شافيز مستمر في «توجيه» الحكومة من سرير المرض

نائبه قال إنه طلب وثائق لاتخاذ قرارات اقتصادية وسياسية

جندي فنزويلي أمام ملصق عملاق يحمل صورة الرئيس هوغو تشافيز بالقرب من المستشفى العسكري الذي يتلقى فيه الرئيس علاجه بالعاصمة كاراكاس منذ فبراير الماضي (إ.ب.أ)
TT

أكد نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن الرئيس هوغو شافيز ما زال يقوم بمهامه ويهتم بالشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بينما يخضع للعلاج الكيميائي من جديد. وقال مادورو إن شافيز الذي يخضع لعلاج كيميائي في المستشفى العسكري في كاراكاس يعطي «توجيهات» للحكومة من سريره، وقد طلب وثائق لأخذ قرارات اقتصادية وسياسية «ستسرع الثورة».

وأضاف مادورو في مقابلة مع التلفزيون الوطني، مساء السبت، أن «الرئيس طلب سلسلة وثائق. لقد أرسلنا إليه هذه الوثائق التي تضم كل التوجيهات التي أصدرها إلينا»، وتابع نائب الرئيس الفنزويلي أن شافيز «يبقى على اطلاع ويقوم بمهامه كقائد اختاره الشعب عدة مرات»، مؤكدا: «نحن نحترم علاجه ولا نتصرف بطريقة تستعجل علاجه، ولكنه يبقى على اطلاع دائم ويتصرف كرئيس دولة»، مشددا على أن هناك قرارات «بالغة الأهمية يقيمها ويتخذها الرئيس وحده».

وكان مادورو كشف للمرة الأولى الجمعة أن شافيز يتلقى علاجا كيميائيا في المستشفى العسكري في كاراكاس للقضاء على ورم سرطاني، سبق أن أجري له 4 عمليات جراحية في هافانا لاستئصاله، كان آخرها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وأكد مادورو أن شافيز «يتمتع بقوة تفوق العلاجات التي يتلقاها، وهو في حالة معنوية جيدة ويناضل ويتلقى علاجاته»، مشيرا إلى أن الزعيم اليساري وأطباءه قرروا البدء بالعلاج الكيميائي والإشعاعي، بعدما تحسن وضعه الصحي في يناير (كانون الثاني) الماضي.

لكن المعارضة قالت إن الحكومة تكذب بشأن وضع شافيز، وشككت في صحة تصريحات مادورو التي مفادها أن شافيز عقد اجتماعا لحكومته استمر 5 ساعات في 22 فبراير (شباط) الماضي، وأصدر أوامر كتابية بينما كان يتنفس بواسطة أنبوب في القصبة الهوائية.

من جهته، دعا وزير الخارجية الفنزويلي اليا خاوا، السبت، إلى ترك هوغو شافيز يتلقى علاجه «بهدوء»، وقال إن «ما نتمناه لشافيز هو أن يتعافى ويستعيد صحته، لذلك يجب أن ندعه لشأنه ليتلقى العلاج الذي يحتاج إليه». وأضاف خاوا خلال حفل في كاراكاس أن «الذين لا يريدون شفاء شافيز يمارسون ضغوطا إجرامية».

ولم ير الفنزويليون الرئيس أو يسمعوا صوته منذ توجهه إلى كوبا، ثم عودته إلى كاراكاس، الذي أعلن عبر موقع «تويتر» في 18 فبراير. إلا أن الحكومة تواصل التأكيد أنه ما زال يحكم البلاد من سريره في المستشفى. وأعلن شافيز آنذاك على حسابه على «تويتر» أنه عاد إلى كاراكاس بعد أكثر من شهرين على العملية الجراحية الجديدة التي خضع لها في كوبا للعلاج من السرطان. وكتب شافيز على حسابه على «تويتر»: «عدنا إلى أمتنا الفنزويلية. الحمد لله، أشكر شعبي الحبيب، سنتابع العلاج هنا».

وأضاف شافيز في رسالته: «شكرا لفيديل وراؤول (كاسترو) ولكوبا، شكرا لفنزويلا على كل هذه المحبة». وتابع: «إن إيماني قوي بالله وبالأطباء والممرضات».

وفي تصريح تلفزيوني، أوضح نائب الرئيس نيكولاس مادورو أن كل الفريق الطبي الذي عالج شافيز في كوبا رافقه إلى فنزويلا. وظهر شافيز آنذاك على صور نشرتها الحكومة، وبدا فيها مبتسما على فراشه في المستشفى في هافانا برفقة اثنتين من بناته، وذلك بعد غياب دام أكثر من شهرين وصمت مطبق. وأعيد انتخاب شافيز الذي يحكم البلاد منذ 14 عاما، لولاية رئاسية جديدة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بعدما أعلن مرارا شفاءه من السرطان. لكنه اضطر للعودة مجددا إلى كوبا في ديسمبر للخضوع لعملية جراحية رابعة، أعقبتها مضاعفات أجبرته على البقاء في المستشفى في هافانا لأكثر من شهرين. وقال مادورو ردا على شائعات راجت بشدة طوال الأسبوع الماضي بأن شافيز ربما توفي إنه من غير الممكن تطبيق أساليب العلاج الكيماوي، لولا تحسن حالة الرئيس في يناير، بعد أسابيع قليلة حرجة تلت إجراء الجراحة، وحث نائب الرئيس الفنزويليين على اليقظة من «مروجي الشائعات» و«من يعملون على زعزعة الاستقرار»، قائلا إن السياسيين اليمينيين في الولايات المتحدة يعملون مع المعارضة في فنزويلا على نشر أكاذيب عن الرئيس.

واتهم زعماء المعارضة مادورو بالكذب بشأن حالة شافيز، ونظم عشرات من الطلاب المعارضين للحكومة سلسلة بشرية للمطالبة بتقديم دليل على أن الرئيس لا يزال على قيد الحياة، وأنه موجود في فنزويلا.