فنانون سعوديون يشاركون بـ«خط في الرمال» في دبي

11 عملا رصدت ظواهر اجتماعية مغيبة وبيعت بأكملها بعد الافتتاح

«كابتن أمريكا» للفنان شاويش
TT

أحد عشر عملا فنيا عرضها مجموعة من الفنانين السعوديين في دبي ضمن معرض حمل عنوان «خط في الرمال»، المعرض كان استثنائيا بامتياز ليس لأن كل عمل مشارك يحمل فكرة إبداعية متفردة فحسب، بل لأن جميع الأعمال دون استثناء بيعت من اليوم الأول وبعد ساعات من الافتتاح، أضف إلى ذلك أن المعرض الذي يحمل اسم خط في الرمال حمل أفكارا غير تقليدية سلطت الضوء على بعض الجوانب الاجتماعية في المجتمع السعودي.

ولدى دخول المعرض في صالة «ارت سبيس» دبي الذي يقام بالتعاون مع «أثر غاليري»، سيطالعك عمل فني يضم مجموعة من مقابض الأبواب التي قد لا توحي لك بشيء للوهلة الأولى، لكنك بالنظر من خرم الباب ستشاهد بعض ما يدور خلف الأبواب المغلقة بحسب صانع العمل، الفنان السعودي إياد مغازل، الذي يطرح قضية اجتماعية من خلال عمله القفل والمفتاح، ويشدد على أهمية الخصوصيات الأسرية والاجتماعية وما يعانيه الإنسان عند فقدانها.

ويضم المعرض مجموعة من الفنانين الناشئين السعوديين بأعمالهم المتنوعة الوسائط، هم أحمد عنقاوي، ومساعد الحليس، وراشد الشعشعي، وبسمة فلمبان، وسارة خوجة، وإياد مغازل، وشاويش. وتقول آية علي رضا منسقة المعرض: «رسم خط في الرمال لفتة ترمز إلى نقطة الحد الأقصى الذي لا يمكن تجاوزه فتجاوزه رمز لاختبار جرأة وشجاعة الشخص العازم على التحدي لاتخاذ الخطوة التالية»، وتضيف: «مع ذلك، في نهاية المطاف، يبقى مجرد خط حد في الرمال، علامة عبور من شأنها أن تتلاشى بين الرمال التي رسمت عليها أنه ليس سوى وهم للخطر».

بدورها تقول الفنانة رنيم زكي فارسي منسقة المعرض «جميع الفنانين المشاركين في هذا المعرض يدفعون حدودهم، متحدين القيود التي وضعتها بيئتهم، منها الحقيقية التي توجد على هيئة معوقات وعقبات يومية يواجهها الفنان، وأخرى نظرية وفكرية تشمل أيضا الحواجز الموجودة في أذهانهم وخيالهم، وهذه القيود الفكرية هي الأكثر صعوبة للتغلب عليها»، مضيفة: «هؤلاء الفنانون الشباب يسيطرون ويتغلبون على هذه العقبات النفسية، ويتخطون الحد المرسوم في الرمال، أعمالهم الفنية هي مواجهة لأنفسهم بوضع تصورات للأفكار والمفاهيم التي تعتبر الأعز على قلوبهم والأهم في أذهانهم، سواء كانت شخصية، روحية، اجتماعية أو سياسية».

بدوره يشدد الفنان مساعد الحليس مبدع العمل الذي حمل عنوان «نوم الظالم عبادة» على أهمية التحذير من الظلم والفساد ويسلط الضوء على عواقب الأعمال، وتذكير الإنسان بأن الحياة زائلة وأفعالنا هي العامل المحدد لمصيرنا المجهول في الآخرة.

ويرى منظمو المعرض أنه أيا كانت الأفكار المطروحة من خلال أعمال هؤلاء الفنانين، يبقى الغرض الأساسي هو أن تستخدم كصيغة تواصل عالمي تنتج منها مبادلات فكرية وحوارات تتلاشى بها جميع الحواجز التي تفصل بيننا لذلك هو «خط في الرمال» سريع التلاشي يهدف الفنانين من خلاله لجذب الزائرين وتحديهم، ليس لرؤية الأعمال فقط، بل تفسيرها أيضا.

ويقدم الفنان راشد الشعشعي عمله «وجهة نظر كتعليق على» نظام التصفية للمعلومات من قبل وسائل الإعلام وما يعتبره المشاهد كافيا لاستلام واستقبال الأخبار دون رؤية ما هو جار في قلب الحدث.

أما الفنان أحمد عنقاوي في عمله «مخطوطة القرن الواحد وعشرون»، الذي يشابه بدقة المخطوطات المرسومة في القرن السابع عشر والتي استخدمت كشهادة حج للحجاج، فيعبر عن «أهمية ما يرسخ في ذاكرة الإنسان من تراث وحضارة وأن ما كان مجرد شهادة حج في الماضي قد يكون وثيقة تاريخية في هذا الزمن».

وكان لافتا حجم الحضور الذي شهده المعرض مع تميز جميع الفنانين السعوديين في وقت بيعت جميع الأعمال المشاركة في المعرض دون استثناء بعد أقل من ساعتين على افتتاحه فيما بيع أحد الأعمال بقيمة 10 ألف يورو.

وتروي الفنانة بسمة فلمبان في عملها السدانة رحلتها في الاكتشاف الذاتي، وتطرح القضية التي يكاد ينساها الإنسان مع كثرة زخارف الحياة، فكيف يتمكن الإنسان من الفصل بين حقيقة صميمه وما أصبح عليه بعد ما شكلته الحياة؟

أما الفنان شاويش صاحب «السيد جداي الأخير» و«كابتن أميركا» التي توحي لمن يشاهدها للوهلة الأولى بأنها صور قديمة أو وثائقية ولكنها في الحقيقة صور مدمجة مع الخيال العلمي وشخصيات من الأبطال الخارقين، مستخدما خصائصهم كوسيلة لطرح المفهوم.

بدورها تطرح الفنانة سارة خوجه قضية السيطرة والتحكم من خلال عملها «البرقع»، حيث صنعت غطاء الرأس الذي يستخدم لتغطية رؤوس الطيور الجارحة، لكن هذا الغطاء بقياس رأس الإنسان وقامت بالتقاط صور متتالية لشخص يرتدي هذا القناع للإنسان فيما يعبر عن الحجب ومنع الأصوات المحاطة به.