مهرجان أبوظبي يحتفي بإنجازات الفارابي في المعارف والموسيقى والعلوم

«نجمات» بقيادة شيرين تهامي و«تخت الإمارات» بقيادة الفنان الإماراتي علي عبيد يؤدون روائع من الإرث الموسيقي والشعبي في الإمارات

«تخت الإمارات» إحدى فعاليات بيت الفارابي («الشرق الأوسط»)
TT

ضمن فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان أبوظبي هذا العام أمسيتان موسيقيتان يشارك كوكبة من الفنانين في الاحتفاء بإسهامات الفارابي ودوره الرائد وإبداعه في ميادين العلوم والمعارف والموسيقى والفنون، وهو الذي قدم خدمات جلية لا للعالم العربي وحده، بل للعالم أجمع.

وتأتي أمسيات «بيت الفارابي» مجددا في إطار المبادرة التي أطلقها مهرجان أبوظبي احتفاء بالعالم والموسيقي العربي الكبير أبو نصر محمد الفارابي (872 – 950م)، مخترع آلة القانون، وواضع كتاب «الموسيقى الكبير»، وينظم مهرجان أبوظبي حفلات «بيت الفارابي» ضمن برنامجه المجتمعي، بدعوة عامة للجمهور، حيث ستقام الأمسيتان الموسيقيتان في «بيت العود» في أبوظبي، يومي الخميس والجمعة 8:00 مساء.

وأشارت هدى الخميس كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي إلى الفعاليات بقولها: «نهدف من خلال مبادرة (بيت الفارابي) الموسيقية، لإحياء تراث الموسيقيين العرب، وفي مقدمهم أبو نصر الفارابي الذي انتشر فكره حول العالم، وترك في كل مكان شيئا من أثره المعرفي والعلمي والفني والموسيقي».

وتابعت: «إننا نحتفي بروائع الموسيقى العربية والتراث الشعبي الإماراتي مع كل من (تخت الإمارات) بقيادة الفنان الإماراتي علي عبيد وشيرين تهامي وفرقة (نجمات)، سعيا من المهرجان للإسهام في الحفاظ على الموروث العريق ونقله للأجيال، والتعريف به عالميا».

كان أبو نصر محمد الفارابي من أوائل العلماء العرب الذين أسهموا في نقل علوم أفلاطون وأرسطو إلى اللغة العربية، فضلا عن إسهاماته المتعمقة في العلوم والفلسفة والاجتماعيات والطب والحساب والموسيقى، والتي امتدت آثارها لما بعد الفارابي وصولا إلى ابن سينا، وآخرين.

وقد ألف الفارابي كتاب «الموسيقى» الذي استعرض فيه المبادئ الفلسفية حول قيمة وقوة الموسيقى ومعاني الفكر التي تتمتع بتأثير علاجي للروح، وذلك قبل 1000 عام من وصول علم العلاج النفسي المعاصر إلى النتيجة ذاتها.

تقام الأمسية الأولى يوم الخميس، وتقدم خلالها شيرين التهامي من «بيت العود» مع فرقتها النسائية «نجمات» التي تتكون من عازفة تشيلو وعازفة بيانو وعازفتين على آلة الكمان وعازفة إيقاع، وسوف تقدم الفرقة مجموعة متنوعة من الكلاسيكيات ومقطوعات من المقامات العربية.

تعمل شيرين تهامي مدرسة في «بيت العود» منذ عام 2002، وكانت أول عازفة منفردة تتخرج في هذه المؤسسة التعليمية، وعلى مدى 90 دقيقة ستقدم الفرقة مقطوعات من مؤلفاتها الخاصة، بالإضافة إلى مقطوعات من تأليف أستاذ العود العربي نصير شمة مؤسس «بيت العود»، وكذلك عدد من كلاسيكيات الأغنية العربية لكل من فيروز وعبد الوهاب، وعازف البيانو الفرنسي ريتشارد كلايدرمان، وكذلك عدد من الأغاني لكبار الملحنين المصريين من أمثال زكريا أحمد وكمال الطويل، بالإضافة إلى مؤلف الأغاني البرازيلي زيكوينها أبريو.

ويعتبر «بيت العود» أحد أهم المؤسسات التعليمية الموسيقية في الوطن العربي، وقد أسسه أستاذ العود العربي الفنان نصير شمه، بهدف ترسيخ مكانة آلة العود التاريخية، ورفع الوعي تجاه أهميتها التراثية بالنسبة للموسيقى العربية، ولتوفير منصة تعليمية للأجيال الجديدة من الموسيقيين لتعلم العزف على العود.

أما في يوم الجمعة، فتنطلق الأمسية الثانية، حيث سيتعرف الحضور على فرقة «تخت الإمارات» بقيادة الفنان الإماراتي علي عبيد، والتي تتخذ من أبوظبي مقرا لها، واستطاعت أن تستحوذ على انتباه الجمهور وحازت إعجاب الكثيرين في عدد من المهرجانات الدولية ومن بينها «ووماد» وذلك لما تتمتع به من شخصية موسيقية متفردة من خلال إتقانها الاستثنائي لعدد من ألوان الموسيقى الشعبية الخليجية وخبرتها في تقديم روائع التراث الشعبي من الإمارات.

وتتكون فرقة «تخت الإمارات» من عازف العود علي عبيد، وبسام عبد الستار على القانون، وأحمد طه على الجوزة، وإبراهيم السيد على الناي، وأسامة عبد الرحمن على الكونتر باص، ومحمد على الكمان وسراج محمد زكي على الطبلة، حيث ستعزف الفرقة عددا من الأغنيات الخليجية، تتبعها فقرة من كلاسيكيات الأغاني العربية لملحنين ومغنين كبار مثل فيروز ومنير بشير أحد أشهر عازفي العود على مستوى العالم، وفي الفقرة الختامية للأمسية تقدم الفرقة مختارات موسيقية عالمية تمثل ثمرة تعاون الفرقة مع فنانين من أفريقيا ومن حول العالم العربي.

وقد خصص المهرجان يوم 25 مارس (آذار) للاحتفاء أيضا بالموسيقى العربية عبر إحياء تراث الأخوين عاصي ومنصور الرحباني في أمسية من الطرب الأصيل من إعداد غدي وأسامة الرحباني تحت عنوان «الإرث الرحباني».