيعة في حق المجموعة العربية في منطقة الخليل، في أقصى الشمال المالي قرب الحدود مع الجزائر، وهو ما نفته الأخيرة معتبرة أن هنالك جهات أجنبية هي مصدر هذه الاتهامات.

وقال محمد مولود رمضان، المسؤول الإعلامي في الحركة العربية الأزوادية، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إن «مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد قاموا بنهب ممتلكات العرب وهتك أعراضهم واغتصاب النساء»، مؤكدا أن «نسوة من العرب يرقدن في المستشفيات الجزائرية بعد أن اغتصبن من طرف مقاتلين طوارق».

وأضاف رمضان، الذي يقيم في الجزائر، أن «الحركة الوطنية لتحرير أزواد تسعى نحو حرب أهلية في شمال مالي بين العرب والطوارق، وعليها أن تتحمل مسؤولية ذلك»، مشيرا إلى أنهم في الحركة العربية الأزوادية مستعدون لجميع الاحتمالات، وسيدافعون عن أنفسهم بكل ما أوتوا من قوة.

وقال المسؤول الإعلامي في الحركة العربية الأزوادية: «لقد بذلنا جهدا كبيرا للتفاهم مع الحركة الوطنية، وذلك في إطار سعينا نحو السلام في شمال مالي، ذلك السعي الذي جعلنا نفر من الجماعات الإرهابية، ونرفض التعامل معها، ولكننا لن نقبل الظلم من طرف مقاتلي الحركة الوطنية لتحرير أزواد».

وكانت الحركة العربية الأزوادية قد تشكلت العام الماضي إثر اجتماع حاشد عقده وجهاء ومقاتلون من عرب مالي في منطقة انبيكت لحواش، شرقي موريتانيا، أعلنوا خلاله تشكيل الحركة ورفض الانفصال عن مالي، ودعوا إلى دعمهم من أجل مكافحة المجموعات الإرهابية التي كانت تسيطر آنذاك على شمال مالي.

في هذه الأثناء، نفت الحركة الوطنية لتحرير أزواد أن يكون مقاتلوها قد ارتكبوا أي جرائم مهما كانت طبيعتها في حق المجموعة العربية في منطقة الخليل، حيث نفت نينا ولات إنتالا، ممثلة الحركة الوطنية لتحرير أزواد في العاصمة الموريتانية نواكشوط، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» وقوع أي جرائم في حق العرب في منطقة الخليل. وقالت إنتالا: «إنني أتابع شخصيا ما يجري في منطقة الخليل، وكل ما يروج له البعض من استهداف العرب في المنطقة من طرف الحركة الوطنية لتحرير أزواد، هو مجرد أكاذيب وادعاءات لا أساس لها؛ لم يقتل أي شخص عربي، ويمكن التأكد من كلامي بالاتصال بالعرب المقيمين في الخليل».

وأشارت إلى أن ما يحدث هو «تدخل بعض الدول المجاورة لإحداث شرخ بين العرب والطوارق، ونحن في الحركة الوطنية لتحرير أزواد لن نسقط في هذا الفخ. فالعرب إخوتنا، ولا أظن أن هنالك جرائم ارتكبت من طرف الحركة الوطنية ضدهم».

وذكرت إنتالا، في السياق نفسه، أن مقاتلين من الحركة الوطنية لتحرير أزواد «أوقفوا منذ أيام سيارات تابعة لحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، ومهربي المخدرات؛ وبالفعل تم الحديث عن هذا.. ولكن الحركة الوطنية لم تقتل عربيا واحدا.. هذا غير صحيح ويمكن التأكد من ذلك على الأرض»، وقالت إنتالا: «نحن نسعى جادين نحو تفادي ما تقوم به دول أجنبية من تحريك بعض أهل الشمال لخلق مشكلة بين الطوارق والعرب، في حين يمثل العرب والطوارق مجموعة واحدة.. فالعرب إخوتنا».

من جهة أخرى، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ووزارة دفاعه، إن جنديا فرنسيا و«أكثر من 20» متشددا إسلاميا، قتلوا في قتال عنيف شمالي مالي جرى أول من أمس.

وأفادت الوزارة أن المظلي الفرنسي قتل خلال مهمة استطلاعية في جبال «أدرار إيفوغاس» (50 كيلومترا جنوب بلدة تيساليت) بالقرب من الحدود مع الجزائر، وأوضحت الوزارة أن البعثة «تعرضت لهجوم من جانب جماعات إرهابية»، مما أدى إلى حدوث تبادل لإطلاق النار استمر عدة ساعات أسفر عن مقتل «أكثر من 20» متمردا. وتدخلت المدرعات الفرنسية ومقاتلتان من طراز «ميراج» لدعم القوات البرية.

وجاءت الاشتباكات التي وصفها هولاند بأنها «خطيرة»، بعد يوم من قيام القوات الفرنسية والمالية بشن عملية لمحاولة طرد المتمردين من المنطقة الجبلية التي تراجعوا إليها بعد طردهم من المدن الشمالية في مالي.

ويعتقد أن المتشددين المنتمين إلى ثلاث مجموعات يحتجزون سبعة مواطنين فرنسيين رهائن في المنطقة.

كما اختطف سبعة مواطنين فرنسيين آخرين؛ ثلاثة بالغين وأربعة أطفال، أول من أمس في شمال الكاميرون، بالقرب من الحدود مع نيجيريا. وقالت الحكومة الفرنسية إنها تشتبه في أن جماعة «بوكو حرام» الإسلامية هي المسؤولة عن عملية الاختطاف. وتزامنت عملية الخطف مع زيادة أعداد القوات في شمال مالي.

وأوضح متحدث باسم الجيش أن عناصر من جماعات مسلحة مختلفة تتحصن بالمنطقة الجبلية القريبة من كيدال، من بينهم جماعة «أنصار الدين» و«القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» والطوارق من «الحركة الوطنية لتحرير أزواد». وذكر المتحدث موديبو تراوري أن المتمردين يتمركزون في بلدات كيدال وتيساليت وتينزاواتن.

وقال تراوري إن القوات المشتركة تعمل على تعزيز الأمن حول المعاقل السابقة للمتمردين في غاو وتومبوكتو.